تحديث 1

Ad

شنت مجموعة من طالبان مساء الجمعة هجوما ادانه المجتمع الدولي على مطعم يقصده دبلوماسيون وعاملون اجانب في المجال الانساني عموما في كابول وقتلت 21 شخصا على الاقل بحسب حصيلة جديدة اعلنتها الشرطة صباح السبت.

وقال قائد شرطة كابول محمد ظاهر لوكالة فرانس برس "ان الحصيلة الاخيرة تشير الى ان 21 شخصا قتلوا، هم 13 اجنبيا وثمانية افغان"، موضحا ان الهجوم اسفر ايضا عن سقوط خمسة جرحى.

واشارت حصيلة سابقة اعلنتها السلطات الافغانية ليل الجمعة السبت الى سقوط 14 قتيلا.

وقتل في الهجوم اربعة اعضاء في بعثة الامم المتحدة في افغانستان وكذلك ممثل لصندوق النقد الدولي مقره في كابول. كما قتل كنديان وبريطانيان.

واعلن مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم السبت ان شرطيا دنماركيا ومواطنا بريطانيا في عداد ضحايا الاعتداء على مطعم كابول. وقالت كاثرين اشتون في بيان "انني حزينة لمقتل عنصر دنماركي في قوة الشرطة التابعة للاتحاد الاوروبي ومواطن بريطاني يعمل لحماية هذه البعثة في الاعتداء الذي استهدف مساء الجمعة مطعما في كابول".

واضافت "ادين بشدة هذا العنف المريع وغير المبرر"، مؤكدة "ان الاتحاد الاوروبي يبقى مصمما على مواصلة دعمه للشعب الافغاني".

وقد استهدف الهجوم "مطعم لبنان" الواقع في وسط كابول والذي يقصده الدبلوماسيون والمستشارون والعاملون في المنظمات الانسانية واجانب اخرون يقيمون في العاصمة الافغانية.

فبعيد الساعة 19,00 من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي (14,30 ت غ)، قام انتحاري بتفجير نفسه امام ابواب المطعم المصفحة.

ثم تمكن مهاجمان اخران وسط حالة الارتباك التي اثارها التفجير القوي الذي سمع صداه في كل وسط مدينة كابول، من الدخول الى المطعم وفتحا النار عشوائيا على الزبائن قبل ان يقتلا بدورهما بيد القوات الخاصة الافغانية.

ونجح عتيق الله احد مسؤولي المطعم من الهرب من الباب الخلفي وروى لفرانس برس "حوالى الساعة الواحدة فجرا اعادتنا الشرطة الى المطعم للتعرف على المقربين منا".

وقال "كانت الدماء في كل مكان، على الطاولات والكراسي. يبدو ان المهاجمين اطلقوا النار عن كثب".

وصباح السبت كان حضور الشرطة الكثيف لا يزال مرئيا حول المطعم الذي تحطم مدخله كليا بفعل الانفجار، على ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

كما غطى الحطام والزجاج المتناثر الشارع الهادىء المحاذي للمطعم الذي يضم على جانبيه فيلات فخمة، ولحقت اضرار بسيارات عدة متوقفة في المنطقة.

ويشن الطالبان بانتظام هجمات في كابول تستهدف بشكل خاص رموز السلطة، لكن من النادر جدا ان تستهدف اماكن عامة يرتادها مدنيون غربيون.

واكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد ان هدف الهجوم على "مطعم لبنان" هو "الانتقام" لمقتل مدنيين افغان اثناء مواجهات وقعت الاربعاء في ولاية بروان الى شمال كابول بين طالبان والقوات الافغانية وحلف شمال الاطلسي.

واتهمت الرئاسة الافغانية القوات الاميركية بانها قتلت ثمانية مدنيين بينهم سبعة اطفال في تلك المناسبة.

وقد دان المجتمع الدولي بالاجمال هجوم مساء الجمعة.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه ان "هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين غير مقبولة على الاطلاق وهي انتهاك فاضح للقانون الانساني الدولي".

وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد من جهته ان "اولئك الذين ارتكبوا عمل العنف هذا واولئك الذين يدعمون الطالبان الذين اعلنوا مسؤوليتهم عن الاعتداء يجب ان يحاسبوا".

