الشمري: الاستغناء عن الكتاب الورقي ضرب من الخيال
خلال ندوة عن «النشر الإلكتروني»
حدد المتحدثان في الحلقة النقاشية «النشر الإلكتروني ومستقبل الكتاب الورقي» سلبيات واقع النشر راهنا، معتبرين أن ثمة علاقة تكامل بين الكتاب الورقي والرقمي.
حدد المتحدثان في الحلقة النقاشية «النشر الإلكتروني ومستقبل الكتاب الورقي» سلبيات واقع النشر راهنا، معتبرين أن ثمة علاقة تكامل بين الكتاب الورقي والرقمي.
أكد مدير مكتبة آفاق د. ناصر الشمري أن الكتاب الورقي لن يتأثر بانتشار منافسه الرقمي، معتبرا ان الحديث عن قيام اختراع بسحب البساط من تحت الآخر ضرب من الخيال، وقال الناشر صلاح شبارو إن المستقبل للنشر الإلكتروني لأنه يحوي كثيرا من المميزات التي تنقص النشر العادي.جاء ذلك ضمن حلقة نقاشية نظمها معرض الكويت للكتاب في نسخته الـ38، والتي تمحورت حول «النشر الإلكتروني ومستقبل الكتاب الورقي»، وأدارها محمد النغيمش.
بداية، تحدث مدير مكتبة النيل والفرات الإلكترونية اللبنانية صلاح شبارو عن المشروع الضخم الذي تستعد له المكتبة، والهادف إلى تحويل معظم الإصدارات الورقية العربية إلى نسخ رقمية، مشيرا إلى أهمية هذا الاتجاه الذي سيكون مطلبا اساسيا خلال الأعوام المقبلة، لاسيما في ظل انتشار الكتاب الالكتروني وتضاعف نسبة الإقبال عليه.وانتقل شبارو إلى الحديث عن أسباب رواج الكتاب الرقمي في الفترة الحالية، محددا العناصر التي رجحت كفته، مضيفا: «ثمة عناصر اقتصادية في مقدمتها انخفاض سعر التكلفة، فهو أقل بنسبة 30% من الكتاب الورقي، كما ان مشكلات النشر والتوزيع التي يعانيها الكتاب الورقي ليس لها أي تأثير على واقع الكتاب الالكتروني، وكذلك معضلات التوزيع والتوصيل لا تشكل عائقا امام اقتناء الكتاب».وأضاف: «ثمة أمور مهمة تميز الكتاب الرقمي أيضا، منها سهولة نقل وتخزين آلاف العناوين ضمن مساحة بسيطة، بينما الكتاب الورقي يشكل صعوبة في النقل والتخزين». وعن مستقبل النشر الرقمي في العالم العربي تحدث بلغة متفائلة معتبرا ان المستقبل سيكون واعدا ومبشرا بالخير، رغم تأخر العالم العربي راهنا في مواكبة التطور الرقمي.وفي ما يتعلق بتجربة مكتبة النيل والفرات اللبنانية، اعتبر شبارو ان المكتبة تهدف إلى اجراء مجموعة تحسينات في مجال النشر الرقمي، معتمدا على إجراء استفتاءات للقراء تستطلع الآراء حول بعض التطبيقات المقدمة، وللوقوف على مدى استفادة المتصفحين منها.واستعرض تطبيق «آي بوك»، الذي يقدم تحسينات كثيرة للقارئ، منها سبل استفادته من النصوص المتوافرة في الموقع، وكذلك القواميس، وميزة تحديث المعلومات، موضحا ان ثمة تطبيقا خاصا للأطفال يمنحهم ميزات أكثر، منها تفسير بعض المفردات عن طريق الصور. القرصنةبدوره، حدد د. الشمري أسباب تمسكه بالكتاب الورقي، وفي مقدمتها عدم مواكبة بعض القراء التطور التقني رغم اقتنائهم الأجهزة الحديثة، لاسيما ان التصفح الالكتروني يحتاج إلى دقة واتقان، إضافة إلى معضلات أخرى، منها نفاد بطارية الجهاز، وكذلك حاجة المتصفح إلى تطبيقات جديدة.وتابع الشمري: «ثمة معضلة كبيرة هي القرصنة التي تهدر الحقوق الفكرية والقانونية، ومما يسبب نفور البعض من الكتاب الرقمي هذا الاختراق الواضح الذي يتسبب في مشكلات يصعب حلها، وكذلك سهولة تلف الجهاز».ولفت إلى أن وسائل الاتصال الحديثة بدأت تسوق الكتاب الورقي، وهذا دليل على استمرارية وانتشار الكتاب الورقي ومحدودية النشر الرقمي، إذ إن التغريدات تروج لبعض الإصدارات، وكذلك الاستفادة من التقنيات في الحصول على معلومة سريعة فقط، بينما التفاصيل ستجدها في الاصدارات الورقية لأنها منبع التثقيف والمعرفة.وبين ان الأصوات التي تنادي بإلغاء الكتاب الورقي ستكف عن هذا الحديث لأنه ضرب من الخيال. وبشأن المشكلات الاجتماعية التي يسببها النشر الرقمي، أكد أن الكتاب الالكتروني يكرس العزلة بينما الكتاب الورقي يعمل على دمج أفراد المجتمع وتفاعلهم.