بعد مشاركة الفنانين وعائلاتهم... «القريب أولى من الغريب» في دراما 2014

عادل إمام السباق بين أبناء جيله في الاستعانة بأولاده، عندما أسند إخراج مسلسليه «فرقة ناجي عطا لله»، و{العراف» إلى ابنه رامي فضلا عن أفلام سينمائية، وهذا العام سيتعاونان في «صاحب السعادة» وسيشاركه ابنه الثاني محمد البطولة، بعدما ظهر معه للمرة الأولى في «فرقة ناجي عطا الله» (2012).

تدور أحداث «صاحب السعادة» حول بهجت، رجل حكومة سابق (عادل إمام)، ينصرف للاهتمام بأحفاده بعد تقاعده، بينما تصاب زوجته ووالدة أبنائه الخمسة (لبلبة)، بغيرة مرضية بعد اكتشاف علاقة زوجها بإحدى الجارات في العقار الذي يسكنان فيه، فضلا عن كونها سيدة متسلطة وقوية يتجنبها المحيطون بها.

المسلسل من تأليف يوسف معاطي، يشارك في البطولة: خالد زكي وأحمد عيد وإدوارد وخالد سرحان وإنجي وجدان ونادية خيري.

تعاون مثمر

للمرة الأولى يعمل الفنان عزت أبو عوف في مسلسل «إمبراطورية مين» من إخراج ابنته مريم، بطولة هند صبري. يتمحور حول أسرة مصرية غابت عن البلاد 15 عاما، وتقرر العودة بعد ثورة 25 يناير، اعتقاداً منها بأن مصر ستصبح أفضل حالاً.

المسلسل من تأليف غادة عبد العال، بطولة: محمد شاهين وسلوى خطاب، ومجموعة من الأطفال. ضيوف الشرف: يسرا وهاني رمزي وناهد السباعي ومحمد فراج.

 يعتمد يحيى الفخراني على نجله شادي في إخراج مسلسله الجديد {دهشة} في ثاني تجربة لهما بعد {الخواجة عبدالقادر} منذ عامين، وقد صرح الفخراني الأب أكثر من مرة بأن ابنه مخرج قوي ومتميز ويستحق أن يتعاون معه.

يزخر {أبوهيبة جبل الحلال} بعلاقات قرابة، فمنتج المسلسل محمد نجل بطله محمود عبدالعزيز، ويشارك في البطولة: كريم محمود عبدالعزيز ومنال سلامة زوجة مخرج المسلسل عادل أديب.

وتدور الأحداث حول رجل اشتهر بعلاقاته النسائية الكثيرة، حتى يفاجئه موقف صادم يغير أسلوب حياته، وثمة إسقاطات حول التقلبات في مصر في السنوات الثلاث الأخيرة.

تراجعت منال سلامة عن القرار الذي سبق أن اتخذته بعدم المشاركة في أعمال من إخراج زوجها عادل أديب أو إنتاج عائلة أديب، ورفضها أدواراً عدة من ضمنها فيلم {حليم}، خشية أن يقال إن زوجها وراء مشاركتها في العمل الفني}.

تضيف: {في الفترة الأخيرة فكرت بشكل مختلف وسألت نفسي: لماذا لا أستفيد من خبرات زوجي الفنية والإخراجية، على الفنان أن يطور نفسه باستمرار ويتعامل مع مخرجين مختلفين حتى لا يُحصر في دور واحد}.

توضح أن دورها هذه المرة جديد، وتجسد فيه شخصية صعيدية، لذا يحتاج إلى إمكانات فنية عالية، ولا يمكن إسناده إلى فنان عادي، مشيرة إلى أن زوجها لا يعترف بمبدأ المجاملات أو الانحياز إلى العلاقات الأسرية.

من ناحيته يرفض المخرج رامي إمام التلميح بأن عمله مع والده يأتي من باب المجاملة، لأن الأخير لا يعمل بهذه الطريقة، بدليل عدم استعانته بمحمد في أعماله السابقة، واختاره اليوم عندما وجد دوراً ملائماً له، مشيراً إلى أنه حقق نجاحات بعيداً عن والده، لاسيما عندما بدأ عمله كمخرج تلفزيوني في مسلسل {عايزة أتجوز} بطولة هند صبري.

يقول رامي إمام: {لن يخاطر والدي باسمه وتاريخه لأحد حتى وإن كنت أنا أو محمد، ولن يسلم نفسه لمخرج لا يتحمل المسؤولية، فهو لا ينحاز لأي شيء في الدنيا إلا للفن والإبداع، وهذا سر نجاحه واستمراره حتى الآن}.

ترحيب بالأبناء

يرى الناقد الفني طارق الشناوي أن هذا الأمر يدعو إلى الدهشة وهو غير موجود في العالم، موضحاً أن هذه الظاهرة موجودة في الغناء، أيضاً، مثل محمد عدوية وعصام شعبان عبدالرحيم، وأحمد علي الحجار، ومشيراً إلى أنه من الممكن أن تكون الجينات والمناخ الذي ينشأ فيه الطفل يوجهانه لاختيار مهنة الأب أو الأم.

يضيف: «تبدو الأمور في الوسط الفني المصري العربي وكأن الحياة الفنية لا ترحب إلا بأبناء الفنانين، لن يستطيع أحد أن يفرض فناناً على الجمهور حتى وإن كان ابنه»، مستغرباً الفوضى والفرص التي يحصل عليها من لا يستحق وتخصم ممن يستحق.

بدورها، تلفت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله إلى أن ثمة فنانين يقحمون أبناءهم في العمل الفني من باب التوريث، خصوصاً أن كثراً لا يملكون موهبة ولا يريدون أن يكونوا ممثلين حقيقيين لكن أباءهم وأمهاتهم يدفعونهم إلى ذلك.

تضيف: «ثمة محاولات لأبناء الفنانين أن يكونوا ممثلين أو مطربين، لكن كثراً فشلوا في ذلك، باعتبار أن الفن يعتمد على رضا المتلقي عن أداء الفنان، وإذا لم يكن على المستوى المطلوب فلن يتلقى عروضاً للعمل، خصوصاً أن المنتج لا يريد الخسارة لنفسه، مهما كان المقابل، ويحرص على الاستعانة بفنانين يتركون أثراً جيداً لدى الجمهور».