حروب الطوائف لن تحمي إسرائيل!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
وعملياً، فإن حرب غزة الجارية تؤكد أن الجيب الذي اقتطع من الشرق وأنشئت عليه دويلة إسرائيل لن يحظى بالأمان والاستقرار لو كدست فيه ألوف الصواريخ النووية ومئات الطائرات الشبحية. وبقاء ذلك الكيان حياً ما يزيد على ستين عاماً في منطقة أحداثها صنعت تاريخ العالم منذ آلاف السنين لا يعني شيئاً، كما أن الدماء التي أراقها فكر ومخططات الصهيونية العالمية في الشرق العربي منذ بدايات القرن الماضي وحتى اليوم تسيل تحت الأنقاض في غزة ستظل في رقاب اليهود المجرورين خلف المشروع الصهيوني، ويدعمونه بجهودهم وأموالهم إلى الأبد، ولذلك فإن قبور أهل الشرق العربي التي تتوسع وتمتد من دير ياسين وحتى تونس لن توقف مقاومتهم وتصديهم للعدوان الصهيوني مهما طال الزمن. ***بغض النظر عن توقيت المواجهة الذي اختارته حماس مع الإسرائيليين ومبرراته، فإن أهم إيجابياته أنه يكشف ما يسمى بالمقاومة الإسلامية في لبنان أو صاحب امتيازها الحصري حزب الله اللبناني، صاحب مشروع مواجهة إسرائيل وحرب فلسطين المقدسة، وهو بالتأكيد كلام "تسويق" وغطاء للمشروع الحقيقي لولاية الفقيه الذي يمثل عقيدة وأدبيات الحزب الذي حرر الجنوب اللبناني ليكون نواة دولته وأرض مشروعه المذهبي. المهم أنه بينما ذلك الحزب المقاوم يدك مقاتلوه بأسلحتهم ريف دمشق والقلمون وحلب ويقتلون النساء والأطفال في سورية تقوم إسرائيل كذلك بدك غزة وتقتل نساءها وأطفالها، فما هو يا ترى العامل المشترك وأوجه الشبه بينهما؟!