العسعوسي لـ الجريدة•: المال السياسي يضخ في «الثالثة» و«الداخلية» متخاذلة

نشر في 20-06-2014 | 22:11
آخر تحديث 20-06-2014 | 22:11
مرشحون طارئون على العمل السياسي يحاولون تخريب العملية الديمقراطية
كشف مرشح الدائرة الثالثة في الانتخابات التكميلية بسام العسعوسي عن ضخ المال السياسي بقوة في هذه الدائرة من أجل شراء ضمائر المواطنين وذممهم، مشيرا الى ان هذه الاساليب تجري على مرأى ومسمع «الداخلية» التي تقف متخاذلة، متسائلا أين أسود ونمور الداخلية في مكافحة هذه الظاهرة الدخيلة على ديمقراطيتنا؟

وقال العسعوسي في حديث لـ«الجريدة» ان ضخ المال السياسي يتم من خلال شخصيات طارئة على العمل السياسي، وسبق ان اتهمت بشراء الأصوات خلال الانتخابات العامة، مطالبا وزير الداخلية بأن يكون له دور في وقف هذه الأساليب وتوجيه أجهزة الامن لضبط كل من تسول له نفسه تخريب العملية الديمقراطية على هذا الصعيد.

وشدد على ضرورة ان يبادر مجلس الامة، خلال المرحلة المقبلة، بإقرار قانون اشهار الأحزاب والجماعات السياسية، مؤكدا ان هذا القانون سيكون السبيل لتنمية البلاد وحل القضايا العالقة.

وحول صراع الأسرة أوضح العسعوسي ان هذا الصراع بات على المكشوف وأصبح يؤثر سلبا على المؤسستين التشريعية والتنفيذية، مطالبا سمو الأمير التدخل لإنهاء هذا الصراع.

وأوضح العسعوسي ان الحال وصل بالبعض إلى ضرب مؤسسة القضاء، وهذا ما نرفضه تماما، مشيرا الى ان قضاء الكويت شامخ وأصدر أحكاماً تخط بماء الذهب.

وانتقد العسعوسي أداء الحكومة مؤكدا ان البلد يحتاج رجال دولة يحدثون نقلة نوعية على صعيد التنمية وحل القضايا العالقة، لافتا الى أن رئيس مجلس الوزراء ورث تركة ثقيلة ناتجة عن حكومات سابقة مشبعة بالفساد والرشا وتفتقر الى التنمية، قائلا «ان لا جابر المبارك ولا غيره يستطيع حل هذه القضايا والتركة الثقيلة بمفرده انما يجب ان يعمل من خلال فريق عمل حكومي يضع النقاط على الحروف».

وفيما يلي التفاصيل:

• كيف تقرأ الساحة الانتخابية في ظل الانتخابات التكميلية والكم الكبير من المرشحين؟

ـ بداية أرى ان الانتخابات التكميلية لا تختلف عن الانتخابات العامة نظرا لأن عضو مجلس الامة سواء كان قد وصل إلى البرلمان عن طريق الانتخابات العامة او التكميلية فهو منوط به ممارسة عمله ودوره من خلال العمل التشريعي والرقابي، لكن في المقابل جرى العرف في الانتخابات التكميلية ان تكون نسبة مشاركة الناخبين أقل من العامة نظرا لخصوصية هذه الانتخابات، لكننا في الوقت نفسه نستلهم الناخبين من ابناء الشعب في الدوائر الثلاث التي تجرى فيها الانتخابات ان تكون مشاركتهم فعالة في هذا الحدث، وأؤكد من هذا المنبر ان عدم المشاركة من قبل الناخبين والانكفاء لا يبني وطنا، فالوطن يبنى من خلال المشاركة في هذه الانتخابات وايصال الرموز الوطنية التي تخدم الكويت ولا تخدم مصالحها الشخصية فحسب.

