أفغانستان تتجاوز «طالبان» وتختار رئيساً
إقبال كثيف على الاقتراع في الدورة الثانية والنتائج في يوليو
صوّت ملايين الأفغان أمس بهدوء في شكل عام في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لاختيار خلف لحميد كرزاي، متحدين تهديدات متمردي «طالبان».وكان الإقبال على التصويت كبيراً إلى حد أن بطاقات الاقتراع نفدت في بعض المراكز البالغ عددها 333، مما أدى إلى احتجاجات محدودة للناخبين. وقالت لجنة الانتخابات إنه «جرى توزيع مواد إضافية في وقت لاحق وعاد الهدوء».
ميدانياً، أفادت وزارة الداخلية بأن البلاد شهدت وقوع 150 انفجاراً بقنابل زرعت على جانبي الطرق وقنابل مغناطيسية وهجمات صاروخية الى جانب سقوط 106 قتلى.كما قال مسؤولون محليون إن «اثنين من شيوخ القبائل في إقليم كونار قتلا لتحديهما تحذير طالبان بعدم المشاركة في الانتخابات، مما أدى إلى نشوب اشتباكات مسلحة بين القرويين والمسلحين». وسقطت أربعة صواريخ على عاصمة الإقليم، ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية.وقال وزير الداخلية عمر دودزاي إن «تأثير الهجمات كان محدوداً جداً».وأضاف أن «النجاح اليوم يوجه إلى أعدائنا وأصدقائنا رسالة مفادها أن الانتقال الديمقراطي يمكن القيام به في مواعيده، وان قواتنا قادرة على ضمان أمن البلاد». ودعي الأفغان للاختيار بين المرشح الأوفر حظاً عبدالله عبدالله (53) القائد السابق في التحالف الشمالي المناهض لـ«طالبان»، والذي تقدم الدورة الأولى بفارق كبير 45 في المئة، وأشرف غني (65 عاما) الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي 31.6 في المئة.ووعد المرشحان التقدميان المعتدلان اللذان صوتا صباحا في كابول بمكافحة الفساد المزمن، واطلاق التنمية الاقتصادية للبلاد الخاضعة لتبعية المساعدات الدولية.وبدا واضحا أمس أن ما وعدت به «طالبان» من عنف شديد لم يردع الناخبين الذين تفاخروا رجالا ونساء بالحبر على اصابعهم، في دلالة على تصويتهم.ونشر نحو 400 ألف جندي وشرطي في كل البلاد، بينما اكدت القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ايساف) استعدادها للتدخل في حال الضرورة.وسيشكل هذا الاقتراع نهاية عهد كرزاي الرجل الوحيد الذي قاد افغانستان منذ سقوط حركة طالبان في 2001، والذي لم يسمح له الدستور بالترشح لولاية ثالثة.وستنشر النتائج المؤقتة لهذه الانتخابات في الثاني من يوليو، علماً بأن إمكان حصول تزوير قد يكون له تأثير مدمر اذا كان فارق الأصوات ضئيلاً بين المرشحين.(كابول - أ ف ب)