الصياد كيم هيون هو، لم يعد ينعم بالسلام عندما يأوي إلى فراشه ليلاً فمئات الضحايا في العبارة الكورية الجنوبية سيوول تأتيه مثل الشبح، صرخاتهم ترن في أذنه. وتنشط ذاكرته في تخزين ذكريات مسارعته لإنقاذهم بقاربه المتواضع على شواطئ كوريا قبل عشرة أيام.

Ad

يعتقد كيم أنه انتشل 25 شخصاً منهم من مياه البحر الأصفر التي كانت شبه متجمدة بحسب ما روى لـ نيك روبرتسون من CNN، السبت، ولكن الرجل القادم من جزيرة صغيرة يقطنها نحو 100 شخص لا يشعر بالفخر، وإنما بالعذاب " كانت جحيما، كان هناك كثير من الأشخاص ومراكب غير كافية، والناس في المياه يصرخون طلباً للنجدة، العبارة كانت تغرق بسرعة." حسب وصفه.

لقد شاهد الناس المحاصرين داخل العبارة وهم يغرقون معها على بعد أمتار منه، وبعدها سمع من التلفزيون كم شخصاً كان على متنها، وحتى الآن تم انتشال 187 جثة، وما يزال 115 آخرين مفقودين.

كيم، الأب لطفلين ناضجين يشعر بانكسار قلبه تجاه مئات الآباء الذين فقدوا أبنائهم الذين لم يتمكن من إنقاذهم، حاول أن يعود إلى الصيد، ولكنه أصبح رجلاً آخر كما يقول.

الغواصون الذين استخرجوا الجثث من العبارة اخذوا السبت استراحة قصيرة، من الرعب الذي شاهدوه في الظلام، وتم وقف عمل الغواصين لأربع ساعات، ويوم الجمعة عثروا على 48 جثة لفتيات، يرتدين سترات النجاة، محاصرات في غرفة هي أصغر من أن تستوعب مثل هذا العدد من البشر.

ويعتقد الغواصون أنهم سيواجهون المشهد ذاته مرة أخرى، فربما يكون هناك غرفة أخرى مثل تلك، حيث يعتقد أن نحو 50 فتاة حوصرن بها عندما غرقت العبارة، وعندما يغطس الغواصون مجدداً سيكون معهم خمسة من المنقذين في البحرية الأمريكية للمساعدة في البحث والقيام بدور مساند خارج منطقة البحث>

 وسيواجه الغواصون عملاً أصعب وأبطأ من السابق، وربما يكون هناك جثث أقل، ولكنهم وصلوا إلى الجثث في الأماكن التي كان الوصول إليها أسهل، بحسب ما قال الكوماندور كيم جين هوانغ، المسؤول عن عمليات الإنقاذ، وأضاف "أن البحرية لن تتوقف حتى العثور على آخر جثة" والآن سوف يغوصون إلى قمرة القيادة قرب القاع. ويكافح الغواصون للوصول إلى الجثث عبر خلع الأبواب المغلقة، وهم يتشبثون بأنابيت التنفس تحت ضغط المائل الهائل، لكي يبقوا على قيد الحياة وهم يبحثون عن الموتى.