ننهي اليوم مجموعة الخواطر حول الانتخابات منتظرين نتائجها ومتمنين أن تنجح في رأب الصدع السياسي المصري.

Ad

* حيادية الأحزاب:

تعبير غريب عجيب لا يتفق مع الممارسة السياسية السليمة، لكننا سمعناه يتردد كثيراً هذه الأيام، فقد أعلنت الأحزاب على لسان أمينها العام أو رئيسها خلال مؤتمرات صحافية كبيرة ودوي صاخب- وكأنها هي من تحدد من يفوز!- أنها ستترك الحرية للمنتمين إليها في اختيار المرشح الرئاسي.

وبعيدا عمّا هو معروف من أن عدد المنتمين إلى كل الأحزاب في مصر والملتزمين حزبياً لا يتجاوز المليون شخص، وهي كتلة أقل بكثير من أن يكون لها تأثير في نجاح هذا المرشح أو ذاك... فبعيداً عن ذلك، فإن هذه التصريحات تعكس في حقيقتها غياب الفكر السياسي لهذه الأحزاب، فكيف يكون حزب سياسي له رؤية وفكر تلزمه- سياسياً- بتبني رؤية المرشح وفكره الذي يتفق معه، ثم يدعي أنه يترك الحرية لأعضائه عملاً بالديمقراطية وحرية التعبير؟! فإما أن الحزب ذاته ليس لديه فكر ما أو أن كلا المرشحين- من وجهة نظر الحزب- بلا رؤية محددة ولا فكر واضح.

* الرئيس القادم:

كيف سيتقبل الشعب الرئيس القادم؟ يجب أن نعترف أن الانقسام السياسي في مصر لن يتبدل بين يوم وليلة، ولن يصبح وفاقاً واتفاقاً كاملاً غداة يوم اختيار الرئيس، وسيختلف تقبل المصريين للرئيس القادم- أيا سيكون- تبعاً لاختلافهم السياسي، فمن يروا أن ما حدث في 3-7 يوم لعزل الرئيس تم بإرادة شعبية وشرعية فإنهم سيعتبرون الانتخابات إثباتاً جديداً لشرعية الرئيس القادم، ومن يروا أن ما حدث في 3-7 انقلاب واغتصاب للسلطة فإنهم سيتمسكون بالقاعدة الفقهية والقانونية "ما بني على باطل فهو باطل".

ولكني أعتقد بظهور فريق ثالث يؤمن بأن ما حدث في 3-7 انقلاب تمت "شرعنته"- إن جاز التعبير- بالانتخابات أي أنه يعترف باغتصاب السلطة في 3-7 وفي ذات الوقت يقر باختيار الشعب وشرعية الرئيس القادم.

تماما كبعض شيوخ الدين الذين يرون أن جني الأموال من تجارة المخدرات وامتهان الرقص حرام، ولكن يجوز استخدامها في الإنفاق على موائد الرحمن لإفطار الصائمين! فهل يكون هذا الفريق وسيطاً وحمامة سلام بين الفريقين أم يزيد الانقسام السياسي والخلافات توتراً؟ هذا ما سنراه في مستقبل الأيام.

* 5 يونيو:

ونختم خواطرنا بسؤال إلى اللجنة العليا للانتخابات: لماذا تم تحديد يوم 5 يونيو لإعلان النتيجة الرسمية؟ ألم يكن من الأفضل تقديمه أو تأخيره ولو ليوم واحد بدلا من اختيار هذا اليوم بذكراه السيئة وأحزانه؟