بعد يوم من تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني لأهمية العلاقة مع دول الجوار، برز أمس تصريح لقائد الجيش يهدد فيه باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة، في حين تستعد الحكومة الإيرانية للدخول في مفاوضات الحل الشامل مع القوى الست الكبرى.

Ad

في تصريحات تتناقض مع تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي دأب منذ وصوله الى السلطة على تأكيد أن طهران مهتمة بتحسين العلاقات مع دول الجوار، هدد قائد الجيش الإيراني أمس بمهاجمة قواعد في المنطقة، في تصريحات تعكس التناقضات الداخلية التي تعيشها إيران منذ وصول روحاني الى السلطة.

 وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي أمس أن "إيران جاهزة للمعركة الحاسمة ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني"، واصفاً التصريحات الأميركية حول الخيار العسكري في حال فشل المفاوضات النووية بأنها خدعة سياسية.

وقال آبادي: "نحذر في حال تعرضت قواتنا لهجوم من منطقة ما، ستتعرض كل مواقعها للهجوم. لا نكن العداء لأي من دول المنطقة، ولكن إذا تعرضنا لهجوم من القواعد الأميركية في المنطقة، فسنستهدفها ونهاجمها".

وأضاف أن "الأميركيين قاموا خلال العقد الماضي بدراسة الخيار العسكري ضد إيران، وأحضروا قواتهم إلى المنطقة لكنهم خلصوا إلى أنهم غير قادرين على مهاجمة إيران ورحلوا".

لاريجاني

في السياق، وصف رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الولايات المتحدة بـ "الأسد الهرم"، وقال في كلمة مساء أمس الأول في مدينة قم الإيرانية بختام احتفالات ذكرى الثورة، إن "ما ذكرته الولايات المتحدة من خيارات مطروحة على الطاولة هي أشبه بزئير أسد عاجز وهرم لا يملك جرأة الهجوم والإقدام".

ودعا لاريجاني المحسوب على التيار المتشدد إلى "اليقظة والحذر من الوقوع في الفخ الذي يمكن أن ينصبه الأعداء، الذين يرومون إثارة الخلافات لتوظيفها لأغراضهم الدنيئة".

أفخم

وفي معرض ردها علی تصریحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميرکي برنادت میهن، أكدت المتحدثة باسم الخارجیة الایرانیة مرضية افخم أمس أنه "لن یدرج موضوع غیر نشاطات إیران النوویة علی جدول اعمال المفاوضات المرتقبة بین ایران ومجموعة 5+1" في 18 فبراير الحالي.

وشددت افخم أن "القوة الدفاعیة الإیرانیة إحدی مکونات قوة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وأن إیران اعلنت وباستمرار استعدادها لتعزیز التعاون الدفاعي مع دول المنطقة وذلك کأداة هامة لإرساء أسس السلام والامن والاستقرار والثقة المتبادلة".

وکان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمیرکي قال قبل أيام إنه "یتعین علی طهران وفقا لاتفاق جنيف المؤقت الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي معالجة ملف برنامج صواریخها البالیستیة قبل التوصل الی تسویة نوویة شاملة".

ضغوط على ظريف

إلى ذلك، قال عضو الهیئة الرئاسیة لمجلس الشوری الإسلامي حسن سبحاني نیا، إنه "علی الأميرکیین العمل باتفاق جنیف بعیدا عن الضجة السیاسیة والمواقف المتعالیة والدیکتاتوریة".

وفي إطار الضغوط التي يمارسها البعض على حكومة الرئيس حسن روحاني، دعا نيا وزیر الخارجیة الإیراني محمد جواد ظریف الی الرد بقوة علی المواقف المتضاربة للمسؤولین الأميرکیین، والتصريحات المتناقضة لوزیر الخارجیة الاميرکي جون كيري والرئيس باراك أوباما خلال مفاوضات الاتفاق الشامل الاسبوع القادم.

خامنئي

وجه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أمس رسالة إلى المؤتمر العام لرابطة الاتحادات الإسلامية للطلبة الجامعيين المستقلين، وخاطبهم قائلا: "إنكم الضباط الشباب في ساحة الحرب الناعمة جهزوا أنفسكم بكل وجودكم لهذه الساحة"، وأضاف: "اعرفوا نظام الهيمنة بكل ابعاده ومستوياته، وحللوا اهدافه واستراتيجياته الحقيقية، واستخدموا لمواجهته كل طاقاتكم".

أوباما

وفي أعقاب الزيارة الأخيرة التي قامت بها شركات فرنسية إلى طهران، وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول تحذيرا إلى المؤسسات التي قد تقوم باستثمارات في إيران طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي نهائي.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "كنا حازمين جدا حول حرصنا على ان نطبق خلال فترة هذا الاتفاق المؤقت كل العقوبات القابلة للتطبيق. ابلغنا الايرانيين صراحة اننا لن نخفف الضغوط".

ودعا وزير الخزانة الاميركي جاكوب لوي وزير الاقتصاد الفرنسي بيار موسكوفيسي الى ان يوضح لاوساط الاعمال الفرنسية المخاطر التي تواجهها. وشدد لوي على ان "من الاهمية بمكان ان نوضح لاوساط الاعمال الفرنسية الطابع المحدود والموقت لتخفيف العقوبات التي تستهدف ايران".

ووافق هولاند على تصريحات نظيره الاميركي، لكنه اوضح ان رئيس الجمهورية ليس رئيس منظمة ارباب العمل الفرنسية،  وأضاف: "بالتالي، تستطيع المؤسسات ان تتنقل بحرية لكني ابلغتها ان نظام العقوبات مازال مطبقا على ايران وان هذه الاتصالات لا يمكن ان تؤدي اليوم الى اتفاقات تجارية".

في هذا السياق، أفادت مصادر مصرفية أمس بأن كوريا الجنوبية ستكون ثاني دولة آسيوية تدفع لإيران مستحقات عن واردات النفط الخام بموجب اتفاق مؤقت مع القوى الغربية لتخفيف العقوبات عن طهران جزئيا.

(طهران، واشنطن-

أ ف ب، رويترز)