نجا لبنان من الانزلاق إلى فتنة مذهبية، بعد أن ارتفع الصوت عالياً ضد الحصار الذي فرض على بلدة عرسال السُّنية شمال شرق لبنان على الحدود السورية من قبل قرى مجاورة لها، وسط تحريض من قبل وسائل إعلام وشخصيات سياسية موالية لـ"حزب الله" ضد البلدة، ووصفها بأنها "بؤرة إرهابية"، لكونها تستقبل آلاف اللاجئين السوريين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

Ad

وتنفّس لبنان فجر أمس الصعداء، بعد قيام الجيش اللبناني بفتح الطرق المقفلة منذ أيام إلى عرسال وانتشر في البلدة، وهو مطلب لطالما رفعه سكان البلدة وسلطاتها المحلية.

ومساء أمس الأول قطع متضامنون مع عرسال عدة طرق في بيروت ومناطق أخرى، ما أدى إلى مقتل شاب في منطقة قصقص في بيروت من آل الشوا. وشيع أمس وسط غضب عارم.

وأعلن جهاز الأمن العام اللبناني أمس أنه أوقف خمسة سوريين اعترفوا بالانتماء إلى شبكة إرهابية، ونقل سيارة مفخخة من بلدة يبرود السورية إلى جرود بلدة عرسال.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن الأمن العام أصدر بياناً جاء فيه أنه قام يوم الاثنين، بناء على إشارة معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، بالتحقيق "مع خمسة أشخاص من الجنسية السورية كانوا قد دخلوا خلسة إلى لبنان". وأضاف البيان "اعترف الموقوفون بانتمائهم إلى شبكة إرهابية قامت بنقل سيارة مفخخة لصالح جبهة النصرة من نوع بيك آب من بلدة يبرود السورية إلى جرود بلدة عرسال".

وسقط صاروخان أمس في منطقة العقيدية بالبقاع الأوسط اللبناني، مصدرهما الجهة السورية التي تسيطر عليها المعارضة. وكان صاروخان سقطا في وقت سابق قرب مستشفى الهرمل الحكومي في البقاع الشمالي، وكانت الخسائر مادية فقط.

وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان ترأس أمس في القصر الجمهوري في بعبدا اجتماعاً أمنياً، حضره رئيس الحكومة تمام سلام، ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية.

وتمّ في الاجتماع البحث في الوضع الأمني بشكل عام، وفي منطقتي عرسال وطرابلس، وتم الاطلاع على الإجراءات المتخذة لمعالجة المشكلات والتوترات والتفجيرات القائمة والخطوات اللاحقة لذلك، إضافة إلى المستلزمات والمتطلبات اللازمة والضرورية، لتمكين القوى العسكرية والأمنية من القيام بواجباتها في ضبط الوضع الأمني، وتركيز الأمن والاستقرار للمناطق، والطمأنينة للأهالي، وتم إعطاء التوجيهات اللازمة في هذا الإطار.

في موازاة ذلك، ناقش النواب أمس في جلسة تستأنف اليوم البيان الوزاري لحكومة سلام. وكما كان متوقعاً، لم تحمل المناقشات أي مفاجآت سياسية، وتقاطعت معظم المواقف حول الوضع الأمني والأزمة السورية ومسألة "المقاومة".

وبرزت كلمة "القوات اللبنانية التي ألقتها النائبة ستريدا جعجع، حيث توجهت بالحديث بشكل مباشر إلى "حزب الله"، وإلى حلفاء "14 آذار"، معلنة أن "القوات لن تعرقل بتاتاً عمل هذه الحكومة، لكننا في الوقت عينه لن نمنحها الثقة". كما برز موقف النائب في كتلة "المستقبل" عماد الحوت، الذي قرر الامتناع عن التصويت.

المرعبي: صراع داخل الجيش بين عون وقهوجي

انتقد عضو "كتلة المستقبل" النائب معين المرعبي أمس قيادة الجيش اللبناني "التي فشلت في تحقيق الأمن في طرابلس"، متهماً قائد الجيش العماد جان قهوجي بـ"استغلال قضايا الأمن لمصالح سياسية ومن أجل الاستحقاق الرئاسي".

وأشار المرعبي في حديث إذاعي الى أن "هناك صراعاً بين (زعيم تكتل التغيير والإصلاح ميشال) عون وقهوجي في صفوف الجيش اللبناني وذلك بسبب الانتخابات الرئاسية، والصراع اليوم يحصل على أرض طرابلس بين عون وقهوجي".