فهذه الانتخابات تتميز بوجود عدد من المرشحين الطارئين على العمل السياسي دخلوا الدائرة الثالثة، وهم من الغرباء ويحاولون بشتى الطرق ان يعيثوا في "الثالثة" فسادا خاصة بانتهاجهم أساليب ضخ المال السياسي والادوات التخريبية للعملية الديمقراطية، فضلا عن اصحاب الاجندات الخاصة الدخيلة على العملية الديمقراطية في البلاد فهذه الفئة من المرشحين يعيشون واهمين بان يشتروا ضمائر ناخبي الثالثة وذممهم من خلال المال السياسي او الاساليب الدخيلة على مجتمعنا وهذا الامر لن يتسنى لهم، فأبناء هذه الدائرة يعون جيدا لمثل هذه الاساليب، واعتقد ان الناخبين سيردن على هؤلاء من خلال صناديق الاقتراع ويوصلون رسالة بأن الدائرة الثالثة ليست للبيع ولا مكان لاي عنصر طارئ يحاول استغلال المواطنين وشرائهم للوصول الى مجلس الامة فهذه الدائرة بمختلف مناطقها اخرجت سامي المنيس وفيصل الصانع وأحمد الربعي وصالح الفضالة وغيرهم من الرموز الوطنية لذلك لا يمكن ان تكون هذه الدائرة عرضة للبيع والشراء من مرشحي الدائرة الثالثة ونعيش في قمة التخاذل، وكأنها نائمة ولا تعلم بمجريات الأمور فأين صقور ونمور واسود وزير الداخلية؟ لماذا لا يطلقهم كي يقوموا بدورهم بمكافحة المال السياسي وشراء الذمم في الدائرة الثالثة خاصة ان هناك من سبق اتهامه وتدور عليه الشبهات وارتكب جريمة في الانتخابات العامة لذلك نناشد وزير الداخلية وهو ابن الدائرة ان يتعامل بحزم مع هذه الظاهرة في تلك الدائرة التي يوجد بها ايضا سمو ولي العهد لذلك اكراما له من المفترض ان تطبق وزارة الداخلية القانون على هذا الصعيد كي ترجع الثقة والهيبة لبلدنا الكويت بأنها دولة قانون ومؤسسات وقضاء عادل.

إثراء المجلس

• كيف ستلعب الانتخابات التكميلية دورا في إثراء عمل مجلس الامة الحالي؟

ـ كي يعود لمجلس الامة دوره المنشود الذي يطمح إليه ابناء الكويت اناشد المواطنين ايصال النواب الوطنيين الشرفاء الذين لم يتخذوا من العمل النيابي سبيلا او جسرا للصعود من اجل مصالح شخصية او اجندات خاصة وجل هدفهم الكويت واهلها. مجلس الامة مهم جدا وهو يلعب دورا محوريا ولكنه بحاجة الى عدد من العناصر الوطنية لتعزيز دوره الرقابي والتشريعي على هذا الصعيد.

• كيف تقيم مجلس الامة الحالي خاصة بعد الاحداث السياسية التي شهدها اثر شطب الاستجواب الاخير المقدم لرئيس الوزراء؟

ـ ما حدث في استجواب رئيس الوزراء هو رفع الاستجواب باسلوب قانوني ودستوري وديمقراطي، وأنا أرى ان اللائحة الداخلية لمجلس الامة تفتقد الى وجود حل ناجح لهذه القضية، وبالنسبة لوجهة نظري انا ضد رفع الاستجواب، ونحتاج الى تعديل لائحي لمعالجة هذا الخلل، لكن في النهاية مجلس الامة هو من صوت على رفع الاستجواب وفقا للادوات الدستورية ولا تثريب على المجلس في هذه القضية، وهو من تصدى لمعالجة هذه القضية من خلال طريقة دستورية.

الإصلاح السياسي

• ما هو المطلوب من مجلس الامة في ظل عدم الاستقرار السياسي والتوتر الحاصل في الآونة الأخيرة؟

ـ للمجلس دور مهم في احداث الاستقرار السياسي في البلاد، كما ان الحكومة عليها مسؤولية كبرى، فالعملية مشتركة وارى ان مجلس الامة يقوم بدوره كما يجب خاصة من جهة اللجان البرلمانية وبالتحديد اللجنة الاسكانية التي تعمل عملا رائعا جدا بالتعاون مع الحكومة في سبيل حل القضية الاسكانية ليس كذلك فحسب بل مجلس الامة سطر اروع الانجازات بأحقية المواطنين اللجوء للمحكمة الدستورية، فهذا القانون كان مطلبا شعبيا وكل القوى الوطنية كانت تنادي بهذا القانون منذ 40 سنة وجاء المجلس ليحقق هذا الانجاز الكبير فضلا عن تعديلات قانون الـ B.O.T من خلال اللجنة المالية لذلك مطلوب من المجلس السعي الحثيث الى تحقيق امال وطموحات المواطنين بما يكفل حل قضاياهم كان الحكومة عليها ان تمارس دورها التنفيذي كما يجب خاصة انها من تهيمن وتسيطر على مقدرات الشعب، فهي مطالبة بتقديم المبادرة والحلول الكفيلة بعلاج كافة القضايا التي يعانيها المواطنون.

