أغنيات دعم السيسي ... واجب وطني أم نفاق؟

نشر في 07-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-02-2014 | 00:01
ينهال على الساحة الفنية كمّ من الأغنيات لفنانين عرب داعمة ترشيح المشير عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية المصرية في الانتخابات المقبلة، فما الهدف من سيل هذه الأغنيات الوطنية؟ وهل يمكن أن يُرمز للوطن بشخص؟ وأيهما أفضل الغناء للوطن باعتباره الباقي أم الأشخاص نظراً إلى مواقفهم التي يراها البعض وطنية؟
من أبرز الفنانين الذين قدموا أغاني للسيسي: هاني شاكر في أغنية {كلنا عايزينك}. طارق الشيخ في أغنية {كمل جميلك}. سومة ودياب وبهاء سلطان وتوبة ونبيل في أغنية {عايزينك}. المطربة السودانية جواهر في أغنية {سيسي رئيسي}.

قريباً يطلق خالد علي أغنيته {حلم مصر} من إنتاج التلفزيون المصري، مؤكداً أن حبه للمشير السيسي وتقديره لدوره الوطني دفعاه إلى تقديمها، كذلك قدم شعبان عبد الرحيم أغنية {كلنا بنحب السيسي} عرفاناً للمشير الذي أنقذ مصر من خطر كبير، ومشدداً على الدور المهم الذي تؤديه الأغنية الشعبية في الوصول إلى الناس بسرعة والتأثير فيهم.

انضم فنانون صاعدون إلى قافلة الفنانين الذين قدموا أغاني للسيسي، من بينهم: أشرف غزال في أغنية {مطلب شعب}، محمود فوزي حفيد الراحل محمد فوزي، أمير سامي في أغنية {السيسي رئيسي مفيش كلام،} فيما أطلقت جبهة مؤيدي السيسي {حلم واحد}، أول كليب لدعم المشير مرشحاً لرئاسة الجمهورية.

رجل المرحلة الصعبة

من شدة إعجاب إيهاب توفيق بالمشير، استبدل جزءاً من أغنية {أحلف بسماها} في إحدى الحفلات الفنية بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير بجزء آخر؛ إذ ردد عبارة {طول ما السيسي فوق الدنيا} بدلا من {طول ما أنا عايش فوق الدنيا}، ما أربك القيمين على بث الحفلة، واضطروا إلى حذفها، لكنها بدت واضحة للمشاهدين.

وفي مكالمة هاتفية مع أحد البرامج التلفزيونية أعرب عمرو مصطفى عن رغبته في تقديم أغنية تدعم ترشح السيسي للرئاسة لأنه {قائد عظيم}، على حد وصفه، مشيراً إلى أنه يعد أغنية للرئيس الأسبق حسني مبارك، {لأنه أحد رموز الوطن ولا يجوز كسره}، حسب تعبيره.

بدوره يوضح طارق الشيخ أن اقتناعه بالسيسي كرجل للمرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد وقدرته على استعادة الأمن لمصر عندما يتولى الحكم، دفعاه إلى التفكير في تقديم أغنية له يتحدث فيها عن رغبته ورغبة المواطنين الذين لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم وآرائهم، بأن يصبح رئيساً لهم، ودعاه ليُكمل مشواره الذي بدأه مع الشعب.

يضيف أنه عضو في حملة {كمل جميلك} التي استوحى الشاعر إسلام خليل كلمات الأغنية من فكرتها، ولحنها طه الحكيم، ومع أنها حققت نجاحاً لدى المستمعين، إلا أنه يرفض تقديمها في الأفراح لأنها مختلفة عن الأغنيات التي تقدم للبلد عموماً، مثل {يا حبيبتي يا مصر} التي قدمتها شادية منذ سنوات، ويحرص على غنائها في الحفلات.

يضيف: {كمل جميلك} فيها تحيز واضح للمشير السيسي، وبالطبع ثمة حالة من عدم الاستقرار في البلد، وقد يستمع إليها أشخاص في مناسبة ما، ولا تروق لهم فكرتها، ما يسبب مشكلات في الفرح مثلا، وهو ما لا أريده، لذا لا أقدمها في حفلاتي}.

