وثيقة لها تاريخ: العم سعدون بوقماز -رحمه الله- رمز للطيبة والتواصل والمحبة الكويتية
تُوفي قبل عدة أسابيع العم سعدون راشد سالم بوقماز -رحمه الله- تعالى الذي يعرفه الكثيرون من أهل الكويت معرفة جيدة مليئة بالاحترام والمحبة والإعجاب. كان العم سعدون من الرجال المتواصلين مع جميع الناس الذين يعرفهم، وكان متديناً يرتاد المساجد، ولم يتوقف عن ذلك حتى في أواخر حياته، رغم أنه أصبح قعيداً على كرسي متحرك بعد أن قُطعت رجلاه بسبب المرض. ولد المرحوم بوفيصل في عام 1925، حسب ما تم إبلاغي به في فريج الصيهد في الحي القبلي عند أخواله، لكنه نشأ وترعرع في بيت جده التاجر والطواش الكبير سالم بن علي بوقماز في الحي الشرقي بمدينة الكويت القديمة. ويقع بيت جده على ساحل البحر بين فريج بن خميس من الناحية الغربية، وفريج شملان من الناحية الشرقية، وبجوار عمارة الفرحان (اشتراها حجي أحمد الأستاذ المشهور)، وعمارة يوسف بن حجي وعمارة عبداللطيف الصقر من الغرب، وبيت خالد الشملان وديوان الشملان من الشرق. درس العم سعدون في مدرسة الملا عثمان عبداللطيف العثمان في سكة بن دعيج في البداية، ثم درس على يد الملا يوسف حمادة في مدرسة السعادة التي أسسها وتحمل تكاليفها التاجر شملان بن علي بن سيف. درس أيضاً في المدرسة الأحمدية فترة قصيرة ثم المدرسة الشرقية. أما حياته المهنية فقد كانت بدايتها مع جده سالم، حيث عمل محاسباً لحسابات الغوص. وكان جده سالم بن علي بوقماز من أكبر تجار الكويت، ومما يدل على ذلك دفعه لقلاطة (رسوم مالية) قدرها 12517 روبية عن 42 محملاً في عام 1330هـ الموافق عام 1912م، حسب ما ورد في سجلات الشيخ مبارك التي كتبها المرحوم جاسم بودي. كما كان سالم بن علي أحد رجال الكويت القليلين الذين وقعوا على وثيقة الإصلاح التي تمخض عنها إنشاء مجلس الشورى في عام 1921. إضافة الى كل ذلك كان سالم بن علي بوقماز أحد أركان الدعم المالي للشيخ مبارك الصباح، وكان يحظى باحترام وتقدير الشيخ مبارك وكبار الشيوخ حينئذ. وقد تعرض سالم بن علي لخسائر كبيرة بسبب كساد سوق اللؤلؤ الطبيعي بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي. نعود إلى المرحوم سعدون بوقماز فنقول إنه عمل بعد ذلك محاسباً في شركة نفط الكويت من عام 1947 إلى عام 1952، وكان يذهب إلى الأحمدي بسيارة أجرة أو شاحنة نقل (لوري)، ويمكث في الأحمدي خمسة أيام ثم يعود إلى الكويت لقضاء ليلتين في منزل أسرته. وفي عام 1952 عمل في مراقبة المالية بدائرة الكهرباء والماء، التي كان مديرها آنذاك المرحوم مساعد يعقوب البدر. وتقاعد عن العمل في عام 1974. عاش -رحمه الله- في منطقة العديلية منذ الستينيات، وكان محبوباً من الجميع، يشارك في كل المناسبات التي يدعى إليها، ويحرص على متابعة الأحداث والتعليق عليها، وكان مرجعاً لي في المعلومات التاريخية، خصوصاً ما يتعلق بالحي الشرقي. له من الذرية ولد واحد هو فيصل وعدد من البنات. وقد أخبرني -رحمه الله- أن جده سالم بن علي كان يسكن في فريج سعود بالحي القبلي بجوار بيت الياقوت وبيت اللوغاني، ثم اشترى منزل المرحوم صقر الغانم في الحي الشرقي لحاجته أن يكون قرب البحر لرعاية مصالحه ومتابعة سفنه، وكان ذلك في عام 1900م. رحمك الله أبا فصيل وغفر ذنبك وأسكنك فسيح جناته.
ملاحظة: رداً على ما نشرته في الأسبوع الماضي حول فريج برزان، أبلغني السيد صالح غانم مال الله أن لأسرته منزلاً في هذا الفريج بعد انتقالها من فريج غنيم، وكان بجوارها بيت بوغيث، وبيت بوراشد، وبيت خضر الشطي، وبيت الشاهين، وبيت عمر الملا.