• كيف تقيم اولويات مجلس الامة خاصة بعد الاستبيان الخاص بالاولويات الذي اظهر القضية الاسكانية كأولوية الاولويات؟ وهل ترى ان مجلس الامة قادر على تنفيذ هذه الاولويات؟

- المجلس قادر على معالجة القضايا العالقة خاصة فيما يتعلق بالقضية الاسكانية حيث ان هذا المجلس بالتعاون مع الحكومة وضع خريطة طريق من خلال اللجنة الاسكانية والهيئة العامة للرعاية السكنية بتوزيع 12 الف وحدة سكنية سنويا ما سيكون له الاثر الايجابي في تقليص قوائم الانتظار، ومن المتوقع ان يقطع مجلس الامة شوطا كبيرا في حل القضية الاسكانية من خلال توزيع هذا الحكم الكبير من الوحدات السكنية والجدولة الزمينة لطلبات الانتظار حيث اتوقع ان المجلس سيحل القضية الاسكانية بنسبة 70 في المئة خاصة بعد المؤتمر الاسكاني الذي عقدته اللجنة الاسكانية مؤخرا والذي القى بظلاله ايجابيا على القضية الاسكانية، فهذه المشكلة تتعلق بجيل كامل ولابد من توفير السكن الملائم للمواطنين.

رجال دولة

• كيف تصف دور رئيس الحكومة في ادارة البلد؟ وكيف تقيم عمل الحكومة خلال الفترة الحالية؟

- سمو الشيخ جابر المبارك هو قائد الفريق الحكومي ولا يمكن ان يعمل لوحده منفردا انما يجب ان يكون عمل الفريق الحكومي متكاملا، واعتقد ان اختيار العناصر الجيدة ذات الكفاءة من الوزراء قضية مهمة جدا وحساسة من اجل انجاح عمل وخطط الفريق الحكومي، لذلك ارى ان هناك اخفاقا في اختيار بعض الوزراء الذين لم يؤدوا الدور المأمول منهم، ومن ثم نطالب بوجود وزراء وطنيين من ذوي الخبرات والكفاءة الذين يعملون من اجل تطوير البلد ومعالجة القضايا واحداث التنمية المستدامة، فللاسف بعض الوزراء لم يأتوا بجديد، ولم يطوروا العمل الحكومي، وهم بالاساس لا يملكون ما يقدمونه لان تاريحهم السياسي وامكاناتهم لم تكن على مستوى الطموح، ومن هذا المنطلق اطالب بآلية جديدة لاختيار الوزراء تخرج لنا رجال دولة يساهمون في اثراء العمل السياسي.

صراع الأسرة

• سابقا كنا نسمع عن صراع الاسرة في الخفاء لكن هذه الايام بات الصراع على المكشوف، كيف سيؤثر هذا الصراع على المستقبل السياسي في البلاد؟

- بداية، صراع الاسرة ليس بجديد انما هو صراع قديم وسبق ان مرت على الكويت احداث جسام للغاية، وكانت حكمة سمو الامير سيدة الموقف على هذا الصعيد فضلا عن وعي الشعب الكويتي، وأعتقد ان الكويت دولة المؤسسات والايمان المطلق بدولة المؤسسات يتمثل بالحلم، وبالنسبة لصراع الاسرة فاعتقد انه لا يزال موجودا وابناء الاسرة لهم صراعاتهم لكن نحن في دولة المؤسسات نملك الادوات والقنوات الدستورية لذلك، ونحن نناشد سمو امير البلاد التدخل بصفة شخصية لحسم هذا الصراع خاصة بعد اصبحت الاساءة للقضاء شيئا متكررا وغير معقول ان يحدث ذلك بملاذنا الامن.

لذلك يجب ابعاد هذا الصراع عن الجسم القضائي، فالخلافات السياسية تتسع وتضيق لكن اقحام القضاء في هذه القضية امر مرفوض تماما، وأعتقد ان هناك اساليب جديدة للإساءة للقضاء اتضح انها ليست ادوات فقط انما رموز استخدموا في تأجيج صراع الاسرة، واذكر ان ما ذهب اليه الشيخ احمد الفهد الى النيابة هو المطلوب وكان يجب عليه ان يسلك هذا الطريق منذ فترة طويلة بدلا من استعراض البطولة والقوة امام الشارع، فهي محاولة من الفهد كما اتوقع لايصال رسالة لأبناء النظام اني موجود وانا مازلت قويا فهذا الامر لا يمكن ان يحدث في دولة المؤسسات والدستور، ونحن نثق بجهازنا القضائي لحل مثل تلك القضايا ونفخر بهذا القضاء الذي يعتبر الملاذ الآمن للشعوب فهو قضاء خطت احكامه بماء الذهب ولا يمكن ان نقبل المساس بهذا الصرح.

المشاركة

• هموم الدائرة الثالثة كثيرة فكيف ترى المنافسة فيها؟

- بداية أتوقع ان نسبة مشاركة المواطنين بهذه الانتخابات ستكون ضئيلة جدا والمنافسة حق لكل مرشح ومن يملك القاعدة الجيدة سيكون له نصيب بالمنافسة على مقعدي الدائرة ومن هذا المنطلق ان ادعو الناخبين الى المشاركة الايجابية في هذه الانتخابات لانه ليس امامنا الا المشاركة فنحن محكومون بالأمل، كما هو شعار حملتي الانتخابية من خلال الدستور والقانون والديمقراطية فنحن لا نملك اي بديل سوى الامل، واتوقع ان تكون المنافسة بين خمسة اشخاص.

