مديحة يسري... سمراء النيل: يوسف وهبي له دين في عنقي (17)

نشر في 15-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 15-07-2014 | 00:02
تعترف الفنانة القديرة، مديحة يسري، في ذكرياتها التي ترويها هنا، أنها تعلمت من القدير يوسف وهبي، ما لم تتعلمه من أحد آخر، كان أستاذها ومشجعها ومعلمها الذي تربت على يديه، وتعتز على الدوام بأنها واحدة من تلاميذه في الفن.
في هذه الحلقة تروي مديحة قصة نجاح أول فيلم من إنتاجها، لا سيما أنها كانت من أوائل نجمات السينما المصرية في الأربعينيات اللواتي يخضن مجال الإنتاج، حينما كانت السينما هي مصدر الدخل الثاني للدولة بعد تجارة القطن، فكيف نجحت مديحة في إنتاج «الأفوكاتو مديحة» وأداء دور البطولة فيه؟
سيظل الفن عموماً والسينما خصوصاً، أكثر قدرة على استشراف المستقبل، فمع نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات شهد المجتمع المصري أحداثاً وأفكاراً، توترات وتناقضات وصراعات في نواحي الحياة كافة، فيما دعوات التغيير إلى الأفضل كانت الأبرز في المجالات المختلفة، وهو ما ترجمته السينما عبر أفلام رصد صناعها كل هذه التغيرات، سواء فكرياً أو اجتماعياً.

وبالطبع، لم تكن المرأة بمعزل عن هذا التغيير الذي انعكس على الشاشة، فلم تعد هي النموذج الخاضع المستكين، المقهور، لكنها باتت أكثر تفاعلا مع الواقع وأفكاره وكذلك متغيراته، لذا كان طبيعياً أن تنبهر مديحة برواية {الأفوكاتو} التي دعاها لمشاهدتها فنان الشعب وابن الذوات يوسف بك وهبي، كونها تنتصر لعمل المرأة، صحيح أن قيم المجتمع وتقاليده تصدم البطلة وتستسلم قهراً بالنهاية، إلا أنها تحاول التمرد على التقاليد، وهو في حد ذاته انتصار كما رأته السمراء الفاتنة التي سبق أن رفعت الشعار نفسه قبل سنوات، وانتصرت لإرادتها وفنها.

انتهت المسرحية والتقت مديحة مع يوسف بك وهبي في جلسة أثنت فيها على العرض المسرحي ورسالته التي فجرها وطرحها للمناقشة، ولم تخلُ الجلسة من الدعابة، وتذكُّر أعمالهما المشتركة وكواليسها، لتنتهي برغبات متبادلة بضرورة التعاون مجدداً.

وفي طريقها إلى منزلها كانت مديحة شاردة الذهن، راحت تفكر في العرض المسرحي بتفاصيله، وتعيد التفكير في ما عقدت عليه العزم، وفي الأيام التالية ظلت تقلب الأمر في وجوهه المختلفة، وتعيد التفكير مراراً وتكراراً إلى أن حسمت أمرها، قبل أن تلتقط سماعة الهاتف لتحدد موعداً عاجلا مع يوسف بك وهبي.

قبل الموعد المحدد توجهت إلى مكتبه بوسط القاهرة فوجدته بانتظارها، وبعد تبادل السلامات والتحيات التفتت إليه قائلة:

يا أستاذ يوسف أنا عاوزة أحول مسرحيتك الأخيرة {الافوكاتو} إلى فيلم سينما.

يوسف مبتسماً: وماله. أنا كنت متأكد إنها حتعجبك، أنا موافق بس مين حينتجها؟

مديحة بنبرة ثقة وهدوء: أنا يا أستاذ.

ضحك يوسف قائلا: عاوزة تنتجي يا مديحة؟ ده أنت لسه عضمك طري... ثم تابع... أنت مش خايفة؟

ردت بثقة: ده أنا تلميذتك يا أستاذ... أصل بصراحة القصة عجباني قوي ونفسي أقدمها في السينما علشان كل الناس تشوفها.

يوسف بحسم: طيب خلاص أنا موافق.

