مايا دياب تقع في فخ التقليد... سرقة الأفكار بين القبول والرفض

نشر في 20-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-02-2014 | 00:01
تنضم مايا دياب إلى لائحة الفنانين المستنسخة كليباتهم عن كليبات أجنبية وذلك بعد عرض كليبها الأخير «يا نيالي» من إخراج هاس غدّار الذي اعتبره البعض مستنسخاً من كليب بيونسي «1+1» ( 2011)، فهل ازدياد هذه الظاهرة دليل إفلاس في الأفكار أم استغلال الأفكار الجميلة في أعمال محلية مع إضفاء لمسات خاصة بالمخرج عليها؟
يرجّح البعض أن مايا دياب لم تكن على علم بكليب بيونسي، وأن التطابق بين الكليبين شبه كامل، باستثناء تغييرات بسيطة وحذف بعض المشاهد، فأطلت مايا في مشاهدالشعر المتطاير والمياه والحركات الاستعراضية تماماً على غرار بيونسي من دون تعديلات تذكر.

قائمة تطول

لو عدنا بالذاكرة إلى الوراء لوجدنا أن نسخ الأفكار الأجنبية من كليبات أو إعلانات أو أفلام ليس بجديد ووقع فيه أهم النجوم والمخرجين، على سبيل المثال كانت إليسا عرضة للانتقادات بعد عرض كليبها {أسعد واحدة}، إذ اتهم مخرجه سليم الترك بسرقة فكرة الكليب من إعلان أجنبي.

لم ينكر الترك يومها ذلك معتبراً أن الفنان عندما يطلق كليباً جديداً، لا يهتم المشاهد بمصدر العمل أو الثياب أو الأكسسوارات، بل بالصورة التي يطل من خلالها الفنان، وهل تليق به أو لا. وردّ على حدة الهجوم عليه واتهامه بالسرقة بالقول: {كلمة فضيحة كبيرة جداً فأنا لم أهرّب مخدرات أو قمت بصفقة مشبوهة. أنا نسخت فكرة الإعلان واليسا كانت على علم بذلك}.

بدورها لم تكن مادلين مطر بعيدة عن هذه المشكلة خلال مسيرتها الفنية، فلدى عرض كليب {أما عجايب} منذ سنوات وحمل توقيع المخرج فادي حداد، قامت الدنيا ولم تقعد عليهما، بعدما تأكد أن  الكليب نسخة مطابقة لكليب فرقة غناء روسية من إخراج مخرج روسي.

صرح حداد، يومها،  بأنه لم يكن يعلم بوجود كليب روسي أساساً، لذا يشك بأن يكون الروس هم من سرقوا كليبه. لكن  التلفزيون الروسي خصص فقرة مدتها خمس  دقائق في أحد برامجه الفنية، تحدث فيها عن فنانة عربية اسمها مادلين مطر، نسخت كليبها عن كليب لفرقة روسية معروفة، وذكر أن الكليب الروسي صُوّر في 2008، بينما كليب مادلين نفذ في نهاية 2009! وكشف أن مطر سبق أن  قلدت في كليبها {بتلون لي عليا} الفنانة العالمية مادونا، من خلال مشهد الحصان في كليب Don t tell me الذي صورته مادونا عام 2000.

وقعت نجوى كرم أيضا في فخ التقليد، خلال مسيرتها الفنية، تحديداً في مشهد الفستان الذي يتقاطر ماء في كليب {لو بس تعرف} إخراج وليد ناصيف، وفي مشهد آخر يظهر كرم واقفةً على شرفة عالية فيما ينتظرها حبيبها جالساً خلف مقود سيّارته، فتُسدِل وشاحَها البنفسجي الطويل من على الشرفة، لتنزلق وتصل إلى سيّارة حبيبها.  هذان المشهدان يجتمعان في إعلان مستحضر Lux Body Wash، إذ تظهر العارضة البريطانية من أصل هندي، كاترينا كَيف، بفستان يتقاطر ماءً وتسدل وشاحاً لونه زهري من أعلى شرفةٍ وتنزلق عليه لتصل إلى حبيبها الذي ينتظرها أسفل الشرفة جالساً في سيّارته. كذلك كانت كرم عرضة للانتقادات بعد طرح كليب {لشحد حبك} من إخرج فادي حداد، إذ تم اكتشاف بأنه نسخة مصغرة عن الفيلم الموسيقي Nine.

