بات نظام الرئيس بشار الأسد يراهن بقوة على تحقيق انتصار ميداني كبير على الأرض للتفاوض بقوة في «جنيف 2» على بقائه في السلطة، ضارباً عرض الحائط بالشروط التي وضعها الائتلاف المعارض للتوصل إلى حل سياسي للصراع، ومن ضمنها رحيله عن الرئاسة. 

Ad

بدا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يراهن بشكل كبير حالياً على تحقيق انتصارات ميدانية كبيرة ستمكنه من التوجه الى «جنيف 2» وهو خاج دائرة الضغط، في حين يبدي هذا النظام ثقة بفرض أجندته على المؤتمر وسط تبدل في المشهد الإقليمي نتيجة الانكفاء الأميركي الواسع والتقدم الروسي المتسارع.

في هذا السياق، أكد وزير الإعلام في الحكومة السورية الموالية للنظام عمران الزعبي في مقابلة متلفزة ليل الأربعاء ــ الخميس أن «الجيش العربي السوري يحرز تقدماً في مواجهة الإرهاب على كل أراضي الجمهورية العربية السورية، وأن المشهد الميداني على الأرض تغير وتبدل ولا عودة فيه إلى الوراء إطلاقاً».

وقال الزعبي إن «التقدم الذي يحققه الجيش واضح على الأرض في كل الاتجاهات وفي تصريحات القيادات السياسية الغربية والإقليمية والممولة والداعمة للإرهابيين والتي تتحدث عن بدء انهيار المشروع الإرهابي ضد سورية وتفككه»، مشدداً على أن «الجيش بقدراته ووطنيته قادر على تحقيق الانتصار في مواجهة الإرهاب وقادر على الحسم».

وفي تعليق على قبول الائتلاف الوطني المعارض المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، قال الزعبي «الذين أعلنوا ذهابهم الى جنيف قبل أيام فعلوا ذلك لأنهم أمروا بشكل واضح وصريح من السيد الأعلى لهم بالذهاب.... وهذا وصمة عار في جبينهم»، مضيفاً:»أما عن شروطهم التي أعلنوها فهي ليست إلا صراخا لا فائدة منه».

واعتبر أن «من يحلم أنه قادم إلى جنيف ليتسلم مفاتيح دمشق، فهو شخص سخيف وتافه ولا قيمة له سياسيا ولا يفقه في السياسة ويعيش أضغاث أحلام»، مجدداً نية النظام إجراء استفتاء على نتائج المؤتمر.

موعد جنيف 2

 

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام أمس عن مصدر دبلوماسي في باريس أن «جنيف 2» سيعقد في 12 ديسمبر المقبل، وأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيعلن ذلك رسمياً في 25 نوفمبر الحالي، ونقلت الصحيفة عن مصدر سوري مطلع لم تسمه في دمشق عدم استبعاده هذا التاريخ.

 

«الائتلاف» وموسكو 

 

ورداً على تصريحات الزعبي، أكد عضو الائتلاف منذر آقبيق أن مطالبة الائتلاف بأن يفضي مؤتمر «جنيف 2» الى عملية انتقالية لا يكون فيها أي دور للأسد «ليست شروطا»، بل هي تتطابق مع «قرارات الشرعية الدولية»، مذكراً بأن «انتقال السلطة منصوص عليه في بيان جنيف 1 وفي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الذي تبنى بيان جنيف ودعا الى عقد مؤتمر دولي لتطبيقه».

ولفت الى أن بيان «جنيف 1» ينص ايضاً على أن «انتقال السلطة يجب ان يتم بموافقة الطرفين، بما يعني ان رفض اي دور لنظام الرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية ليس شرطا، بل من حق المعارضة رفض بعض الاشخاص».

 

 بوغدانوف 

 

وبحث نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف مع أعضاء في قيادة «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة «السورية، مسألة التحضير لـ»جنيف 2». والتقى بوغدانوف في اسطنبول أمين عام الائتلاف بدر جاموس ونائب رئيس الائتلاف محمد فاروق طيفور وبحثوا الوضع القائم في سورية، بما في ذلك الوضع الإنساني، حسبما أعلنت وسائل الإعلام الروسية أمس.

واشنطن والأكراد 

 

إلى ذلك، أكدت الولايات المتحدة دعمها لـ»وحدة وسيادة الأراضي السورية»، معربة عن قلقها من «التقارير عن جهود تبذل لإعلان قيام منطقة كردية مستقلة في سورية»، في إشارة الى إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وبعض الأحزاب الاخرى تشكيل إدارة مدنية في المناطق التي يسيطرون عليها شمال شرق سورية. في المقابل، رحبت بانضمام «الائتلاف الوطني الكردي» إلى الائتلاف السوري المعارض، ورأت في الأمر «خطوة إيجابية». 

جاء ذلك بعد اعلان الائتلاف الوطني السوري أنه يعتبر الإدارة المدنية الكردية وحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» كيانين معاديين للثورة وداعمين لنظام الأسد.

(دمشق، إسطنبول، موسكو، واشنطن ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، كونا)