ما قل ودل: 30 يونيو ثورة أم انقلاب عسكري؟

نشر في 01-12-2013
آخر تحديث 01-12-2013 | 00:01
 المستشار شفيق إمام تصر جماعة "الإخوان" على عدم الاعتراف بالثورة للحشود التي خرجت في 30 يونيو تطالب برحيل الرئيس، في الوقت الذي تعتبر فيه الجماهير التي خرجت في 25 يناير ثورة، وهو ما يطرح سؤالاً هو:

ما الفرق بين 25 يناير و30 يونيو؟

كانت الحشود في 30 يونيو أكبر بكثير من حشود 25 يناير، فقد زاد عدد من خرجوا إلى ميادين مصر في هذا اليوم الفارق في تاريخها على ثلاثين مليوناً، وزاد عدد الموقعين على استمارة "حركة تمرد" بسحب الثقة من الرئيس على أكثر من اثنين وعشرين مليوناً، ولم تكن انتفاضة تحولت إلى ثورة كما حدث في 25 يناير، بل كانت منذ البداية ثورة حقيقية، كان لها مطالب واضحة، وهدف واضح وهي تصحح مسار ثورة سرقت.

فلماذا يصرون على إطلاق الانقلاب العسكري على ثورة 30 يونيو ولا يطلقون على ثوره 25 يناير انقلاباً بالرغم من أن الجيش كان عاملاً مشتركاً في الثورتين، فهو الذي حمى ثورة 25 يناير وهو الذي حمى ثورة 30 يونيو؟

عذراً، فإن 25 يناير ثورة استطاعت جماعة "الإخوان" أن تسرقها وتقفز على الحكم، أما ثورة 30 يونيو فقد تمكن الشعب فيها من استرداد ثورته من الجماعة التي سلبتها، هذا هو الفرق عند الجماعة بين الثورة والانقلاب العسكري.

فالثورة لا تفقد شرعيتها إذا سلم الجيش مقاليدها إلى جماعة "الإخوان"، ولكنها تفقد شرعيتها إذا سلمها الجيش إلى الشعب مصدر السلطات جميعاً.

***

وإذا كان كاتبنا الكبير- الذي أعتز بحواري معه- قد أعلن في مقاله أمس الأول أنه سيتوقف عن مواصلة الحوار، فإني لا أملك إلا أن أشكره على سعة صدره في هذا الحوار، ولكن من حقي - وأنا مذعن لرغبته- أن أبرئ نفسي من تهمة ألصقها بي، وهي رفضي الإجابة عن أسئلة الطرف الآخر في الحوار، بما يخل بحقوق ومبادئ يقوم عليها أي حوار وينتهي إلى فرض للرأي، ذلك أنني لم أرفض الإجابة عن أي سؤال طرحه كاتبنا الكبير، يدخل في صلب الموضوع الذي نتحاور حوله، أما عندما يخرج طرف بلب الموضوع إلى موضوعات أخرى تشتت الفكر، وتحرف الكلم عن مواضعه، فإن الطرف الآخر في حِلٍّ من الرد، مثلما أنا في حل من الرد على سؤاله طرحه في مقاله أمس الأول: "مَن الذي رحب بنتائج الصندوق؟ من سافر إلى الإمارات وأعلن رفضه للنتائج (أحمد شفيق)؟".

وكنت قد قلت إن كل القوى السياسية رحبت بنتائج الصندوق في انتخابات الرئاسة، لا حباً في الرئيس الفائز، بل كرهاً في منافسه الفريق أحمد شفيق، فلا ينتقص من إجابتي أن يسافر أحمد شفيق إلى الإمارات، وهو الوحيد الذي يملك الإجابة عن هذا السؤال.

كما لا ينتقص من إجابتي ما جاء في مقال كاتبنا أمس الأول من أن حمدين صباحي أعلن يوم 1/ 7/ 2012 أنه الأحق بالرئاسة، (وقد شارك، وعلى الملأ في ميدان التحرير، في الاحتفال بفوز الرئيس المعزول).

وأنا كذلك في حل من الإجابة عن سؤال كاتبنا "هل أتقدم بالتهنئة للقبض على المستشار الخضيري أم التعزية؟" لخروجه عن لب الموضوع الذي طرحه، في سؤاله: "من الذي رحب بنتائج الصندوق؟".

ولا أملك من إجابة عن هذا السؤال، إلا أن أستعيد قول الشاعر أديب اسحاق الدمشقي:

قتل امرئٍ في غابةٍ

جريمةٌ لا تُغتَفر

وقتل شعبٍ آمنٍ

مسأَلةٌ فيها نظر

 

وعلق كاتبنا الكبير على ما قلته في مقال الأحد الماضي من أن الرئيس هو الذي رفض الاحتكام إلى الصندوق بأن طرح كاتبنا سؤالاً: "أي الصندوقين أحق بالرفض، صندوق مفترض ونتيجته احتمالية أم صندوق حقيقي ونتيجته واقعية؟".

وهو بهذا السؤال يؤكد ما قلناه من أن الرئيس وجماعته رفضا الاحتكام إلى الصندوق في انتخابات رئاسية مبكرة، لأن نتيجة الصندوق- كما قال كاتبنا- احتمالية، فلماذا لا يتمسك بنتائج صندوق حقيقية، يعلم الرئيس وجماعته أنها تآكلت، مع تآكل شعبيه الرئيس المعزول.

وقد دلل كاتبنا على شعبيه الرئيس بأمرين: أولهما أن مرسي نال أعلى الأصوات بين 13 مرشحاً للرئاسة، ثانيهما أنه تفوق في الجولة الثانية على منافسه المدعوم بكل قوى مبارك والفساد، وما أقواها.

فلم يكن الأمران عقبتين تغلب عليهما مرسي بشعبيته، بل كان الأمران سببين لنجاحه في غياب أي شعبية له. لأن الثلاثة عشر مرشحاً كانوا سبباً رئيسياً لنجاحه حيث تشتت الأصوات بينهم، ولو وحدت القوى السياسية الأخرى صفوفها لمرشح واحد منافس له، لحصد هذا المرشح أكثر من 13 مليون صوت (باستبعاد أصوات عبدالمنعم أبوالفتوح باعتباره من التيار الإسلامي المنشق عن الجماعة)، بما يفوق الأصوات التي حصل عليها الرئيس المعزول، وهي 5.505.327 صوتاً بـ7.929.998 صوتاً.

كما أن الإعادة التي تمت بينه وبين مرشح قوى مبارك وقوى الفساد، هي التي ضمنت لمرسي النجاح، لأن ما حصل عليه من أصوات في جولة الإعادة زيادة على ما حصل عليه في الجولة الأولى، كانت من نصيب القوى السياسية الأخرى التي أعطتها له، لا حباً فيه بل كرهاً في منافسه المحسوب على قوى مبارك والفساد.

back to top