«الجبهة» تستهدف آخر موقع للكيماوي

Ad

قتلى بقذائف على دمشق

معارك حول «المخابرات» وسجن حلب

في مقابل خروجهم من حمص بمقتضى اتفاق هدنة لمصلحة قوات النظام السوري، نفّذ مقاتلو المعارضة هجوماً بهدف تخفيف الحصار عن شرقي دمشق أسهم في تقريب القتال من آخر مخزون معلن من أسلحة الرئيس الأسد الكيماوية، في وقت قتل 4 في قصف بالهاون على العاصمة.

في الوقت الذي تواصلت فيه وتيرة المعارك وعمليات القصف المتبادل في مناطق عدة في سورية، تمكنت هدنة حمص من الصمود مع التزام القوات النظامية وكتائب المعارضة بتثبيتها، الأمر الذي دفع الطرفين لتحويلها إلى اتفاق جرت أمس على قدم وساق مفاوضات شاقة لوضع بنوده النهائية.

وقال محافظ حمص طلال البرازي، لوكالة فرانس برس صباح أمس إن «البحث مستمر في استكمال بنود الاتفاق الذي يضمن بالنتيجة استلام المدينة خالية من السلاح والمسلحين، ونحن قريبون من الحل والتوصل الى اتفاق نهائي كون الأمور قطعت شوطاً طويلاً».

ووصف المحافظ المفاوضات التي تجري بين ممثلين عن السلطات السورية ووجهاء من أحياء حمص بأنها «تتسم بالجدية»، مشيراً إلى أن «وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الجمعة الساعة 12 ظهراً (9,00 ت غ) لايزال سارياً»، ومعرباً عن أمله «بأن يصمد حتى يتم الاتفاق نهائياً». وقدر البرازي عدد «المسلحين» في حمص القديمة وحي الوعر بنحو 2800، مشيراً إلى أن بعضهم «سيغادر الى الريف ومنهم من يرغب بالبقاء بعد تسوية وضعه في المدينة».

العاصمة

وفي دمشق، قتل أربعة أشخاص وجرح أربعة آخرون أمس إثر سقوط قذيفة هاون على حافلة في حي يقع في جنوب شرق دمشق، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية.

وتزايدت خلال الأسابيع الاخيرة وتيرة إطلاق قذائف على دمشق، من مواقع لمقاتلي المعارضة في محيط العاصمة. وترافق ذلك مع تصعيد القوات النظامية عملياتها العسكرية في ريف دمشق، التي شهدت أمس الأول مقتل 34 بينهم عشرة مقاتلين معارضين في بلدة المليحة ومحيطها والغوطة الشرقية والقلمون، في معارك خسر النظام فيها 18 عنصراً.

اشتباكات وقذائف

وفي شمال البلاد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن اندلاع اشتباكات في محيط مبنى المخابرات الجوية ومنطقة الزهراء في غرب مدينة حلب، بالتزامن مع تصعيد للعمليات في محيط السجن المركزي المحاصر من مقاتلي المعارضة في محاولة للنظام لفك الطوق عنه.

إلى ذلك، أكدت «سانا» مقتل 12 سورياً وإصابة 16 آخرين «جراء هجمات بثلاث قذائف هاون أطلقها إرهابيون على مشفى السلوم وفندق بلانيت في حي العزيزية» بحلب، مشيرة إلى إصابة 22 آخرين معظمهم طلاب بقذيفة سقطت في مبنى كلية التجارة والاقتصاد في حلب أيضاً.

وفي محافظة حماه (وسط)، أشار المرصد الى ارتفاع حصيلة القتلى في التفجيرين اللذين وقعا أمس الأول في قريتي جدرين والحميري العلويتين، إلى 29 بينهم 14 طفلاً.

ومع استمرار العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية، كشف دبلوماسيون ونشطاء عن هجوم لمقاتلي المعارضة على قاعدة الضمير الجوية، مؤكدين تعرضها لقصف صاروخي عنيف من جانب المعارضين وكذلك قاعدة صيقل التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا إلى الشرق ويعتقد أنها تحوي أسلحة كيماوية.

