اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس روسيا بتشجيع الرئيس السوري بشار الأسد على "المزايدة" والبقاء في السلطة.

Ad

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي في جاكرتا إن "النظام يمارس العرقلة، كل ما قام به هو الاستمرار في إلقاء براميل متفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلاده. ويؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك بدعم متزايد من إيران وحزب الله ومن روسيا"، مضيفاً أن "روسيا يجب أن تكون جزءا من الحل بدلا من أن توزع المزيد من الأسلحة والمزيد من المساعدات (للنظام السوري) بحيث تشجع في الواقع الاسد على المزايدة، ما يطرح مشكلة كبرى".

وأكد كيري في تصريحاته أن الروس "أبدوا علنا عدة مرات، الى جانبي، تأييدهم لحكومة انتقالية (...) لكننا لم نشهد أبدا جهودا من شأنها خلق الدينامية اللازمة للوصول الى ذلك"، واضاف أن "النظام رفض فتح أي فرصة بالنسبة لحكومة انتقالية، ويجب ان يعرف الجميع ان موقف نظام الاسد مسؤول عن الصعوبات في المفاوضات". وكان كيري ندد مساء أمس الأول بـ"العرقلة" التي يمارسها الأسد، داعياً "كل من يدعم النظام" الى الضغط على دمشق لكي توقف "تعنتها في المحادثات وأساليبها الوحشية على الأرض".

موسكو

في المقابل، اعتبرت الخارجية الروسية أمس أن على المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الابراهيمي ألا يلوم فريقاً واحداً على تعثر محادثات "جنيف 2"، وأشارت الى ان "رغبة الحكومة السورية في منح الاولوية في محادثات جنيف لمكافحة الارهاب مبررة تماما".

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "ممولي المعارضة السورية يحاولون خلق تجمع معارض جديد يضم القوى التي انشقت عن المجلس الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، وأعرب عن اعتقاده ان هذه المحاولات تهدف الى اجهاض العملية التفاوضية بين الحكومة والمعارضة السورية والرهان مجددا على الحسم العسكري، وحث لافروف واشنطن على اقامة اتصالات مباشرة مع النظام السوري، قائلا إن بلاده "لن توافق أبدا على أي توجه لتقديم المساعدات الانسانية الى السوريين بدون موافقة السلطات السورية"، ورفض الوزير الروسي اتهامات كيري وقال: "كل ما وعدنا به (بالنسبة لحل الازمة السورية) فعلناه"، وأوضح "اولا عملنا يوميا مع السلطات السورية، وثانيا تظهر الارقام بوضوح ان النظام ليس من يخلق العدد الاكبر من المشاكل، بل الارهابيون والمجموعات الارهابية التي تزايدت في كل انحاء سورية والتي ليس لها اي مرجعية سياسية".

الرياض

واتهمت السعودية النظام السوري بـ"التعنت" محملة إياه "فشل" مؤتمر جنيف الذي انتهت جلساته يوم الجمعة الماضي من دون التوصل الى اي نتيجة، وافادت وكالة الانباء الرسمية السعودية ان مجلس الوزراء ابدى أمس "أسفه لفشل مؤتمر جنيف الثاني حول الأزمة السورية في تحقيق نتائج ملموسة (...) محملا النظام مسؤولية هذا الفشل، بسبب تعنته وحرفه المؤتمر عن أهدافه وفق مقررات مؤتمر جنيف الاول".

يبرود

ميدانياً، ضيق الجيش الموالي للنظام أمس مدعوما بآلاف المقاتلين من حزب الله اللبناني الخناق على يبرود، آخر مدينة مهمة تسيطر عليها المعارضة في منطقة استراتيجية حدودية مع لبنان على بعد 75 كلم شمال العاصمة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان معارك عنيفة كانت دارت أمس بين قوات النظام وكتائب اسلامية محلية وجهاديين من "جبهة النصرة" عند تخوم يبرود في منطقة القلمون. وتركزت المواجهات في محيط راس المعرة والسحل وهما معقلان للمعارضة في المنطقة حيث يحاول الجيش وحليفه الرئيسي "حزب الله" إحكام الخناق على يبرود.

 وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد إن سلاح الجو "القى براميل متفجرة على ضواحي يبرود لقطع الامدادات عن مقاتلي المعارضة في المدينة وتهجير المدنيين". ويستخدم هذا التكتيك ايضا ضد احياء المعارضة في حلب (شمال). ويعتبر "حزب الله" ان هذه المعركة حاسمة لأنه يزعم أن السيارات المفخخة التي تستخدم في التفجيرات الدامية التي هزت معاقله في لبنان قادمة من يبرود.

