شددت كل من «بوينغ» و»إيرباص» على أنهما لم تبنيا اعتمادا غير صحي على طلبيات شركات الطيران الخليجية لطائرات الركاب بعيدة المدى، لكن شركتي صناعة الطائرات أكدتا علاقتهما الوثيقة بصورة متزايدة مع الإمارات، من خلال الموافقة على شراء مزيد من المعدات من إحدى شركات صناعة مكونات الفضاء في أبو ظبي.

Ad

وفي معرض دبي للطيران أطلقت شركة بوينغ الأميركية أنموذج 777X، وهو تجديد للطائرة 777، مع اتفاقيات بيع تشمل طيران الإمارات، والخطوط الجوية القطرية، وطيران الاتحاد.

وفي اليوم نفسه، استطاعت «إيرباص» تأمين التزام من «طيران الإمارات» بشراء 50 طائرة إضافية طراز A380 ذات الهيكل العريض، في صفقة أبرزت كيف أن ناقل دبي قد يصبح قريباً مسؤولاً عن نحو نصف طلبيات الشراء الصادرة لتلك الطائرات.

ورفض جيمس ماكنيرني، الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، تلميحات بأن الشركة تركز كل جهودها في مكان واحد، بإطلاقها أنموذج 777X مع وجود ثلاث شركات طيران خليجية كزبائن مبكرين.

وقال: «نحن نبدأ هنا، لكني أعتقد أننا نرى طلباً عالمياً واسعاً على أنموذج 777 (...) وأنا واثق جداً أن 777X ستكون نجاحاً عالمياً كبيراً في كل قارة حول العالم».

«لوفتهانزا»

وفي سبتمبر، أصبحت شركة الخطوط الجوية الألمانية «لوفتهانزا»، الناقل الأول الذي يلتزم بشراء أنموذج 777X، من خلال الموافقة على شراء 34 طائرة.

وبشكل منفصل، تجاهل توم ويليمز، رئيس برامج الطائرات في «إيرباص»، تعليقات أطلقها بعض المسؤولين في «بوينغ» ورد فيها أن الشركة الأوروبية تعتمد بشكل كبير على طيران الإمارات في الطلبيات الخاصة بالطائرة A380.

وقال: «ألن يكون جميلاً أن تكون الطائرات التي طلبتها شركة طيران الإمارات موزعة على زبونين أو ثلاثة، مثلاً؟ نعم، قد يكون كذلك، في مناطق مختلفة». وتابع: «مع ذلك، إذا كنتُ أريد زبوناً، فيسعدني أن تكون شركة طيران الإمارات. فهي أكبر شركة طيران في العالم (...) إنهم يصلون، ويأخذون طائراتهم، ويدفعون المال».

وأشار ويليمز إلى أن «إيرباص» كانت واثقة بقدرتها على إقناع مزيد من شركات الطيران من أجل شراء الطائرة A380 أكثر من المجموع الحالي، وهو 19 ناقلاً، مضيفا أن السوق الصيني لديه إمكانات كبيرة.

ولم تضمن «إيرباص» هذا العام أي طلبات لطراز A380، على الرغم من أنها تأمل في تحويل التزام طيران الإمارات بسرعة لشراء 50 طائرة عملاقة إضافية ضمن العقد.

وفي الوقت نفسه، وبعد أن ضمنت بوينغ و»إيرباص» صفقات هذا الأسبوع من شركات الطيران الخليجية لطائرات بقيمة إجمالية بلغت 140.2 مليار دولار، اتفقت الشركتان على المزيد من الطلبيات مع «مبادلة»، مجموعة أبو ظبي للاستثمار التي تسيطر عليها الحكومة، والتي تشارك في إنتاج مكونات الطيران والفضاء.

«مبادلة»

وزادت «إيرباص» شراكة قائمة مع «مبادلة»، التي ستوفر مكونات ومواد خام بقيمة 2.5 مليار دولار لطائرات من ضمنها A380.

كما وسعت «بوينغ» تعاونها مع «مبادلة»، التي تستطيع الآن توفير مكونات بقيمة 2.5 مليار دولار أخرى لطائرات من بينها 777X.

وقال ماكنيرني إن شراكة بوينغ الموسعة مع «مبادلة» لم تكن جزءاً من جهودها لضمان الطلبيات من شركة طيران الاتحاد في أبو ظبي.

وأضاف أن بوينغ لديها شراكات مع موردين في كثير من البلدان التي باعت فيها طائرات، مشيرا إلى أن المجموعة استفادت من هذه الشراكات، لأنها قد تكون وسيلة للاستفادة من قاعدة أوسع من الخبرة الهندسية.

* فايننشال تايمز