دافعت موسكو بشدة عن النظام السوري رافضة اتهامات فرنسية عززتها أدلة أميركية على استخدام الغازات السامة ضد معارضي الرئيس بشار الأسد، الذي خسرت قواته أمس طائرتين من طراز سوخوي في الناصرية والقلمون.

Ad

بينما يستعد رئيس ائتلاف المعارضة السورية أحمد الجربا لزيارة واشنطن لطلب زيادة دعم الإدارة الأميركية للجيش الحر، رفضت روسيا أمس الاتهامات الفرنسية والأميركية التي أثبتت بـ"عناصر وأدلة"، هجمات لقوات الرئيس بشار الأسد بغاز الكلور على مناطق عدة تقع تحت سيطرة المعارضة السورية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، "الاتهامات الموجهة للقوات الحكومية بشأن حالات مفترضة لاستخدام المواد الكيماوية السامة مازالت مفبركة وكاذبة"، مضيفة: "واستناداً إلى أدلة يعتد بها لدى الجانب الروسي فإن تلك المزاعم لا تعكس الواقع".

تحركات المعارضة

إلى ذلك، كشف مصدر في ائتلاف المعارضة أمس أن الجربا سيقود وفدا لزيارة واشنطن في السادس من مايو، مبيناً أن "برنامج الوفد يشتمل لقاءات مع أعضاء في الكونغرس ومسؤولين في الخارجية إضافة إلى قيادات عسكرية وأمنية وشخصيات عامة من لوبيات معروفة بتأثيرها في صناعة القرار، دعما للشعب السوري وثورته في مواجهة آلة القتل والدمار التي يتعرض لها السوريون من مختلف الاطياف".

مطار السين

ميدانياً، تمكن مقاتلو المعارضة أمس من إسقاط طائرتين حربيتين والقبض على أحد الطيارين. وأوضح المتحدث باسم ما يسمى "قوات الجبهة الإسلامية في ريف دمشق" إسلام علوش أن الجبهة نجحت في إسقاط طائرتين من طراز سوخوي، مشيراً إلى أن الأولى تم تدميرها فوق مطار الناصرية، في حين استهدفت الثانية في سماء القلمون، مبيناً أن الطائرتين انطلقتا من مطار السين العسكري.

وأضاف علوش أن ربان الطائرة الثانية "هبط في منطقة خاضعة لسيطرة الثوار الذين سارعوا للبحث عنه والقبض عليه". وبث ناشطون معارضون لقطات فيديو لما قالوا إنه "عملية اغتنام دبابات من القوات الحكومية" وقعت أمس الأول بعد سيطرة الجيش الحر على تل الجابية شمال غربي مدينة نوى بريف درعا.

اللاذقية وحمص

وفي ريف اللاذقية، قصفت القوات الحكومية صباح أمس مدينة كسب براجمات الصواريخ وقذائف الهاون. وذكرت مصادر المعارضة أن المدينة تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية.

وفي الأثناء، دارت اشتباكات متقطعة بين الجيشين الحر والحكومي في محيط قمة تشالما، واستهدف مسلحو المعارضة مقار القوات الحكومية في محيط البرج 45 بقذائف الهاون.

وقال الناشطون إن القوات الحكومية قصفت حي جوبر شرقي دمشق بالمدفعية الثقيلة، ومدينة دوما في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية، كما استهدف الجيش السوري الأحياء المحاصرة في حمص، في حين استهدف الطيران الحربي مطار تفتناز العسكري الذي يسيطر عليه الجيش الحر.

قذائف وقتلى

وفي العاصمة دمشق، أكدت شبكة سورية مباشر سقوط 6 قذائف هاون على مدينة جرمانا شرقي دمشق، أصاب بعضها محيط ساحة الرئيس والنهضة موقعة عدداً من الجرحى إضافة إلى الأضرار المادية في المحال والسيارات، في حين سقطت الأخرى على الأحياء المحاذية لبلدة المليحة بريف دمشق.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 75 شخصا نتيجة قصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة لحلب وريفها، مشيرة إلى أن من بين القتلى أكثر من 30 شخصا سقطوا نتيجة قصف استهدف سوقا في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي.

استقالة الإبراهيمي

سياسياً، كشف دبلوماسي أوروبي في الأﻣم ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ أمس عن تقديم المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي استقالته من مهمته الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية التي مضى عليها أكثر من 3 سنوات. إلا أن المصدر، الذي رفض الافصاح عن هويته، أكد لـ"سكاي نيوز" أن استقالة الإبراهيمي، الذي تولى هذه المهمة في أغسطس 2012 خلفا لكوفي أنان، لم تُعلن رسمياً بعد.

وكان الإبراهيمي حذر في مارس الماضي من أن اجراء الانتخابات الرئاسية في سورية في ظل استمرار النزاع "سيضر العملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي".

انتهاكات صينية

من جهة أخرى، ومع تأكيد الاقتراب من خروج ترسانة الأسلحة الكيماوية من يد النظام من أجل تدميرها، نفت وزارة الخارجية الصينية أمس انتهاك أكبر شركة لصناعة الأسلحة في البلاد أي اتفاقيات دولية بعدما ظهرت اسطوانة تحمل اسمها في لقطات مصورة يعتقد أنها توثق هجوما بالغاز في سورية.

وحملت هجمات وقعت هذا الشهر في عدد من المناطق السورية سمات مشتركة مما دفع بعض المحللين للاعتقاد بحدوث حملة منسقة بغاز الكلور مع تزايد الدلائل على أن جانب الحكومة هو الذي يستخدم الأسلحة الكيماوية.

ونشر نشطاء معارضون فيديو على الإنترنت لأشخاص يختنقون وتوضع لهم أنابيب أكسجين للتنفس عقب ما قالوا إنه إلقاء لقنابل من طائرات هليكوبتر في 11 و12 أبريل الجاري على قرية كفر زيتا الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة حماة على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة دمشق.

(دمشق، موسكو، إسطنبول-

أ ف ب، د ب أ، رويترز،

كونا، سكاي نيوز)