هيئة الأركان

إلى ذلك، رحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية أمس بقرار المجلس العسكري الأعلى تغيير القيادة العسكرية للجيش السوري الحر بتعيين العميد الركن عبدالإله البشير رئيسا للأركان والعقيد هيثم عفيسة نائبا له.

وأشار الائتلاف إلى "الدور الذي لعبه اللواء سليم إدريس إبان رئاسته لهيئة أركان الجيش السوري الحر"، مؤكدا أن "اللواء ادريس قام على مدى أكثر من عام منذ تأسيس الأركان في ديسمبر قبل الماضي بدور فعال وإيجابي في ظروف صعبة تعيشها الثورة السورية"، وأضاف أن "مكانة اللواء إدريس وكرامته محفوظتان وجهده يضاف إلى جهود كثير من الضباط الذين لعبوا دورا إيجابيا ومهما في هيئة الأركان، حيث إن كثيرا من الضباط انشقوا عن جيش النظام وانضموا إلى ثورة شعبهم من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة التي طالب بها السوريون ومازالوا يسعون من أجلها".

(دمشق، جاكرتا، موسكو، الرياض - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

مصالحة «رفع العلم» في ببيلا

عقدت القوات النظامية السورية ومقاتلو المعارضة مصالحة أمس في بلدة ببيلا إحدى آخر بؤر التوتر الرئيسية في ريف دمشق، التي دمرها النزاع الدامي.

وتجري اتفاقات متتالية للمصالحة منذ أكثر من عام في العديد من المناطق القريبة من العاصمة السورية والتي شهدت معارك يومية شرسة قرر إثرها مقاتلو المعارضة وقوات النظام السوري التفاوض لإجراء مصالحة بحيث لا يدّعي أي من الطرفين النصر.

ويشرف على اتفاقات وقف إطلاق النار شخصيات عامة بما في ذلك رجال الأعمال ووزراء سابقون من المناطق الخاضعة لأعمال العنف.

وتقضي هذه الاتفاقات بوقف إطلاق النار، ورفع الحصار الخانق من الجيش والسماح بدخول المواد الغذائية إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وتسليم مقاتلي المعارضة لأسلحتهم الثقيلة ورفع العلم الرسمي للنظام على مؤسسات الدولة في هذه الأحياء.

وعقدت اتفاقات المصالحة هذه في عدد من البلدات الواقعة في ريف دمشق مثل قدسيا والمعضمية وبرزة وبيت سحم ويلدا ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وكان آخرها في ببيلا. كما يجري التفاوض حالياً على إجراء اتفاقية جديدة في حرستا، أحد معاقل المعارضة المسلحة في شمال شرق العاصمة.

وتمكنت مراسلة من وكالة فرانس برس من زيارة ببيلا أمس وشاهدت عشرات الأشخاص يهتفون "واحد، واحد، واحد الشعب السوري واحد" في الشارع الرئيسي للبلدة الذي شهد دماراً شبه كامل جراء القصف والحرائق وعانت أبنيته ما عانته من التدمير.

ورفعت السلطات السورية أمس العلم السوري على مبنى بلدية ببيلا الواقعة على بعد نحو 10 كلم جنوب العاصمة واستخدمت كقاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة وأحكمت القوات النظامية منذ عدة أشهر الحصار عليها.

ولا يزال مقاتلو المعارضة موجودين في البلدة، حيث تقضي شروط الاتفاق بحصولهم على عفو "شرط تسليم سلاحهم" الخفيف.

وأقام مقاتلو النظام والمعارضة حواجز مشتركة في بعض المناطق بينها قدسيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد ناشط من دمشق أن الاتفاقات المبرمة يؤيدها السكان بشكل كبير، مشيراً إلى أنهم فقدوا منازلهم ودفعوا ثمناً باهظاً لتلبية احتياجاتهم اليومية الأساسية، في ظل الارتفاع الشديد في معدلات التضخم والفساد التي تنشط في زمن الحرب. وفي الصورة الأولى مقاتلون معارضون إلى جانب قوات من جيش الأسد والثانية لسورية تنتمي إلى لجان الدفاع الوطني وهي ميليشيا مؤيدة للنظام إلى جانب مقاتل معارض                    (أ ف ب)