كليب {مفيش مرة} لشيرين مستنسخ  عن عمل للمغنية الفرنسية ليزيل، وكليب محمد عطية {أوليه} مأخوذ عن كليب لمغنٍّ إسباني، و{حصل خير} لساندي عن عمل أجنبي، و{تاعبه كل الناس} لتامر حسني عن أغنية مايكل جاكسون the way you make me feel...

خصوصية ورقي

يجمع المخرجون على أن التأثر بعمل أو فكرة أمر مقبول لكن المرفوض أن يكون العمل نسخة طبق الأصل عن عمل أجنبي. فمثلا لا ترى المخرجة إنجي الجمال عيباً في أن يعكس المخرج في أعماله صورة أعجبته في إعلان أو فيلم وتقول: {يتأثر كل إنسان بما يحيط به في مجتمعه ومما يراه في إعلان أو فيلم، فكيف بالأحرى المخرج الذي يتابع كل ما يدور حوله ليستوحي أفكاره؟ وهذا ليس بعيب لأن الكليب يهدف إلى ترفيه الجمهور، ولكن المعيب أن يكون عمله، مجرد استنساخ دائم لأعمال سواه، بدلا من أن يستوحي من لوحة معينة فكرة مغايرة ليقدمها في قالب آخر}.

تضيف: {شخصيًا أعتبر أنني أثبت نفسي وأصبحت في مرحلة يصفني فيها الناس بالمبدعة، لذلك أشعر بأنني أتحمل مسؤولية هذه الصفة وأعمل انطلاقًا منها}.

وعن الاستراتجية التي تتبعها في أعمالها توضح:} أسعى بداية الى التعرف شخصيًا إلى الفنان واكتشاف حقيقته الإنسانية وليس الفنيّة، لأبدأ تحضير الكليب وإيجاد ما يليق به في قالب قصة درامية قصيرة. ومن ثمّ نبحث عن المكان المناسب للتصوير ونحدد الأفكار وكلفة الإنتاج التي تتفاوت، وفق التقنيات المستخدمة في التنفيذ. أخيراً، وهو الأساس يجب أن أكون معجبة بالأغنية لأنها مصدر وحيي الأول والأخير، وما الكليب سوى لخدمتها.

بدورها ترى المخرجة اللبنانية رندلى قديح أن  {من يتابع بشكل دائم ما يُنشر عبر مواقع الإنترنت، قادر على فضح أي كليب أو إعلان مستنسخ من أعمال أجنبية، لذا لم يعد المخرج الذي يستنسخ أعمال الاخرين يستطيع الكذب على الجمهور وإخفاء مصادره}، مشيرة إلى أن التأثر بفكرة معينة أمر طبيعي {لكن أين هي بصمة المخرج في حال استنسخ العمل كما هو؟}

عن قدرتها على التنويع في الكليب من دون الوقوع في التكرار أو حصول تشابه مع أي عمل أجنبي تضيف: {لكل اغنية هويتها الخاصة في الألحان والكلمات أو الجوّ الموسيقي، لذلك تختلف كل منها عن الأخرى ولا تتشابه. فضلا عن أن لكل فنان شخصيته الخاصة وأسلوبه الذي يتميّز به عن الآخرين. وانطلاقًا من هذه الأمور تتغيّر أفكار الكليب وتتنوع، فأبحث دائمًا عن الأمور الجديدة لتقديم أسلوب جديد في الطلة والأكسسوار والديكور لابتكار جوّ استعراضي متميّز}.

حول مستوى الكليب في العالم العربي  توضح المخرجة ليال راجحة أن ثمة الجيد والسيئ والمستنسخ، لكن من الضروري  العمل على إعلاء مستوى الكليب في عالمنا العربي.

تضيف:} ثمة مخرجون رائعون، وآخرون جدد لديهم محاولات فاشلة ربما بسبب الإنتاج مثلما حصل معي في بداياتي، لأن خفض الموازنة  المتوافرة لتنفيذ العمل، تجبر المخرج على التسوية والتنازل في بعض الأمور.  إنما برأيي يجب تقديم صورة جميلة بغض النظر عن نسبة الإنتاج}.

back to top