عزز لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي عودة مصر إلى الشراكة الأوروبية، وذلك بعد ساعات من الهجوم الدبلوماسي من قبل الولايات المتحدة على الإدارة المصرية، الذي ردت عليه «الخارجية»، أمس، باتهام نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارفي، بالجهل والتقصير.
بعد ساعاتٍ من خروج تصريحات نائبة وزير الخارجية الأميركية، التي اعتبرت العلاقات بين واشنطن وتل أبيب أقوى من العلاقة مع القاهرة، بدا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سعيداً بالتقدم خطوة على طريق "الاتحاد الأوروبي"، حيث شارك أمس، لأول مرة منذ توليه حكم مصر قبل شهرين، في مؤتمر صحافي، مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، في وقت تتولى فيه إيطاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي.وبَدتْ القضية الفلسطينية وأزمة الحرب الإسرائيلية على غزة، والأزمات التي تواجه ليبيا والعلاقات الثنائية بين القاهرة وروما، على رأس أولويات المباحثات، وخصوصاً أن المباحثات بينهما تطرَّقت إلى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفعيل الجانب الاقتصادي والاستثماري، لكن مراقبين رجَّحوا أن الزيارة تأتي في وقتها، حيث يستعد السيسي لاستقبال وزير خارجية الصين اليوم، فيما لاتزال التكهنات ترجِّح زيارة الرئيس المصري، إلى العاصمة الروسية موسكو خلال أغسطس الجاري، لإتمام صفقة سلاح كان تم الاتفاق على ملامحها مسبقاً.وبدا السيسي ورينزي، متفقين على ضرورة مواجهة المجتمع الدولي لمسؤولياته التاريخية والاجتماعية حيال تدهور الأوضاع في ليبيا، ورداً على سؤال حول المخاوف من إقامة دولة خلافة إسلامية في ليبيا، قال السيسي:"كل شعب حر في اختيار نظامه، ولكن هل يا ترى الشعب الليبي حر فعلاً في اختياراته؟، ما حدث بالفعل هو أن العنف زاد بشكل كبير"، مؤكدا احترامه الخيار الحر للشعب الليبي، وأضاف:" لا توجد قوات ليبية لتأمين الحدود، ونحن انتبهنا، ووضعنا قوات إضافية وشددنا الإجراءات".وحول إمكان استخدام طائرات من ليبيا لتنفيذ عمل إرهابي ضد مصر، قال الرئيس المصري: "نحن نتابع الموقف في ليبيا لمواجهة ذلك في السماء وعلى الأراضي المصرية، وأنا أطمئنكم في هذا الشأن".وحول الحرب ضد الإرهاب، قال إن اقتلاع الإرهاب من جذوره يتطلب استراتيجية طويلة الأمد، موجهاً رسالة إلى الاتحاد الأوروبي قائلاً:" مصر تستعيد عافيتها وقوتها سياسياً، من خلال خارطة الطريق والدستور والانتخابات الرئاسية، ثم الانتخابات البرلمانية خلال الشهور المقبلة". وقال للأوروبيين:"لا تنظروا إلينا بعيون أوروبية، ولكن انظروا إلينا بعيون مصرية".من جانبه، أعرب رينزي عن شكره لمصر ودورها في استعادة الاستقرار في المنطقة، وأضاف:" نتقاسم مع مصر القلق نحو ما يحدث من زعزعة للاستقرار في ليبيا، ومسألة تدخل حلف شمال الأطلسي فيها، أصبحت جزءاً من التاريخ"، موضحاً أنه يجب أن ترسل الأمم المتحدة مبعوثاً، وخاصة أن إيطاليا سوف تطرح أزمة ليبيا في اجتماع حلف شمال الأطلسي المقبل، مؤكداً في الوقت نفسه أن الوضع في ليبيا يحتاج إلى تدخل عاجل، ومبيناً استعداد بلاده للمشاركة في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لعمل دولي لمكافحة الإرهاب.جدل المساعداتفي المقابل، رفضت وزارة الخارجية المصرية، أمس، تصريحات نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارفي، التي تضمنت هجوماً على مصر وادعاء أنها استخدمت المساعدات الأميركية في قمع المتظاهرين.وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي، أمس، إن هذه التصريحات الممجوجة تنم عن قصور وجهل، وتفتقر إلى أبسط قواعد المصداقية والموضوعية، متسائلاً عن الواقعة التي تشير إليها المسؤولة الأميركية، تحديداً، بشأن قمع المتظاهرين باستخدام المساعدات العسكرية الأميركية، والتي تعمدت عدم ذكرها، كما أغفلت عن عمد أو عن جهل، أن من تم التعامل معهم من المتظاهرين، كانوا يحملون السلاح ويروعون الأبرياء.وذكَّر المتحدث بأن تعليق المساعدات العسكرية، جاء لأنها استخدمت ضد الشعب المصري، ما يجعلنا نطالب المسؤولة الأميركية بتوضيح الحالة التي تم خلالها استخدام الطائرات الأباتشي والـ F-16 ضد الشعب أو المتظاهرين!في السياق، سخر مصدر مصري رفيع المستوى من تصريحات نائبة المتحدثة باسم "الخارجية" الأميركية، وقال لـ "الجريدة": "هذا التصريح يؤكد الارتباك والتخبط لدى الإدارة الأميركية، ففي الوقت الذي يدرس فيه الكونجرس الأميركي مشروع قانون بتجريم أنشطة جماعة الإخوان وإعلان الجماعة "إرهابية"، تصف المسؤولة الأميركية أعمال عنف الإخوان في مصر بـ"المظاهرات التي تقمعها الحكومة".وأضاف المصدر: "تصريح المسؤولة الأميركية جاء عقب أنباء عن زيارة السيسي إلى موسكو، الأمر الذي يثير المخاوف لدى الإدارة الأميركية بالتقارب "المصري – الروسي".«وعكة» مباركفي جانب آخر، شنَّ محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك، فريد الديب، هجوماً حاداً على ثورة يناير 2011، واصفاً إياها بـ "المؤامرة الأجنبية ضد الدولة المصرية"، معتبراً - خلال جلسة محاكمة الرئيس الأسبق، أمس في قضية مقتل متظاهرين إبان ثورة 25 يناير 2011 - أن الإخوان استغلوا الغضب الشعبي في تحقيق مآرب وأهداف خاصة بها للاستيلاء على الحكم وإسقاط الدولة، نفاذاً لـ "مخطط أميركي" لإعادة تقسيم دول الشرق الأوسط وتخريب دول المنطقة، وأن التنظيم الدولي للإخوان كان أحد "أذرع" ذلك المُخطط.وأجلت المحكمة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، محاكمة الرئيس الأسبق ونجليه، وحبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، لجلسة اليوم، بعدما صرحت بمغادرة مبارك وإعادته إلى مستشفى المعادي للقوات المسلحة لتلقي العلاج بصورة عاجلة، بعدما أصيب بحالة إعياء مفاجئة، تطلبت إخراجه من قفص الاتهام، بعد ساعة من بدء مرافعة الدفاع.
دوليات
السيسي يغازل أوروبا... وإدارته تتهم واشنطن بـ«الجهل»
03-08-2014