حروب الطوائف لن تحمي إسرائيل!

نشر في 13-07-2014
آخر تحديث 13-07-2014 | 00:01
 عبدالمحسن جمعة سقطت في حرب "الجرف الصامد" الصهيونية على غزة كل فرضيات وخطط إسرائيل بأن حروب الطوائف والمذاهب المشتعلة حولها ستجعلها في مأمن وستطفئ جذوة المقاومة والمطالبة بالحقوق الفلسطينية، وها هي تل أبيب وحيفا وأسدروت وغيرها من مدن ومستوطنات إسرائيلية يعيش أهلها في الملاجئ ويملأ أسماع المستوطنين اليهود رعب صفارات الإنذار رغم القبة الحديدية وكل وسائل الحماية والوقاية من الصواريخ البدائية التي تطلق من الشريط  الضيق المحشور فيه أكثر من ثلاثة أرباع مليون نسمة من الفلسطينيين الذين سلبت أراضيهم وهُجروا منها، إضافة إلى أهل غزة ورفح الفلسطينيين المحتل وطنهم.

الإسرائيليون كانوا يعتقدون أن ترك النار مشتعلة في سورية وتمددها إلى العراق، وبداية التقسيم الفعلي للعراق عبر الدور الإسرائيلي النشط في كردستان التي سيلحقها علوي-ستان، وحزب الله –ستان و"ستانات" أخرى سيجعل العرب مشغولين عنها عشرات السنين، وستخمد مطالبهم للأبد، ولذلك كانت تشجع وتفرض أحياناً على الإدارة الأميركية عبر نفوذها الواسع في واشنطن غض النظر عن المذابح والمآسي التي يعيشها الشعب السوري على يد نظام الأسد وحلفائه في طهران والضاحية الجنوبية في بيروت وبغداد بحجة أن حروب العرب المحلية وصراعاتهم المذهبية والإثنية كفيلة بالقضاء على مقاومتهم وتوفير الأمن لإسرائيل وجعلها جزءاً من نسيج دويلات عرقية ودينية متنازعة في المنطقة، وهو ما تدحضه الأحداث حالياً في فلسطين المحتلة.

وعملياً، فإن حرب غزة الجارية تؤكد أن الجيب الذي اقتطع من الشرق وأنشئت عليه دويلة إسرائيل لن يحظى بالأمان والاستقرار لو كدست فيه ألوف الصواريخ النووية ومئات الطائرات الشبحية. وبقاء ذلك الكيان حياً ما يزيد على ستين عاماً في منطقة أحداثها صنعت تاريخ العالم منذ آلاف السنين لا يعني شيئاً، كما أن الدماء التي أراقها فكر ومخططات الصهيونية العالمية في الشرق العربي منذ بدايات القرن الماضي وحتى اليوم  تسيل تحت الأنقاض في غزة ستظل في رقاب اليهود المجرورين خلف المشروع الصهيوني، ويدعمونه بجهودهم وأموالهم إلى الأبد، ولذلك فإن قبور أهل الشرق العربي التي تتوسع وتمتد من دير ياسين وحتى تونس لن توقف مقاومتهم وتصديهم للعدوان الصهيوني مهما طال الزمن.

***

بغض النظر عن توقيت المواجهة الذي اختارته حماس مع الإسرائيليين ومبرراته، فإن أهم إيجابياته أنه يكشف ما يسمى بالمقاومة الإسلامية في لبنان أو صاحب امتيازها الحصري حزب الله اللبناني، صاحب مشروع مواجهة إسرائيل وحرب فلسطين المقدسة، وهو بالتأكيد كلام "تسويق" وغطاء للمشروع الحقيقي لولاية الفقيه الذي يمثل عقيدة وأدبيات الحزب الذي حرر الجنوب اللبناني ليكون نواة دولته وأرض مشروعه المذهبي. المهم أنه بينما ذلك الحزب المقاوم يدك مقاتلوه بأسلحتهم ريف دمشق والقلمون وحلب ويقتلون النساء والأطفال في سورية تقوم إسرائيل كذلك بدك غزة وتقتل نساءها وأطفالها، فما هو يا ترى العامل المشترك وأوجه الشبه بينهما؟!

back to top