بعث الحياة في المباني يحولها إلى مراكز إبداع وتمتع
يعكف الفنان جورج زيسياديس على جعل الأبنية أقل جموداً واستقراراً وأكثر متعة. كيف يتم ذلك؟ معظم الأبنية التي تشاهد من جانب الطريق لا تتحرك، مهما بلغت براعة المهندس، وطبيعة العمل يتم في الداخل. ويأمل الفنان جورج زيسياديس أن يغير تلك التجربة وجعل الأبنية أقل جموداً.وفي هذا التصميم من زيسياديس الذي اقترح في الوقت الراهن لأجل متحف سانتا كروز للفن والتصميم ترتبط الأنابيب في ساحة عامة مع دواليب عملاقة بطول 10 أقدام على جانب البناء. واذا نفخت في الأنبوب يبدأ الدولاب بالدوران وتزداد سرعته اذا نفخت بقوة أكبر.
يقول زيسياديس إنه «مكان متفاعل جداً، وهم يريدون من الناس الانخراط مباشرة مع فنونهم وهو ما أجده مبعث تمكين والهام. وقد أردت توسيع هذه الفكرة الى بنية البناء ذاته».كيف يعمل ذلك؟ الجواب السهل هو السحر، بحسب زيسياديس. وابقاء الآلية غامضة جزء من التصميم الذي يهدف الى مفاجأة الزوار. ولكن العملية نفسها بسيطة للغاية في الواقع: «تلتقط ميكروفونات مخفية في البوق المعد الصوت لدى قيام أحد بالنفخ وتتصل بمحركات تجعل الدواليب تدور».وحتى مع صنعه على مقياس كبير فإنه مجرد ادخال واخراج مع قدر قليل من قوة معالجة. وذلك بحسب قول زيسياديس الذي يضيف «ذلك نوع من الجمال والبساطة فهو يستخدم تقنية غاية في البساطة لخلق تأثير سحري». ومن خلال اعطاء الزوار فرصة للتفاعل مع البناء كله يأمل زيسياديس في البدء بتغيير رؤيتهم للمكان العام.ويشرح الوضع بالقول: «هذا المشروع يتمحور حول أهمية الناس، واعادة تصور طريقتهم في التفاعل مع مؤسسات، واظهار تأثيرهم عليها بدلاً من أن تكون تلك المؤسسات مجرد شيء ساكن وثابت».وهو يريد من الناس أيضاً البدء بالتفكير حول جعل المدن أكثر متعة، وهي فكرة استكشفها في مشاريع اخرى، مثل فنون الشارع التي تحول ضربات القلب الى موسيقا وأفكار حول اشارات المرور التي تتحول الى الحان بين ناطحات السحاب.ويخلص زيسياديس الى القول: «آمل أن يدرك الناس أن في وسع الساحات العامة والمؤسسات التحول الى أماكن متعة وابداع وهو ما يجب أن تكون عليه. وفي حقيقة الأمر فإن تلك هي الطريقة الوحيدة نحو الازدهار».* (كو ايكزيست)