مديحة: كنت عارفة أن حضرتك هتوافق وعلشان كده جايبه العقد معايا.

يوسف ضاحكاً: ده أنت واخده الموضوع جد قوي يا مديحة، على طول كده؟

مديحة بثقة: جداً يا أستاذ وبقالي أسبوع وأنا بفكر في كل التفاصيل وحسبت كل حاجة، الكبيرة قبل الصغيرة، هو حضرتك ناسي أنه كانت ليَّ تجربة في الإنتاج لما كنت متجوزة محمد أمين؟ كمان كنت بساعد أحمد في شغله.

قاطعها قائلا: عارف والله يا مديحة ومتأكد كمان أنك قدها وقدود، ده كفاية حماسك ده.

مديحة: المهم بس إن حضرتك تبقى معايا في الفيلم تمثيلا وإخراجاً، لأن مجرد وجودك معايا بيطمني ويحسسني إن كل حاجة حتبقي صح.

يوسف: وأنا معاك ومش ممكن أتاخر عنك يا دوحة، أنت بنتي وتلمذتي النجيبة كمان.

مديحة بسعادة: الله يكرمك يا أستاذ، أنا كنت متاكده أنك مش حتخذلني أبداً وحتساعدني.

لحظة صمت مرت عليهما قبل أن تتابع مديحة قائلة:

أنا سايبه لحضرتك الأجر اللي أنت تحدده لأنه مينفعش أسألك حتى، اللي حتقول عليه حيتنفذ بالحرف يا أستاذ.

يوسف بثقة: يعني أي مبلغ حاقول عليه حتوافقي علطول ومن غير مناقشة؟

مديحة بحسم: طبعاً يا أستاذ حتى لو 100 ألف جنيه ( وكان مبلغاً ضخماً جداً في تلك الفترة ) أنت تؤمر وأنا أنفذ.

رد ضاحكاً: ياه وحتجيبيهم منين دول... (تابع) وهو معقول أنا آخذ فلوس من بنتي، أنا مش هأخد منك أجراً أصلا.

مديحة: مينفعش يا أستاذ أنت فنان كبير ومجرد وجودك في الفيلم شرف لي ولكل اللي مشاركين فيه، وكمان ضمانة للنجاح، بس برضه مينفعش ولازم تحدد أجر، و أنا سايبه العقد فاضي حضرتك تحدد الأجر اللي تحبه.

يوسف: مينفعش يا مديحة عيب اللي بتقوليه.

مديحة: ده شغل يا أستاذ وأنا واثقة أني هكسب في الفيلم إن شاء الله، كفاية اسمك عليه.

يوسف: خلاص يا مديحة أنا مش هاخد منك فلوس وهستنى لما الفيلم ينزل وح أخد 20% من الإيرادات، ورزقي ورزقك على الله.

مديحة: بس ده مش الأجر اللي أنت بتاخده يا أستاذ.

يوسف: أنت بنتي وأنا لازم أساعدك، ويالا بقى عاوزين نبدأ نشتغل.

مديحة: خلاص يا أستاذ من بكرا بدري هتلاقيني عندك أنا خلصت تصوير وبقيت متفرغة.

يوسف: وأنا مستنيكي بكرا علشان نبدأ نشتغل على السيناريو.

ضحك ثم تابع: يا {الأفوكاتو مديحة}.

خرجت مديحة من مكتب يوسف بك وهبي وهي في قمة السعادة، لم تصدق نفسها لأنها نجحت في إقناعه، كانت سعيدة بدعم أستاذها يوسف وهبي لها، وكلها ثقة بأنها ستنجح في تلك التجربة، والتي ستبدأ من خلالها مرحلة جديدة في مشوارها.

لم يقلقها كيف ستدبر المبالغ المطلوبة منها، فلقد فكرت وخططت ودبرت ما يلزم لإدارة عجلة الإنتاج، وبقي فقط أن ينتهي أستاذها يوسف وهبي من كتابة السيناريو، بعد إضافة الملحوظات التي حرصت على إخباره بها، وفي مقدمها تعميق قضية عمل المرأة والخلاف الدائر حولها.

