وسيبقى رمضان كريماً
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
رمضان الماضي كنا نتابع بألم ما يحدث من تحولات خطيرة في أم الدنيا وما يزاملها في ذات الوقت من تدمير في سورية، لكن طريقة مسخ مدينة القاهرة كان الأشد وقعاً وأكبر تأثيراً، فما يجري فيها هو حتماً سيجري علينا، وإن سقطت قلعة العرب فستتهاوى بعدها كل بلاد العرب بلا استثناء لأحد منها. ومر شهر رمضان ونحن نتابع حريق القاهرة بقلوبنا الراعشة الواجفة، ونتضرع إلى الله أن يأتيها بالنصر المبين، وأن يحميها من أشرار الذين يريدون تدميرها بمخططهم التآمري الرهيب، لكن الله كان له أمر آخر وغيّر الحال بـ"كن فيكون" حتى يأتي العيد ليصبح عيدين بعودة مصر إلى ريادتها الحضارية والعربية.ورمضان جديد يحل ويعود علينا والحال ليس بأفضل حال، فما بين الرمضانين مازالت رحى الحرب دائرة في سورية والوضع كما هو عليه من واقع أليم دموي، إذ شبع الناس من الموت وسفك الدماء والدموع التي تحجرت بتلك القبور التي فاضت بمن فيها، ويبقى الألم كما هو ما بين الرمضانين.فماذا سيحمل لنا عيد هذا الرمضان الذي هلّ علينا؟هل سيأتينا بنصر وفرحة كما أتانا بها العام الماضي؟ أم سينتهي الأمر بتقسيم العراق ونهاية دولة الرافدين ذات التاريخ الموغل في حضارات متعددة وسيكون حالها إلى زوال؟سنتابع بقلوبنا التي تتمنى ألا يمس وحدة العراق العظيم صدع أو خدش أو جرح، فما يمس العراق سينعكس علينا بالسوء بكل تأكيد، فالمخطط التآمري الكبير الغامض لن يتوقف عند تقسيم العراق وحده، بل هو أكبر وأوسع وأشمل من ذلك، فماذا أعددنا له من عدة يا أمة العرب؟فها هي رأس الحربة "داعش" يصل إلى حدود الأردن ويطمح في خطف جزء من الكويت، إن لم يكن كلها، وجزء من السعودية المتاخم لحدود الكويت، وهذا ما صرح به إعلامهم، فماذا أعددنا لهم؟رمضان هلّ علينا فهل سيأتينا عيده بمفاجآت تحمل لنا الأمن والاستقرار والسلام، أم أننا سنصحو ونفيق على حرب تهزنا وترعبنا من جديد؟أتمنى أن ينهي الله في هذا الشهر الكريم كوابيسنا العربية كلها، لننعم بشيء من السلام والراحة بعد هذا القلق الرهيب.رمضان كريم وشهر مبارك على الجميع