«داعش» يتوعد المعارضة السورية بالسحق ويهدد «الائتلاف»

● «الحر» يسيطر على مقر التنظيم الرئيسي في حلب
● اجتماع لـ «أصدقاء سورية» في باريس عشية «جنيف 2»

نشر في 09-01-2014
آخر تحديث 09-01-2014 | 00:01
No Image Caption
تجاهل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مبادرة «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» بوقف الاقتتال بينه وبين المعارضة السورية، وأعلن حرباً مفتوحة على الجميع وعلى رأسهم أعضاء ائتلاف قوى المعارضة.
قبل ساعات من سقوط مقره الرئيسي في مدينة حلب شمال سورية في أيدي مقاتلي المعارضة السورية، توعد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، مقاتلي المعارضة السورية الذين يخوضون معارك مزدوجة ضده وضد نظام الرئيس بشار الأسد، بحرب لا هوادة فيها، معتبراً أن أعضاء الائتلاف الوطني لقوى المعارضة باتوا هم أيضاً «هدفاً مشروعاً» له.

وقال المتحدث الرسمي باسم «داعش» الشيخ أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية مساء أمس الأول، «احملوا عليهم حملة كحملة (أبو بكر) الصديق واسحقوهم سحقا وإدوا المؤامرة في مهدها، وتيقنوا من نصر الله»، متوعداً المقاتلين المعارضين بالقول: «والله لن نبقي منكم ولن نذر، ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر أنتم ومن يحذو حذوكم».

وأضاف المتحدث: «يا أجناد الشام إنها الصحوات لا شك عندنا ولا لبس. كنا نتوقع ظهورها ولا نشك في ذلك إلا أنهم فاجأونا واستعجلوا الخروج قبل اوانهم».

ويخوض «داعش» منذ الجمعة معارك عنيفة في مناطق عدة ضد تشكيلات من مقاتلي المعارضة هي «الجبهة الاسلامية» و»جيش المجاهدين» و»جبهة ثوار سورية». وتشارك جبهة النصرة التي تعد الذراع الرسمية للقاعدة في سورية، في هذه المواجهات الى جانب مقاتلي المعارضة.

تحذير وسقوط

ووجه العدناني تحذيرا شديد اللهجة الى المعارضة، متوعداً أعضاءها بالقتل. وقال في التسجيل «ان الدولة الاسلامية في العراق والشام تعلن ان الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الاركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر، وقد اعلنوا حرباً ضد الدولة وبدأوها». وأضاف: «كل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا في كل مكان ما لم يعلن على الملأ تبرؤه من هذه الطائفة وقتال المجاهدين».

في المقابل، سقط المقر الرئيسي لـ»داعش» في حلب بأيدي مقاتلي المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس: «سيطر مقاتلون من عدة كتائب اسلامية مقاتلة على مشفى الأطفال بحي قاضي عسكر وهو المقر الرئيسي للدولة الاسلامية في العراق والشام». وأشار المرصد الى وجود «معلومات» عن تحرير عشرات المعتقلين في المقر «الذي يعتبر من أهم معتقلات الدولة الإسلامية».

واكتُشفت مقابر جماعية في مقرات «داعش»، وأعدم عناصر التنظيم العشرات من الناشطين المعتقلين قبيل سقوط مقارهم بيد المعارضة.

«جنيف 2»

سياسياً، أرجأت المعارضة السورية في المنفى إلى 17 يناير الحالي قرارها المتعلق بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» الهادف إلى إيجاد حل سلمي للنزاع. فبعد أكثر من 48 ساعة من النقاشات الحادة بين اعضائها المجتمعين في اسطنبول، قررت الجمعية العامة للائتلاف تعليق المداولات وعقد اجتماع آخر. وقال مصدر مقرب من المعارضة إن «النقاشات كانت حادة جداً بين مختلف المجموعات المكونة للائتلاف. ولم يكن من الممكن حسم القرار».

وخلال اجتماعات الائتلاف التي استمرت ثلاثة أيام في اسطنبول، أعلن 40 عضوا في الائتلاف انسحابهم منه دون ان يتقدموا باستقالة رسمية بسبب خلافات حول جنيف 2 وحول الانتخابات التي جددت لأحمد الجربا كرئيس للائتلاف.

«أصدقاء سورية»

إلى ذلك، وقبل أيام معدودة من المؤتمر الذي يرتقب أن يبدأ في 22 يناير في مدينة مونترو السويسرية، يجتمع وزراء خارجية إحدى عشرة دولة في مجموعة «أصدقاء سورية» يوم الأحد المقبل في باريس مع الائتلاف السوري.

وأوضح مصدر دبلوماسي أمس، أن الاجتماع الذي سيعقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية، سيحضره وزراء خارجية الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وتركيا، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، ومصر والاردن، في حين يتمثل الائتلاف بالجربا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في حديث نشرته صحيفة «لو باريزيان» أمس، «إن أردنا تلافي الأسد من جهة والقاعدة من جهة أخرى، ومواجهة المتطرفين مع كل التبعات المريعة على المنطقة، يجب دعم المعارضة المعتدلة».

وأوضح الوزير الفرنسي أن «الهدف من مؤتمر جنيف 2 هو تحديدا السعي الى تشكيل حكومة انتقالية باتفاق بين بعض عناصر النظام وهذه المعارضة. وهذا لن يكون بالتأكيد امرا سهلا».

نقل الكيماوي

على صعيد آخر، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس بـ»التقدم المتواصل» في الجهود الدولية للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية منتصف هذا العام، وذلك بعد إعلان نقل أول شحنة من الأسلحة الكماوية السورية عبر مرفأ اللاذقية.

وبينما رحبت الولايات المتحدة أيضا بهذا التقدم، اعتبرت الصين أمس أن نقل الأسلحة الكيماوية في التوقيت المناسب وبسرعة سيساعد في عملية تدميرها. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدثة باسم الخارجية هوا شونيينغ تأكيدها أن «الصين ستواصل العمل مع الأطراف الأخرى لضمان نقل آمن وسلس للأسلحة».

back to top