مرحلة فنية جديدة

المؤكد أن اتجاه مديحة يسري للإنتاج يعتبر بداية للمرحلة الثانية والأهم في مشوارها الفني، وهي، وفقاً لتقييم البعض، إحدى أهم وأنضح مراحلها (-1950 1959)، قدمت خلالها 28 فيلماً بينها أربعة من إنتاجها.

ويرجع البعض أهمية {الأفوكاتو مديحة} إلى أن الفيلم يعالج قضية تعليم المرأة وعملها، من خلال فتاة ذات أصول ريفية يتاح لها أن تستكمل تعليمها في الجامعة، وتحلم، بعد انتهاء دراستها، بتحقيق ذاتها بالعمل، غير أنها تصطدم بتقاليد المجتمع الذي يطالبها بالزواج من ابن عمها وهو لم يكمل تعليمه، فترفض بالطبع، وتهرب بسببه من بلدتها، ما يضع أهلها في موقف شديد الإحراج، غير أنها تكتشف أن مشكلتها ليست مع تقاليد مجتمعها الأصغر بالقرية، بل مع المجتمع الأكبر في المدينة، ويرفض الجميع عمل المرأة بوصفه واقعاً لا يقبل بسهولة.

الغريب أن الصحف والمجلات انتقدت الفيلم لأنه يرفض عمل المرأة رغم أنه واقع حقيقي في تلك الفترة، ورصده الفيلم بكل صدق، رافضاً حتى تجميله، ما يؤكد أن الفيلم كان أشبه بحجر نجح في تحريك المياه الراكدة.

تقول مديحة: {تحمست لإنتاج الفيلم بقوة لأن جمهور المسرحية كان في النهاية محدوداً، مقارنة بجمهور السينما التي كان الناس يقبلون على مشاهدتها، لذا رأيت أن نوصل هذه الرسالة إلى أوسع شريحة من الجمهور عبر تقديمها في فيلم سينمائي، سيظل باقياً في وجدان وذاكرة الجمهور والسينما، وبالفعل، دفاع السينما عن قضايا المرأة في هذه الأعمال وغيرها كان سبباً في حصولها على حقوقها ووصولها إلى مناصب قيادية}.

شارك مديحة في الفيلم الفنانون: فردوس محمد، فاخر فاخر، حسين رياض، وداد حمدي، واستغرق التصوير أربعة أشهر، فيما أخذ النقاد على الفيلم، رغم النجاح الذي حققه في دور العرض، أن تصويره كان في 13 موقعاً فقط، واعتبروا أن يوسف بك وهبي كان متأثراً بالطبيعة المسرحية التي سبق أن قدم العمل من خلالها.

ورغم أن المسرحية لم تسجل تلفزيونياً لعدم ظهور هذه التقنية خلال تلك الفترة، فإن العمل السينمائي ظل هو الحاضر في ذاكرة الجمهور حتى الآن، من دون أن يدرك غالبية من شاهدوا الفيلم أنه كان عملا مسرحياً في البداية.

مديحة تحت الشجرة

 

أثناء تصوير الفيلم كان على مديحة تسلق شجرة عالية في الحديقة لتهرب عبرها من المنزل، والمشهد على صعوبته كان مهماً في السياق الدرامي ولا يمكن الاستغناء عنه أو إلغاؤه، فاستدعى يوسف بك مديحة قبل التصوير وجلسا سوياً.

وهبي: أنا خايف عليك من المشهد ده يا مديحة، الشجرة عالية وخايف تقعي منها وانت بتصوري، إيه رأيك نجيب دوبليرة؟

ردت مديحة بحسم: لا يا أستاذ أنا هعمل المشهد بنفسي إن شاء الله علشان يطلع كويس.

وهبي: يا بنتي المشهد صعب جداً عليك ومتخافيش ممكن ما أصور الدوبليرة من الوش؟

مديحة: معلش يا أستاذ أنا عاوزة المشهد يبقى واقعي فلازم أعمله بنفسي.

وهبي مستسلما: خلاص زي ما تحبي.

غادرت مديحة غرفة يوسف بك وبدأت الاستعداد للتصوير، فدخلت غرفتها وارتدت ملابسها حتى نادوا عليها للتصوير، فخرجت بثقة تامة، وبدأ يوسف بك يشرح لها طريقة تصوير المشهد وكيفية تسلقها الشجرة.