وفي حين يبدو هجوم المعارضة أكثر تركيزاً على الضمير وعلى اختراق المعقل العسكري الذي أقامته قوات الأسد بمنطقة أقرب إلى العاصمة زاد القتال من عزلة صيقل واقترب منها. وقال نشطاء إن المقاتلين ينتمون للجبهة الإسلامية، وهي واحدة من أكبر وأقوى تحالفات المعارضة، وإلى فيلق الرحمن وألوية أحمد العبدو. وأضافوا أن الهجوم موله على ما يبدو داعمون خليجيون.

قاعدة كيماوية

وأكد دبلوماسي غربي أن مقاتلي المعارضة سيطروا على القاعدة الكيماوية المهجورة في خان أبو الشامات التي تقع بين الضمير وصيقل وقطعوا الطريق الواصل بينهما، واصفاً اقتراب القتال من صيقل بأنه مقلق وقال إنه من غير الواضح إن كانت هناك طرق بديلة لإخراج المواد الكيماوية غير الطريق الذي سده مقاتلو المعارضة.

وأوضح الدبلوماسي أن الكيماويات المتبقية في صيقل سيتعين تعبئتها في حاويات لنقلها برا إلى اللاذقية، لافتاً إلى أنه من غير المرجح أن يستخدمها مقاتلو المعارضة إن هم وضعوا أيديهم عليها لأنها ليست المنتج النهائي الممتزج. وقال «من المعتقد بقوة ألا تكون لدى مقاتلي المعارضة القدرة على فعل ذلك» أي مزج المواد الكيماوية. وتابع بقوله: «الخطر الرئيسي قد يكون في نقلها إلى الخارج أو بيعها».

سياسيا، وبينما يستعد النظام لإجراء انتخابات رئاسية تجدد البيعة للرئيس بشار الأسد، أكد رئيس ائتلاف المعارضة أحمد الجربا، الذي يعتزم زيارة الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، أن الائتلاف يسخر كامل امكاناته لدعم مؤسسة الأركان وتفعيل دورها في سبيل وحدة الصف والكلمة والهدف.

وشرح الجربا، خلال اجتماعه أمس الأول مع قادة المجالس العسكرية في مدينة أنطاكيا التركية، الجانب القانوني للعلاقة بين الائتلاف والحكومة المؤقتة بوزاراتها وهيئة الأركان وكافة الفصائل المقاتلة.

مخاوف أميركية

في غضون ذلك، أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي «اف بي آي» جيمس كومي مساء أمس الأول تصميمه على عدم السماح لأي اعتداءات شبيهة بـ11 سبتمبر بأن تنفذ على خلفية النزاع في سورية، وذلك مع تزايد عدد الأجانب الذين يتوجهون للقتال هناك. وقارن كومي النزاع في سورية بالحرب في أفغانستان في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي عندما شكل المجاهدون بعد ذلك تنظيم القاعدة وأعلنوا الحرب على الولايات المتحدة مما أدى لاحقاً إلى اعتداءات سبتمبر 2001.

من جهة ثانية، شنت صحيفة «الثورة» الحكومية أمس هجوماً عنيفاً على مسؤولة العمليات الإنسانية في الامم المتحدة فاليري آموس، واتهمتها «بالنفاق»، معتبرة أنها باتت «عبئاً ثقيلاً» على المنظمة الدولية و»تسيء إلى مصداقيتها».

واعتبرت الصحيفة أن آموس، التي أكدت الأربعاء فشل جهود تأمين توزيع المساعدات على السوريين وأن الوضع يتفاقم، «ليست الوحيدة في العالم التي جيّرت دورها وموقعها ومنبرها للقصف بذراع الغرب والنطق بلسانه والنفاق باسم شعاراته حتى باتت أداة للقصف وإشعال الجبهات وخوض المعارك المفتعلة».

(دمشق، - أ ف ب، د ب أ، رويترز، كونا)