ركوب الموجة

يؤكد مصطفى كامل أن عاطفة أي مُبدع، سواء كان مغنياً أو ملحناً أو شاعراً، تكون تجاه بلده ونابعة من حبه لوطنه بالفعل، وليست مجاراة للأحداث، بينما ثمة فئة من الفنانين تقدم أغنياتها بدافع ركوب الموجة، وإثبات حضور من باب النفاق والرياء، {لكن المستمعين ليسوا أغبياء في التفرقة، والدليل أحد الفنانين الذي قدم حوالى خمس أغنيات منذ قيام ثورة 25 يناير حتى الآن، ومع ذلك لم تحقق واحدة منها أي جماهيرية}.

يضيف: {تسلم ايدينك} لحسين الجسمي إحدى الأغنيات التي حركت مشاعر المواطنين، إذ يشعر المستمع بأن أصحابها محبون للوطن، ومتأثرون للغاية بكلماتها التي كتبها نادر عبد الله، ولحنها وليد سعد}.

يتابع: {عندما أسمع أغنية {مصر شالت فوق طاقتها} لآمال ماهر، أتأكد أنها بذلت مجهوداً حتى خرجت بهذه النتيجة الرائعة، وأن صانعيها يعملون لأجل مصر. أما {تسلم الأيادي} فسبب نجاحها اعتمادنا كفريق عمل، من مؤلفين وملحنين ومغنين، على الصدق في المشاعر، إلى جانب مناقشتها قضايا اجتماعية، والتأكيد على وحدتنا كمسلمين ومسيحيين، ولا يمكننا الاستغناء عن الجيش، وكذلك تقديم التحية للمشير}.

ويلفت إلى أنه، رغم رغبته في تقديم أغنية للسيسي باعتباره رمزاً للمؤسسة العسكرية واقتناعه به كرئيس مع أنه لم يعلن برنامجه الانتخابي الذي يتوقع أنه سيرضيه كمواطن مخلص يحب بلده، فإنه متردد وخائف من أن يدرج ضمن قائمة الفنانين المنافقين الذين سيذهب مجهودهم هباء؛ إذ تبين له بعد مقابلات عدة مع السيسي أنه لا يهتم ولا ينبهر بعدد {المطبلاتية}، ومن يؤيدونه تأييداً أعمى.

يشير إلى أنه إذا قرر تقديم هذه الأغنية فستكون بعيدة عن فكرة أن الشعب يريده، وأنه رئيسنا، محاولاً استخدام ذكائه الفني، لا سيما أنه يضيف أحياناً في حفلاته اسم {السيسي} بدلاً من كلمات أخرى داخل أغنية {تسلم الأيادي} التي تحقق مردوداً وقبولاً من الجمهور، معتبراً أنه من الواجب على كل مواطن مساندة المشير بمجرد إعلانه الترشح للرئاسة ولو بكلمة حلوة.

أغنيات لمصر

يرى الشاعر عوض بدوي أنه من الأفضل تقديم أغنيات لمصر، وعدم حصرها في شخصيات بعينها، حتى لو كان السيسي، رغم إعجابه بشخصيته وأمله في تنصيبه رئيساً لمصر؛ إذ يعتبر أن في كتابته كلمات تأييد ودعم له وغيرها من مشاعر، تملّقاً ونفاقاً يجب الابتعاد عنهما.

يرى نقيب الموسيقيين الأسبق منير الوسيمي من جهته أن هذه الظاهرة جيدة وطبيعية؛ تعبر عن رأي وطني شعبي في الشارع المصري، لأن الجمهور سعيد بما قدمه السيسي والجيش لمصر، لا سيما أنه أزاح الكابوس عن البلد، وأفشل المؤامرة الدنيئة في الدول العريبة، لذا يرى المواطن في هذا الشخص قائداً يثق به، بدليل رغبته في تسليمه مقاليد الحكم.

back to top