وعندما دارت الكاميرا، بدأت مديحة تسلق الشجرة إلا أن رجلها تعثرت فسقطت على الأرض بقوة، فصرخ يوسف صرخته الشهيرة قائلا {يا للهول}، والتف فريق العمل حول مديحة للاطمئنان على صحتها بعدما قامت من على الأرض.

كانت تشعر بآلام حادة، إلا أنها تحاملت على نفسها لتتابع التصوير، فيما انتابت يوسف وهبي حالة من الضحك، بعدما اطمأن على سلامة مديحة قائلا لها:

{ما أنا قلت لك يا نصيرة المرأة المشهد صعب، آدي آخر الست اللي متسمعش كلام الراجل وبالذات اللي أكبر منها سناً، وخلي عِندِك بقى ينفعك.

ردت مديحة قائلة: {يا أستاذي الفاضل العيب في أغصان الشجرة الضعيفة مش في قوة المرأة}.

ضحك فريق العمل قبل أن تتابع مديحة تصوير المشهد بسلام هذه المرة.

بالإضافة إلى مذاكرة دورها جيداً لحرصها على تقديمه بشكل جيد، تابعت مديحة كل كبيرة وصغيرة في الفيلم، الأجور، بناء الديكورات وفقاً لجدول التصوير ومواعيده المخطط لها سلفاً، حساب الأتعاب والمصاريف اليومية ومجمل التفاصيل.

لم تُشعر مديحة أي فرد من فريق العمل في مقدمه يوسف بك وهبي بأنها المنتجة، فتجربتها مع حسين صدقي والتوتر الذي كان يسببه لها حرصه وخوفه من إعادة المشاهد بسبب أخطاء الأداء أو التصوير أو غيرها، كل ذلك دفعها ألا تكرر الأخطاء نفسها، أيضاً لرغبتها في أن يخرج الفيلم بأفضل صورة، ليس لأنه الإنتاج الأول باسمها ولكن لإيمانها بالقضية التي يطرحها.

ساعدتها خبرتها بالإنتاج التي اكتستبها من تجاربها السابقة، سواء التي جمعت بينها وبين أحمد سالم أو محمد أمين، على النجاح في مهمتها، وتحمّل مسؤوليتها منفردة، والخروج بالفيلم إلى بر الأمان، كذلك تجسيدها الشخصية بشكل جيد، فكان العمل الأول الذي يطرح قضية عمل المرأة المتعلمة في تلك الفترة.

بينما كانت مديحة تجلس في منزلها وسط أوراقها تتابع مواعيد التصوير والتنسيق بين الممثلين للانتهاء من الفيلم في أقرب وقت، وتحاول الانتهاء من الحسابات الخاصة بما تبقى من أيام، وما يتعلق بالدعاية رن هاتفها، فالتقطت السماعة.

يوسف وهبي: إزيك يا مديحة.

مديحة: الحمدلله يا أستاذ أخبار حضرتك إيه؟

وهبي: الحمدلله يا سيادة الأفوكاتو مديحة، بصي بقى أنا قررت نضغط عدداً من المشاهد، ومن غير ما نأثر على السياق الدرامي ولا مصداقية الأحداث، علشان نختصر في الميزانية، وكمان نقدر ننتهي منه على آخر الأسبوع.

صمتت مديحة لحظة ثم قالت:

بس يا أستاذ أنا خايفة ضغط المشاهد يضعف الأحداث.

بحسم قال وهبي: ما تخافيش يا مديحة ده برضه فيلمي واسمي عليه، ومش حاقبل أبداً أنه يفشل، أنا بس كنت براجع المشاهد اللي فاضلة، فقررت أختصر بعضها علشان نضغط الميزانية.

مديحة: خلاص اللي تشوفه يا أستاذ، وفي كل الحالات أنا معنديش مشاكل في الإنتاج ومرتبه لكل خطوة كويس، حتى الدعاية لها بند في الميزانية ومش عاوزة حضرتك تقلق من أية حاجة، وصدقني أنا مبسوطة قوي بالفيلم ده وبدعمك ليا، وحاسة أنه هيكسر الدنيا لما ينزل.