• ما الذي ستضيفه الى المجلس في حال فوزك بعضوية البرلمان؟

- الاصلاح بشكل عام وخاصة السياسي منه لا يرتبط بأشخاص فهو نهج قويم وانا من هذا المنطلق اتطلع لان تكون الاضافة الاولى في حال وصولي الى مجلس الامة هي اعادة الدور الرائد لمجلس الامة الحالي واعتقد ان الابتعاد

والانكفاء وعدم المشاركة لا تبني وطنا ابدا فأنا اطمح الى التعاون الكبير مع نواب مجلس الامة خاصة امثال فيصل الشايع وراكان النصف ورئيس مجلس الامة الذين بإمكانهم لعب ادوار وطنية متميزة، ودائما من يقود عملية الاصلاح هي الفئة القليلة المبادرة وليس الاغلبية ونتذكر في عام 71 عندما استطاع اربعة نواب وهم احمد الخطيب وسامي المنيس وعبدالله النيباري واحمد النفيسي ان يحققوا التنمية التي نعيشها حاليا.

قانون الأحزاب

• ما القضايا او القوانين التي ستتبناها في حال وصولك لمجلس الامة؟

- اتطلع الى تحقيق الاصلاح السياسي في البلاد فهذه قضية محورية ومهمة جدا ولابد ان يجعلها مجلس الامة اولوية ومن هذا المنطلق ارى ان اقرار قانون الاحزاب والجماعات السياسية امر مهم للغاية ومطلب شعبي فالعمل الفردي السياسي اصبح سبيلا للمصالح والمكاسب الشخصية لذلك نحن نحتاج الى تنظيم العمل السياسي في سبيل احداث الاستقرار على هذا الصعيد فالاحزاب السياسية المدخل لاي عملية اصلاح مقبل.

جابر المبارك ورث تركة ثقيلة

قال العسعوسي ان جابر المبارك شخصية وجدت في مرحلة سياسية مهمة في تاريخ الكويت فهو ورث تركة سياسية ثقيلة وفسادا وخرابا عمره أكثر من 30 عاما فلا يستطيع جابر المبارك ولا غيره خلال سنوات معدودة ان يعالج السرطان الحاصل في البلاد من واسطة ورشا وفساد عارم في ظل وضع سياسي متأزم.

وأضاف: "نأمل من خلال اختياره الحسن للوزراء ورجال الدولة ان يعيد ثقة المواطن بالحكومة، ولو ننظر الى مشاريع الكويت فهي اكثر من دبي لكن المواطن لا يعلمها نظرا لان الحكومة فاشلة في تسويق المشاريع ومطلوب شركة لتسويق المشاريع الحكومية لإعادة ثقة المواطن بها فهي كمقاول جيدة، لكن اعلاميا سيئة جدا كما يجب على الحكومة ان تتجه الى الاستثمار بالعنصر البشري الذي يقود عملية التنمية والاصلاح".

رئاسة واعدة وشابة

ذكر العسعوسي انه من الصعب الحكم على تجربة الرئيس مرزوق الغانم خلال هذه الفترة القصيرة، قائلا نحن امام رئاسة واعدة وشابة بعكس السابق ويجب ان يعطى فرصة كاملة على هذا الصعيد، وأعتقد ان المطلوب من الرئيس الغانم الكثير، وهو رئيس نشيط يلعب دورا جيدا مع فريقه ويؤدي ادورا سياسية مهمة وقادر على تطوير المؤسسة التشريعية.

الصوت للرموز الوطنية

- اعتذر العسعوسي لمن لم يسعفه الوقت لزيارته والالتقاء به وشكر كل ناخبي الدائرة الثالثة واسرهم لما لقيه من حفاوة كبيرة وناشد الناخبين المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات وعدم العزوف عن الادلاء بالصوت لمن يستحق من الرموز الوطنية.

وأضاف: "ان الانكفاء وعدم المشاركة سيساهمان في ايصال عناصر سيئة لمجلس الامة سنندم كثيرا عليها واؤكد ان الناخب في الثالثة واع وذكي فالدائرة الثالثة تمثل النسيج الكويتي وترسم صورة جميلة عن الكويت المصغرة بحضارتها وباديتها وشيعتها وسنتها وهذه الدائرة أخرجت نوابا شرفاء وهامات وطنية". قائلا ان الدور المقبل على الناخبين في ان يقولوا كلمتهم من خلال صناديق الاقتراع فالكويت بحاجة لكل مواطن شريف يخدمها بعيدا عن المصالح الشخصية".

back to top