قبل يومين من انطلاق المفاوضات بين إيران والدول الست الكبرى بشأن الاتفاق النووي النهائي، رفض المرشد الأعلى للثورة إيرانية علي خامنئي أمس أي تقييد للبرنامج الصاروخي الإيراني، داعياً "الحرس الثوري" إلى مواصلة إنتاج الصواريخ بكميات ضخمة.

Ad

وقال خامنئي لدى زيارته معرض طيران أقامته القوات الجوفضائية التابعة لـ"الحرس الثوري": "إنهم (الدول الغربية) يتوقعون منّا أن نحد من برنامجنا الصاروخي، في حين يهددون إيران باستمرار بتحرك عسكري، لذا فهذا توقع غبي وأحمق".

وتابع: "يجب التأكيد على الحرس الثوري أن ينفذ برنامجه لإنتاج الصواريخ، وألا يرضى بالمستوى الحالي. يجب أن ينتجوا بكميات ضخمة. هذا واجب أساسي على كل المسؤولين".

وحول المفاوضات النووية، قال خامنئي إنه يؤيد "نهج المبادرة والحوار في السياسة الخارجية"، إلا أنه أوصى المسؤولين بعدم رفض المفاوضات النووية بالعقوبات، داعياً إلى مواجهة العقوبات عبر "الاقتصاد المقاوم".

وبحسب وكالات الأنباء الإيرانية، يتضمن المعرض الذي زاره خامنئي أمس "إنجازات القوات الجوفضائية للحرس الثوري في حقول تصميم وصناعة الطائرات بدون طيار، والمنظومات الصاروخية المضادة للبوارج والمنظومات البالستية والمضادة للدرع الصاروخي، ومنظومات الدفاع الجوي، وأنواع الرادارات، ومراكز تحكم لغرف القيادة".

وأشارت الوكالات إلى انه "عرضت طائرات بدون طيار شاهد 129، وشاهد 125، وشاهد 121، وأنظمة التحكم والسيطرة، ومحركات الطائرات بدون طيار التي تم تصميمها وصناعتها على يد الخبرة الوطنية". وتم عرض "الطائرة 170 ار كيو بدون طيار الأميركية المتطورة جداً التي تم إسقاطها، وصناعة النموذج الوطني المشابه لها من أهم الإنجازات التي عرضها المعرض"، بحسب وكالة "فارس".

من ناحية اخرى، تدخل المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني غداً في فيينا مرحلة غاية في الأهمية إذ من المفترض أن تصوغ القوى العظمى وطهران اتفاقا نهائيا شاملا يضع حدا لخلاف تسبب بتوترات خطيرة منذ عشر سنين.

وعلى الرغم من صعوبة التفاهم في شأن التفاصيل، فإن الهدف الذي يصبو إليه مفاوضو مجموعة 5+1 (ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) وإيران هو أن تعطي طهران ضمانة دائمة لبقية العالم بشأن الطابع السلمي البحت لبرنامجها النووي، لتحصل مقابل ذلك على رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها. وتتمثل إحدى العقبات المتبقية الواجب اجتيازها في المفاوضات بتحديد قدرات تخصيب اليورانيوم التي ستبقى في إيران بعد الاتفاق المحتمل.

وقبل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن بلاده لن تقبل "بالتمييز النووي" للتخلي عن برنامجها لكنها مستعدة لمزيد من "الشفافية".

وقال روحاني في كلمة بمقر المنظمة الإيرانية للطاقة النووية "نريد تلبية مصالح الأمة الإيرانية"، مضيفاً أن "تقنيتنا وعلمنا النوويين ليسا مطروحين على الطاولة" للتفاوض بشأنهما. وتابع روحاني "نريد أن نقول للعالم إن أعداءنا يكذبون" باتهامهم إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، مؤكدا أن إيران "لم تقم بأي نشاط سري".

على صعيد آخر، بدأ رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف أمس زيارة رسمية للعاصمة الإيرانية طهران تلبية لدعوة من الرئيس حسن روحاني يجري خلالها مباحثات حول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان ان الجانبين سيوقعان مذكرات تفاهم في عدد من مجالات التعاون، مؤكدا أن "هناك رغبة مشتركة" في وضع إطار مؤسسي للعمل المشترك.

في سياق منفصل، دشنت مجموعة من النساء الإيرانيات حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ردا على تظاهرات جرت الأسبوع الماضي تنديداً بعدم التزام إيرانيات بالحجاب، وقمن بالتقاط صور شخصية "سيلفي" من غير حجاب وقمن بتحميلها على موقع "فيسبوك".

يذكر أن القانون الإيراني يحظر على السيدات خلع غطاء الرأس في الأماكن العامة وتصل عقوبة المخالف إلى الجلد 70 جلدة والحبس 60 يوماً.

(طهران - أ ف ب، كونا، د ب أ)