يبرود تقترب من السقوط... وواشنطن ترفض ترشح الأسد

نشر في 16-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 16-03-2014 | 00:02
No Image Caption
• مقتل أبو عزام الكويتي في القلمون و26 معارضاً في حمص وإدلب
• الجربا يطالب بالتسليح

دشن النظام السوري العام الرابع لصراعه مع المعارضة، أمس، بمعارك طاحنة أشدها ضراوة في مدينة يبرود بريف دمشق، حيث تحاول القوات الحكومية السيطرة عليها، في وقت حذرت الأمم المتحدة وواشنطن وباريس والأخضر الإبراهيمي الرئيس الأسد من مضيه في إجراء الانتخابات الرئاسية.
مع دخول النزاع السوري الذي حصد أكثر من 146 ألف قتيل وشرد 40 في المئة من السوريين، أمس عامه الرابع من دون أي بارقة أمل بقرب انتهائه، دارت معارك طاحنة عند المدخل الشرقي ليبرود أحد أبرز معاقل المعارضة المسلحة شمال العاصمة السورية دمشق، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين أبرزهم "نائب أمير" جبهة النصرة في منطقة القلمون أبو عزام الكويتي، الذي أشرف على عملية تبادل الراهبات قبل 5 أيام.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس إن "معارك طاحنة تدور بين القوات النظامية وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني على أطراف مدينة يبرود ترافقت مع قصف القوات النظامية لمناطق في المدينة".

وأضاف أنه كانت هناك مقاومة شرسة من مقاتلي جبهة النصرة، فرع القاعدة في سورية، التي أعلنت على "توتير" مقتل نائب أميرها أبو عزام الكويتي في هذه المعارك. ووفقاً للمرصد، فقد ألقت مروحيات براميل متفجرة على محيط المدينة الشرقي في حين كانت مواجهات تدور بين مقاتلي حزب الله والمعارضة المسلحة.

وبعد شهر من القصف والمعارك في محيط هذه المدينة القريبة من الحدود اللبنانية، نجح حزب الله والجيش النظامي في السيطرة على التلال المطلة عليها.

وأفاد مصدر عسكري سوري أمس الأول أن القوات النظامية دخلت يبرود، أحد آخر معاقل مقاتلي المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية، مبيناً أنها اقتحمت "الجهة الشرقية وتقدمت في الشارع الرئيسي للمدينة"، مشيرا الى ان مقاتلي المعارضة "يفرون في اتجاه بلدة رنكوس" الى الجنوب من يبرود.

حمص وإدلب

وفي حمص، أكد المرصد أمس مقتل 13 من الكتائب الإسلامية إثر كمين للقوات النظامية في منطقة البقيعة بريف مدينة تلكلخ، مشيراً إلى اشتباكات عنيفة في محيط بلدة الحصن تزامنت مع قصف لمناطق في حي الوعر وأماكن في منطقة الحولة.

وفي ريف إدلب، لقي 13 مدنياً على الأقل حتفهم، بينهم أطفال ونساء صباح أمس، إثر استهداف مقاتلات الميغ مدينة معرة مصرين شمال المحافظة بصاروخ فراغي، مما أدى إلى تهدّم حيّ بأكمله فوق ساكنيه من المدنيين، إضافة إلى إصابة أكثر من 25 مدنياً، وفقا لشبكة سورية مباشر.

لا مصالحة

وفي مؤشر على أن النظام ليس مستعداً للمصالحة، أقر مجلس الشعب السوري مشروع قانون يمهد الطريق أمام اعادة انتخاب الرئيس الأسد لولاية جديدة ويقصي عملياً معارضيه المقيمين في المنفى من حق الترشح.

وكان المبعوث الدولي إلى سورية الاخضر الابراهيمي، الذي يعتزم زيارة إيران اليوم لإجراء مباحثات حول الأزمة، حذر من اجراء انتخابات رئاسية، مؤكداً أن حصولها سينسف مفاوضات السلام.

اشمئزاز أميركي

وبينما رفضت دمشق تصريحات الإبراهيمي، الذي اتهمته أمس الأول بـ"تجاوز مهمته"، عبرت واشنطن مساء اليوم نفسه عن "اشمئزازها" من عزم النظام السوري تنظيم هذه الانتخابات، التي عزز فيها الاسد كل حظوظه للفوز فيها.

وقالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف: "كنا واضحين حين قلنا ان الاسد فقد كل شرعية لقيادة شعبه وأن أي انتخابات قد يرشح نفسه اليها ستكون مهينة ومثيرة للاشمئزاز، بعد ما فعل بشعبه".

وأضافت هارف أن "تنظيم مثل هذه الانتخابات سيشكل إهانة لمفاوضات جنيف وسيظهر بوضوح أكثر نوايا النظام بنسف كل إمكانية للوصول الى حل سياسي".

تسليح المعارضة

وكان تسعة اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي من الجمهوريين والديموقراطيين دعوا الجمعة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى تغيير السياسة التي يتبعها حيال سورية لاسيما عبر إعادة النظر خصوصا بإمكانية تسليح المعارضة.

وقال أعضاء مجلس الشيوخ التسعة يتقدمهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس روبرت مننديز إن "التطورات الميدانية تظهر لنا أن هذا ليس كافياً"، مضيفين أنه "يتعين علينا أن نستعد لكل الخيارات الاخرى لتشديد الضغط على الاسد الذي لا يفي بأي من التزاماته".

بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إثر اجتماع غير رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول، من تداعيات إعادة انتخاب الرئيس السوري مرة جديدة، على عملية السلام في جنيف، داعيا روسيا وإيران الى ممارسة ضغط على النظام للعودة الى طاولة المفاوضات في جنيف بشكل "بناء أكثر".

العام الرابع

وقبل أربع سنوات، في غمرة الربيع العربي الذي عم العديد من الدول العربية وأطاح بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك قبل ذلك بأسابيع، خرجت في عدد من الشوارع السورية يومي 15 و16 مارس تظاهرات سلمية احتجاجاً على اعتقال أطفال لأنهم كتبوا شعارات مناهضة للنظام على الجدران.

ومع استخدام النظام الحديد والنار لقمع هذه التظاهرات، بدأ المحتجون شيئاً فشيئاً يحملون السلاح اعتباراً من الصيف، الى إن تحول النزاع في فبراير 2012 إلى حرب شاملة مع قصف حمص.

وفي غضون السنوات الثلاث الأخيرة، قتل أكثر من 146 الف شخص وهجر أكثر من تسعة ملايين آخرين من بيوتهم، ليشكلوا أكبر تجمع للاجئين والنازحين في العالم، بحسب الأمم المتحدة، التي أكدت أن أكثر من 250 ألف سوري محاصرين وخيارهم "بين المجاعة أو الاستسلام"، في حين أن هناك أكثر من مليون طفل محرومين من المساعدات.

وبمناسبة ذكرى الثورة، طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا أمس «العالم الحر» بتزويد السوريين بـ«الوسائل لمحاربة (نظام بشار الاسد والجهاديين) والانتصار»، في إشارة إلى التسليح مع تراجع احتمالات التوصل إلى حل سلمي عبر مفاوضات جنيف وتمسك النظام بترشيح الأسد للرئاسة.

(دمشق، نيويورك - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top