واعتبر قائد القوة الدولية التابعة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان (ايساف) الجنرال الاميركي جوزف دنفورد ان هذا الهجوم "يدل مرة اخرى على ازدراء طالبان للحياة البشرية ويعطي فكرة عن نواياهم بالنسبة لمستقبل افغانستان".

ويخوض المتمردون الطالبان الذين طردوا من الحكم في كابول في 2001 على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، تمردا داميا في افغانستان، ومحاولات مفاوضات السلام لم تفض حتى الان الى اي نتيجة ملموسة.

ويثير استمرار اعمال العنف القلق مع اقتراب موعد انسحاب قوة ايساف من افغانستان بحلول نهاية هذا العام. فضلا عن ذلك، فان هذا الانسحاب سيجرى في ظرف سياسي حساس فيما من المقرر اجراء انتخابات رئاسية في الخامس من ابريل المقبل.

-------------------------------------------------------------------------------------

كانت السهرة لا تزال في بداياتها في مطعم لبنان الذائع الصيت الذي يؤمه الاجانب المقيمون في كابول، حين تسللت اليه مجموعة انتحارية طالبانية وفتحت النار على الزبائن فقتلت واحدا وعشرين شخصا على الاقل بينهم 13 اجنبيا.

وهذا المطعم الكائن في حي وزير اكبر خان الراقي في العاصمة الافغانية، على مقربة من عدد كبير من البعثات الدبلوماسية، يعد واحدا من الاماكن التي يختلط فيها الاجانب والنخبة الافغانية في كابول، لتذوق اطباق الحمص والفلافل والمشاوي واصناف المأكولات اللبنانية الاخرى المشهورة.

وكان يوم امس الجمعة يوم عطلة في افغانستان، فضاق المطعم بالزبائن، وعمل المطبخ بكامل طاقته لتلبية طلباتهم.

لكن الامور انقلبت رأسا على عقب بعيد الساعة 19,00. فقد عمد انتحاري الى تفجير نفسه امام الابواب المصفحة للمطعم، واستفاد مهاجمان آخران مدججان بالسلاح من حالة الفوضى والذعر وتحايلا على التدابير الامنية ودخلا المطعم.

وقال عبد المجيد احد الطهاة في المطعم لوكالة فرانس برس "كنت جالسا في المطبخ مع اصدقاء عندما وقع الانفجار".

واضاف "دخلت سحب الدخان المطبخ، وظننت للوهلة الاولى ان ما حصل هو حادث ناجم عن انفجار قارورة غاز، لكن سرعان ما دخل رجل وهو يصرخ +الله اكبر+ ثم بدأ باطلاق النار".

وما حصل في بهو المطعم كان مجزرة. فالمهاجمان اطلقا النار بغزارة على الزبائن والموظفين، ليوقعوا بالتأكيد اكبر عدد ممكن من القتلى قبل وصول الشرطة.

ودخل كمال، صاحب مطعم لبنان، الى مكتبه وتناول مسدسا للدفاع عن نفسه. الا ان احد اقرباء موظف في المطعم قال ان المجموعة الانتحارية اردته.

وقرر عبد المجيد الذي استبد به الرعب ان يحاول الفرار. وقال "اصيب احد زملائي وانهار (توفي في وقت لاحق)". واضاف "اذاك ركضت الى السطح وقفزت لأصل الى المنزل المجاور".

وكسر عبد المجيد ساقيه من جراء هذه القفزة، لكنه سليم معافى.

وفي خارج المطعم، تمركز عناصر من شرطة النخبة وتبادلوا اطلاق النار مع عناصر طالبان الذين لقوا مصرعهم لأن عددهم كان ضئيلا.

وبدأت صفارات سيارات الاسعاف تسمع في شوارع الحي، ووصل صحافيون الى المنطقة التي طوقها عشرات من عناصر الشرطة الافغانية.

وتنظر حفنة من الافغان الذين احتشدوا خلف طوق امني بقلق في اتجاه المطعم لأنهم كانوا يتخوفون من مقتل اشخاص يعرفونهم.

وقال حميد، العشريني الذي يرتجف من البرد على طريق مرصوفة بالحجارة "كان عمي هنا مع احد اصدقائه".

واضاف "اعرف ان صديقه قتل، لقد قضى متأثرا بجروحه. لكني لا اعرف شيئا عن عمي".