فضيحة زرع أجهزة تجسس في منتجات «أبل» قد تبلغ صناديق الاقتراع
تعرضت «أندرويد» و«بلاك بيري» لاختراق من قبل الوكالة، وربما ليس بصورة شاملة. ومن خلال النظر بصورة إجمالية فإن كل واحد من التقارير وحوادث الكشف يرسم صورة قاتمة لتجاوزات الحكومة.
كما هي الحال في معظم الروايات الجيدة، سيكون من المؤكد أن تزداد مسألة الكشف عن برنامج وكالة الأمن القومي الأميركية للتجسس سوءاً قبل أن يشهد أي شيء تحسنا ما. لقد أبلغنا أخيراً عن مزاعم، تستند الى وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي، تتحدث عن قيام الوكالة بتغيير مسار أجهزة حواسيب حضن تم طلبها اون لاين بغية تركيب أجهزة تجسس في داخلها. وعلى أي حال فإن حواسيب الحضن (لاب توب) هي واحدة من الأجهزة التي تستهدفها الوكالة المذكورة.وقد أبلغت مجلة دير شبيغل عن وصول وكالة الأمن القومي الى الهواتف الذكية وخاصة «آيفون» في شهر سبتمبر الماضي. وتسهم هذه التقارير اليوم في توسيع قدرة الوكالة الجلية على بلوغ كل المعلومات المتعلقة بك على «آيفون» عبر برنامج يدعى «دروب آوت جيب» وذلك بحسب الباحث في شؤون الأمن جيكوب أبليبوم.
وخلال كلمة في المؤتمر الـ30 لفوضى الاتصالات في ألمانيا كشف أبليبوم عن البعض من المعلومات المرعبة حول ذلك البرنامج.تطبيقات تعديليةوجاء في نص الوثيقة المعنية لدى وكالة الأمن القومي: «دروب آوت جيب هو برنامج زراعة لجهاز آيفون من شركة أبل يستخدم تطبيقات تعديلية لتوفير أداء محدد يدعى سيغنت. ويشمل ذلك امكانية دفع – سحب ملفات من الجهاز، واستعادة رسائل نصية قصيرة وقوائم اتصال، وبريد صوتي وتحديد مواقع والتقاط صور وموقع أبراج خليوية الى آخر ما هنالك. وسوف تكون كل الاتصالات مع القطعة المزروعة سرية ومشفرة». وتتحدث وكالة الأمن القومي عن نجاح بنسبة 100 في المئة في تركيب أجهزة التجسس على أجهزة «آيفون».وفيما تحدثت شركات تقنية عديدة علانية ضد برنامج «بريسم» منذ الكشف عنه في وقت سابق من سنة 2013 يتحدث أبليبوم بحذر عن تورط مؤسساتي في العملية.مساعدة «أبل» «هل تظن أن شركة أبل ساعدت الوكالة في صنع ذلك؟ سؤال يطرحه أبليبوم خلال كلمته. لا أعلم وأنا آمل أن توضح أبل ذلك. ولكن هناك ثمة مشكلة: أنا لا أصدق حقاً ان أبل لم تساعدهم، وأنا غير قادر حقاً على اثبات ذلك، ولكن وكالة الأمن القومي تدعي نجاحاً في كل مرة تحاول زرع جهاز في «آيه او اس»، وهذا يعني إما وجود مجموعة ضخمة من سبل العمل ضد منتجات أبل – أي انها تخفي معلومات حول أنظمة مهمة تنتجها الشركات الأميركية وتخربها – أو أن أبل خربتها بنفسها. لست متأكدا من الحقيقة. وأنا أود أن أصدق أن أبل مادامت لم تنضم الى برنامج بريسم إلا بعد وفاة ستيف جوبز فإنها كانت تقدم مجرد برامج عقيمة».وتكاد ألا تكون «أبل» طبعاً صانعة «آيفون» الوحيدة التي استهدفتها وكالة الأمن القومي. وبحسب مجلة دير شبيغل فإن أندرويد وحتى بلاك بيري تعرضتا لاختراق من قبل الوكالة، وربما ليس بصورة شاملة. ومن خلال النظر بصورة اجمالية فإن كل واحد من التقارير وحوادث الكشف يرسم صورة قاتمة لتجاوزات الحكومة.حقوق الخصوصيةومنذ دخول قانون «باتريوت» حيز التنفيذ والسنوات التي فصلت بين ذلك وبين الكشف عن برنامج «بريسم» لوكالة الأمن القومي تمثل سؤالا واحدا بأهمية بارزة بالنسبة الى أنصار الخصوصية: كيف نستطيع نحن، كمجتمع، أن نوازن بين الحاجة الى الأمن في مقابل حقوق الخصوصية والحرية؟ وعند أي نقطة تبدأ تكلفة حريتنا بالتفوق على الفائدة المتوقعة من أجهزة أمنية أكثر انتهاكاً؟هذان سؤالان، كما أفترض، ولكنهما متباعدان. وحتى الآن لم يظهر المسؤولون المنتخبون الذين أوصلناهم الى السلطة رغبة في الرد على هذين السؤالين، ويرجع الفضل الى أمثال ادوارد سنودون في معرفة أي شيء يتعلق بهذه البرامج. والسؤال الآخر المتبقي هو: هل تجعل العامة في الولايات المتحدة من هذه قضية كبيرة بما يكفي لتحديد نتائج الانتخابات المقبلة؟والى أن يحدث ذلك، أنا أشك في أننا سوف نشهد تغيراً في السياسة، ثم إن سياسات حروب الاقتصاد والثقافة سوف تظل بشكل شبه مؤكد على رأس قوائم أولويات معظم الناخبين. وفيما تحدث هذه القصة ضجة كبيرة سوف يمر وقت طويل قبل أن تؤثر على صناديق الاقتراع بصورة ملموسة. وتترك انتهاكات وكالة الأمن القومي للخصوصية أثراً قصير الأجل في الأخبار ثم تتبدد لصالح قضايا رغيف الخبز والزبدة – مثل الوظائف.وهذه مسألة مفهومة ولكنها تخلق مشكلة.ومن المهم أيضاً أن نلاحظ كون هذه مزاعم وتقارير تقدم لمحة فقط عن الصورة الكاملة. ونحن نتعامل مع كثير من الضبابية في هذا الصدد، وعلينا تقبل فكرة وجود المزيد من مثل هذه القصة.* (مجلة فوربس)