وهبي: إن شاء الله يا مديحة أنت بنت حلال وتستاهلي كل خير وعملت مجهوداً جباراً في الفيلم.

مديحة: والله ربنا وحده اللي يعلم يا أستاذ أنا تعبت قد إيه، كان الموضوع بالنسبة لي تحدياً صعباً جداً، خصوصاً أنه مش معايا فلوس كتير وفي نفس الوقت خايفة قوي من ردة فعل الناس على الفيلم.

وهبي: اطمني أنا متأكد من أن الفيلم حينجح، وطبيعي الفنان يخاف على شغله وجهده ويكون قلقان زيك كده.

تابع: ما تقلقيش يا مديحة أنا نفسي مرعوب، بس عندي ثقة كبيرة في ربنا أنه مش حيضيع تعبنا أبداً.

أضاف ضاحكاً: ولا أنت مش عاوزاني أخد فلوسي بقى منك؟                                                                                                                                             

 -ردت مديحة سريعاً: يا نهار أبيض يا أستاذ أنا أعمل كده، ده حضرتك مهما طلبت، عمري ما هقدر أديك حقك، والفيلم من غير حماستك ليه وإيمانك بيه عمره ما كان هيتعمل يا أستاذ.

وهبي قائلا: خلاص حاسيبك بقى أكيد وراك شغل.

ضحكت مديحة وقالت:

أنا فعلا كنت قاعدة بأحسب احتياجات الأيام الجاية ومصاريف الدعاية في الإنتاج، أهوه والله يا أستاذ، أشوفك بكرا في الأستوديو إن شاء الله، مع السلامة.

استفادت مديحة كثيراً من يوسف وهبي على المستويين الشخصي والفني، فقد نشأت مديحة في مدرسته الفنية، مما كان له أثر إيجابي على حياتها واختياراتها، كانت تشاهده وهو يقف أمام الكاميرا لتتعلم من طريقة تعامله معها وحفظه للحوار مع باقي الممثلين.

تقول مديحة: {كنت أسعد عندما يقول الأستاذ يوسف وهبي إنني تلميذة نجيبه في مدرسته، وكان ذلك يشعرني بسعادة كبيرة، وحتى رحيله كانت علاقتي به طيبة، فكنت أحرص على السؤال عليه وعلى وده باستمرار، فأنا أدين له بالفضل كثيراً نظراً لدوره الكبير في حياتي}.

طرح الفيلم بدور العرض وحقق نجاحاً، فاستعادت مديحة الأموال التي أنفقتها على الفيلم، ومنحت أستاذها يوسف وهبي أجره كما اتفقا، أي 20% من الأرباح، وحاولت أن تمنحه أجره كممثل إلا أنه رفض أن يتقاضى منها أي أموال إضافية.

تقول مديحة: يوسف وهبي له دين في عنقي حتى اليوم، لقد شعرت بالفخر عند عرض الفيلم في الصالات، رغم الانتقادات التي وجهت له، فلولا مثل هذه الأعمال لما استطاعت أن تحصل المرأة على حقوقها في المجتمع، فالسينما على مدى تاريخها أدت دوراً مهماً في تغيير قرارات وقوانين كثيرة، وفكرة الفيلم نفسها قدمتها فاتن حمامة بعد فيلمي بعامين في {الأستاذة فاطمة}، ما يعكس اهتمام جيلنا بالدفاع عن حقوق المرأة، وقضايا كثيرة تهمها.

خرجت مديحة من تجربة {الأفوكاتو مديحة} مرهقة، لكنها سعيدة بالنجاح الذي حققته، وردود فعل زملائها على الفيلم الذي حمل توقيع {أفلام مديحة يسري} للمرة الأولى في تاريخها الفني، صحيح أنها سبق أن مارست الإنتاج في أفلام زوجيها، ولكن هذه الأفلام لم تحمل اسمها بشكل واضح.

وفي لحظة سعادتها تلك رن هاتفها وكان على الطرف الآخر المطرب محمد فوزي يحمل إليها خبراً جديداً.

back to top