رئيس جبهة الإصلاح الصوفي الشيخ الشبراوي لـ الجريدة.: أنشأنا مجموعات «الصوفية الجهادية» لحماية الأضرحة
الصوفية تشترك مع الشيعة في حب الرسول صلى الله عليه وسلم وآل البيت
أكد شيخ الطريقة الشبراوية ورئيس جبهة الإصلاح الصوفي، الشيخ عبدالخالق الشبراوي، أن الطرق الصوفية تشترك مع الشيعة في حب آل البيت، وتشترك مع السنة في احترامها للصحابة وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، ونفى في حواره مع "الجريدة" أن تكون الطرق الصوفية انحرفت عن رسالتها السامية في الزهد والتقرب إلى الله، ودخلت في معارك تمثلت في الصراع على الكراسي أو دعم الأنظمة السياسية والعمل لخدمة الأهداف الشخصية، وإلى تفاصيل الحوار.
• كيف ترى إشكالية هدم الأضرحة والاتهامات المتبادلة بين الصوفيين والسلفيين في هذا الشأن؟هدم الأضرحة يمثل إحدى الأزمات التي تعرضت لها الطرق الصوفية إبان حكم جماعة "الإخوان" الإرهابية، حيث تعرض عدد من المساجد الملحقة بها أضرحة إلى الحرق في مدن مصرية خلال الفترة الماضية، على أيدي السلفيين وجماعة "الإخوان"، وعليه قمنا بإنشاء "الصوفية الجهادية"، لحماية الأضرحة بمصر من الاعتداءات، والصوفية الجهادية عبارة عن مجموعات أمنية صوفية على استعداد للتدخل والرد على أي عدوان حتى إن كان مسلحاً على أي مقام من مقامات آل البيت أو أضرحة الأولياء في مصر، فنحن نعرف كيف نحمي مقامات ومقار آل البيت، كما نعرف جيداً أماكن ومقار ونشاطات كبار السلفيين والإخوان.• كم يبلغ عدد أعضاء الصوفية الجهادية؟لا أستطيع أن أفصح عن عدد الأعضاء، ولا عن الجوانب الهيكلية والتنظيمية لعناصرنا من أبناء الصوفية الجهادية، لكن كل ما يمكن أن أقوله هو أننا نعرف كيف نحمي أنفسنا جيداً.• كيف ترى الاتهامات الموجهة إلى الطرق الصوفية بأنها باب خلفي للتشيع؟الطرق الصوفية تشترك مع الشيعة في حب آل البيت والرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا، كما تشترك الصوفية مع السُّنة في احترامها للصحابة وزوجات الرسول، فنحن ندين بالولاء للرسول وآل بيته وأصحابه، لأننا لا نخرج عن حديث قاله حضرة المصطفى، وكان الشيعة يتطاولون على زوجات رسول الله، وفي عهدي أبوبكر وعمر بن الخطاب، إلى أن جاء الإمام خامنئي وأفتى لهم بعدم سب الصحابة وزوجات رسول الله، إذن لا يوجد أي خلاف، أما إذا كانت هناك تقية - كما يدعي البعض - فأنا على حكم الظاهر لا الباطن، وإذا ظهر من أحد أنه يسب الصحابة أو زوجات الرسول، فأعتقد أن المولى سبحانه وتعالى يدافع عنهم.• وماذا عن التقارب الصوفي الإيراني وزيارات بعض المتصوفة إلى إيران؟بنفس المنطق الذي ذكرته من قبل، فنحن نشترك مع الشيعة – في إيران وفي غيرها – في حب آل البيت وإجلالهم، وعلى مستوى الإسلام كعقيدة وممارسة لا خلاف لنا مع أحد، نحترم الجميع في إطار قيم الإسلام الوسطية المعتدلة التي نؤمن بها ونعمل وفق قواعدها، وبعيداً عن أن الزيارات إلى إيران هي زيارات شخصية بالأساس، لكن الشيعة في الخارج والداخل أبناء هوية وعقيدة واحدة ويشتركون معنا في الأصول، والخلافات الفرعية أوهن من أن تضعهم في خانة الأعداء أو تجعلهم أقل مرتبة في علاقاتنا من الغرب والأجانب. • برأيك كيف نواجه التطرف الديني؟الإعلام له دور كبير في احتواء التطرف بشكل عام، وبالتالي فلا بد أن يكون الإعلام محايدا ووسطيّا ومحقّاً فيما يقول، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصفروا الوجوه"، إضافة إلى إعادة تدريس الدين مرة أخرى في المدارس كمادة أساسية، لأنها المادة التي تبث الهوية المصرية مرة أخرى، فنحن أخطأنا حينما تركنا معلّمينا وعلماءنا فريسة للفكر الوهابي، والمحور الثالث هو احتواء أطفال الشوارع الذين يمثلون القنبلة الموقوتة.• ما دور الطريقة الشبراوية في محاربة الفكر المتطرف الذي يتبعه الإخوان والجماعات الإسلامية؟الطريقة الشبراوية تعمل كغيرها من الطرق الصوفية وفق روح وقيم ومبادئ التصوف المتسامحة، التي تتحرك على أرضية الفكر والعقيدة والحوار والإقناع، ولهذا فقد عقدنا العديد من المؤتمرات العلمية والندوات الفكرية والفقهية، للتوعية والتنبيه والتأكيد على الفكر الوسطي، فضلاً عن لقاءاتنا المستمرة وإصداراتنا التي تدعو إلى الوسطية الدينية والاعتدال ومواجهة التطرف.• بصفتك رئيس جبهة الإصلاح الصوفي... ما الدور الذي تقدمه الجبهة في خدمة الإسلام والتصوف؟نعرف العالم من خلال الندوات واللقاءات والحوارات أننا نقف مع الحق، ومن لا يقف مع الحق ليس صوفيّاً ولا مؤمناً، ولكننا لا نكفر أحداً، نحاول أن نعكس الوجه الحقيقي للإسلام الوسطي المعتدل، وتضم الجبهة 24 طريقة صوفية يتبعها مئات الآلاف من المريدين، وهم من أسسوا مع السيد علاء أبوالعزايم شيخ الطريقة العزمية، الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، وسافرنا إلى فرنسا في أواخر عام 2013 وأشهرنا الاتحاد العالمي للطرق الصوفية في العاصمة الفرنسية باريس.• السلفيون دائماً ما يتهمونكم بأنكم أهل للبدعة... ما ردك؟البدعة كما فسرها أئمة العلوم الدينية، هي ما جاءت بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والبدعة تنقسم إلى أربعة أقسام: حسنة ومحرمة ومكروهة ومندوبة، أما ما يطلق عليها "بدع الصوفية" فهي تندرج تحت نوع البدع الحسنة، التي تغالي في حب الرسول وآل بيته، وهذا أمر جائز. • كيف ترى إشكالية تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية وموقف معظم العلماء المتشدّد حياله؟أرفض تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية تماماً، لأنه حرام شرعاً، ومن المعلوم أن الله تعالى فضل الأنبياء والرسل على غيرهم من العالمين، وبالتالي لا يمكن أن يتم تجسيدهم في أيّة أعمال درامية، خاصة أن هذا التجسيد سيجعلك تنظر إلى العيوب وتفكر بها، وهناك مقولة صوفية تقول إذا نظرت لعيوب شيخك أو أستاذك فقدت بركة علومه.