ربما لم يدرك أي شخص تابع بشغف مشهد مضيفات الطيران وهن يناولن الفريق الألماني الذي فاز في مباراة كأس العالم الأوسمة كم أصبحت الرياضة حيوية في استراتيجية التسويق التي تتبعها شركة طيران الإمارات. ومن سباق الخيل الى الكريكت وتنس المحترفين أنفقت «طيران الإمارات» ببذخ لتصبح واحدة من أكبر رعاة الرياضة في العالم.
الإنفاق على كرة القدم - التي ينظمها كأس العالم كل أربع سنوات - يقزم كل الرياضات الاخرى. وترعى «طيران الامارات» التي تتخذ من امارة دبي مقراً لها نصف «دستة» من الأندية الأوروبية، بما في ذلك أرسنال واي سي ميلان وريال مدريد. وتقول الشركة «أصبحت طيران الامارات واحدة من أبرز الماركات في عالم كرة القدم». وتقوم بتسيير رحلات الى كل الدول الـ32 المشاركة في كأس العالم ما عدا 10 منها.وأنفقت الشركة حوالي 100 مليون دولار خلال السنوات الأربع الماضية كي تصبح واحدة من أكبر 6 «شركاء» لـ «فيفا»، وهي مجموعة تضم أديداس وكوكا كولا وهيونداي موتور وكيا موتورز وسوني وفيزا، بحسب تقرير صدر عن «براند فاينانس» التي تتخذ من لندن مقراً لها. ويقول ديف تشاتاوي وهو محلل تقييم رياضي فيها: «قامت طيران الامارات باستثمار استراتيجي للغاية ورؤية عناصرها في الليلة الماضية تظهر أنها حقاً ماركة عالمية».ويتعلق الجانب الآخر من مثل هذا الانفاق الواسع من قبل شركة طيران بهدفها الرئيسي الذي يتمثل في الاستمرار في التوسع الدولي، وخاصة في أوروبا وأميركا الشمالية. وقد جذب النمو الهائل لـ»طيران الامارات» الركاب من شركات طيران أوروبية بقيادة لوفتهانزا الألمانية، كما أفضى الى شكاوى مريرة من قبل شركات طيران على جانبي الأطلسي تتهمها بانها تحصل على مساعدات من حكومة امارة دبي. ومثلت طلبات الشراء الضخمة من قبل «طيران الامارات» لطائرات بوينغ جمبو قضية في الجدل الحالي حول ما اذا كان على الكونغرس اعادة تخويل بنك التصدير والاستيراد الأميركي.مونديال روسيابعد أربع سنوات، وعندما تستضيف روسيا مباريات كأس العالم، من المرجح أن تحافظ «طيران الامارات» على دورها الرئيسي في الرعاية، بحسب توقعات اريك سمولوود وهو نائب رئيس شركة «فرونت رو ماركتنغ سيرفيسز» التي تتخذ من فيلادلفيا مقراً لها، وهي وحدة ضمن «كومكاست»، مشيراً الى زوال شركات روسية كبرى في ميدان رعاية المباريات خلال دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في سوتشي.و»طيران الامارات» ليست الوحيدة في الانفاق بسخاء على المناسبات الرياضية، إذ قالت شركة أديداس في الأسبوع الماضي، إنها ستدفع ما لا يقل عن 1.3 مليار دولار خلال 10 سنوات كي تحل محل «نايك» كمورد لمانشستر يونايتد، كما قالت شركة «نايك» أخيراً إن الجوانب الاقتصادية لعقد مستقبلي لم تكن ملائمة بالنسبة الى مساهميها.ويقول سمولوود إن حجم الانفاق لواحد من الأندية «يظهر مدى نمو كرة القدم على صعيد العالم، ولا أتوقع حدوث أي تباطؤ في هذا الاتجاه».
اقتصاد
مضيفات «طيران الإمارات» يتصدرن المونديال بمئة مليون دولار
19-07-2014