عنوسة وفقر ونضال في المهرجان الدولي لسينما المرأة

نشر في 29-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 29-11-2013 | 00:01
No Image Caption
شهدت الدورة السادسة من مهرجان سينما المرأة (من 16 إلى 22 نوفمبر) حضوراً عربياً مميزاً لمخرجات عربيات أخرجن أفلاماً بمفردهن أو بالمشاركة مع مخرجين رجال. اتفقت هذه الأعمال في مستواها الجيد، وتنوعت في موضوعاتها معبرة عن الواقع الذي تعيشه المرأة العربية، وكانت الأفلام ضمن المجموعة التي شاركت في المهرجان، والتي بلغ عددها 35 فيلما من 25 دولة، وهو ما يؤكد على النشاط السينمائي للمرأة العربية.

يأتي في مقدمة الأعمال الفيلم المصري «الخروج إلى النهار» تأليف هالة لطفي وإخراجها، وهو يناقش في 96 دقيقة قضية تأخر سن الزواج من خلال فتاة تنتمي إلى أسرة فقيرة، وتسكن في أحد الأحياء الشعبية، تقوم برعاية والدها المقعد، وفي الوقت نفسه تفتقد إلى مشاعرها وأحلامها بعدما تخطت الثلاثين من عمرها، ولم تحقق إنجازا في حياتها العاطفية ولا الزوجية. الفيلم من بطولة كل دنيا ماهر، سما النجار، وأحمد لطفي.

فيما ظهرت التحولات التي طرأت على المجتمع التونسي بعد ثورة 14 يناير 2011 في فيلم «يا من عاش» لمخرجته هند بوجمعة، من خلال عرض كفاح امرأة من عائلة فقيرة لأجل تحسين وضعها الاجتماعي، وتوفير أبسط متطلبات الحياة الكريمة. ويكشف الفيلم في 71 دقيقة ما إذا كانت الثورة نجحت في تحقيق أهداف  المعدمين في التمتع بخيرات البلاد أم لا.

كذلك عُرض الفيلم اللبناني الوثائقي «74 استعادة النضال» إخراج الأخوين رانيا ورائد رافعي، مدته 95 دقيقة، وهو يوضح الأسباب التي أدت إلى قيام الحرب الأهلية في لبنان. تبدأ أحداثه عام 1974 حينما ظهرت توسعات للأحزاب اليسارية، ونشأت معها حركات طلابية ونقابية وعمالية ازداد نشاطها بعدما قررت إدارة الجامعة الأميركية في بيروت رفع رسوم التسجيل، ما دفع الطلاب إلى الاحتجاج والإضراب حتى داهمت قوات الأمن المباني واعتقلت نشطاء، وقامت الحرب الأهلية.

وكانت قضية الشيخوخة هي ركيزة الفيلم الوثائقي المغربي «السلاحف لا تموت بسبب الشيخوخة» والذي اعتمد فيه المخرجان هند بن شقرون وسامي مرمر على ثلاث شخصيات تحارب الشيخوخة بعدما بلغ كل منها الثمانين من العمر، ومع ذلك تحاول الاستمتاع بحياتها من خلال هواياتها المفضلة.

وكانت القضية الفلسطينية محورًا أساسيًا لأفلام عدة شاركت في المهرجان؛ من بينها «غزة تنادي» للمخرجة ناهد عوّاد، والذي تناولت فيه حالة الغربة التي يعيشها المواطن الفلسطيني داخل بلده بفعل الحاجز القائم بين غزة والضفة، وهو ما يعوق التواصل بين أفراد العائلة، ويجبر بعضهم على التسلل والتخفي ليصل إلى الموقع الآخر.

وناقشت الكاتبة والمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر في فيلمها «لما شفتك» في 96 دقيقة قضية اللاجئين والفدائيين الفلسطينيين الذين ذهبوا إلى الأردن في عام 1967، والعمل يؤكد أن الإنسان قادر على فعل المستحيل رغم العراقيل التي قد تواجهه.

وتناول فيلم «على أجسادهم» للمخرجة اللبنانية عرب لطفي مجزرة الطنطورة التي وقعت في مايو 1948، ولم يتم كشف النقاب عنها إلا بعد مرور نحو نصف قرن عليها، ويعرضها باعتبارها نموذجًا للمجازر التي قامت بها الحركة الصهيونية الاستعمارية العنصرية بغرض التطهير العرقي لفلسطين، وإقامة كيان فاشي كجزء من المشروع الإمبريالي في المنطقة.

كرّم المهرجان المخرجة نبيهة لطفي باعتبارها إحدى أهم مخرجات السينما الوثائقية، وعرض لها أفلاماً مثل «لعب عيال»، و»تحية كاريوكا».

back to top