مشاهد التدخين والإدمان تسيطر على دراما رمضان

نشر في 15-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 15-07-2014 | 00:01
وزارة التضامن الاجتماعي المصرية تعترض

رفعت وزارة التضامن الاجتماعي في مصر الصوت عالياً، بعدما لاحظت، من خلال دراسة أجرتها على الدراما الرمضانية، أن التدخين والإدمان يسيطران على معظم المسلسلات، ما يؤثر بالطبع على الأجيال الجديدة وعلى واقع المجتمع، ويطرح علامة استفهام حول سبب انتشار هذه الظاهرة في الدراما الرمضانية.
بينت وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر د. غادة والي أنه بتحليل المواد الدرامية تبيّن أن مشاهد الإدمان والتدخين في المسلسلات الرمضانية وصلت إلى 102 ساعة أي ما يعادل 80% من الأعمال الدرامية، وأن 70% من الأبطال يدخنون ويتعاطون المخدرات رغم أن نسبة الإدمان في الواقع لا تتجاوز 24%، ما يضاعف من حجم الظاهرة، نظراً إلى أهمية الفن وتأثيره في تربية أجيال واعية وتقديم قدوة بدل تصدير نماذج سيئة.

تضيف أن ظاهرة الإدمان تمثل قضية مهمة لمختلف فئات المجتمع، سواء في الريف أو المدن، وأخطر ما فيها تدني سن الإدمان بين الأطفال إلى 10 سنوات، مشيرة إلى أن الوزارة دعمت إنتاج سبعة أفلام قصيرة للتوعية من مخاطر الإدمان تعرض على القنوات الفضائية.

أبرز المسلسلات التي تعرض مشاهد التدخين أو الإدمان: {ابن حلال} بطولة محمد رمضان وهالة فاخر. {سجن النسا} تأليف فتحية العسال، سيناريو وحوار مريم نعوم، إخراج كاملة أبو ذكري، بطولة نيللي كريم. {دكتور أمراض نسا} بطولة مصطفى شعبان وغيرها من مسلسلات...

انعكاس للواقع

 

يقول مصطفى شعبان إن الدراما التلفزيونية تعكس الواقع الذي يؤكد انتشار التدخين والممنوعات لدى فئات المجتمع، سواء الطبقات الفقيرة أو الغنية أو حتى المثقفين، لذلك من المنطقي، برأيه، أن ينعكس ذلك على الشاشة، فالفن لا ينفصل عن المجتمع، مشيراً إلى أن أفلام الثمانينيات تمحورت في معظمها حول الممنوعات التي  كانت منتشرة في تلك الفترة.

 بدوره يؤكد محمد رمضان أن ثمة ظلماً يقع على الفن بتحميله الظواهر السلبية في المجتمع، مثل التدخين والإدمان والتحرش وغيرها، في حين أن الشارع المصري يعاني  تلك الظواهر، لأسباب لا علاقة لها بالفن، ويضيف أن تسليط الإبداع الضوء على هذه الظواهر السلبية أمر إيجابي، لأنه يساعد على حلّ هذه المشاكل بدلا من وضع رؤوسنا في الرمال.

في تصريح سابق لقداسة البابا تواضرس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أكد أن الفن لا بد من أن يسلط الضوء على الظواهر الإيجابية في المجتمع حتى يقدم قدوة للأطفال والشباب، موضحاً أن جهات ومؤسسات الدولة يجب أن تتكاتف لمواجهة ظاهرة التدخين والإدمان. وأشار إلى أهمية إنتاج أفلام قصيرة توعي الأطفال وتوضح لهم مخاطر الإدمان وآثاره السيئة على الطفل .

دور سلبي

يرى الدكتور محمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية في طب عين شمس ووزير الصحة الأسبق، أن إدراج التدخين ضمن المسلسلات إحدى الوسائل غير المباشرة في الإعلان عنه، لأنها تربطه بمشاهد اتخاذ قرار، أي أن المواقف لا تحلّ إلا بالتدخين.

أما الدكتور وائل صفوت، استشاري الباطنة العامة وعلاج التدخين ومسؤول الجمعية الدولية لعلاج إدمان التبغ، فيرى أن الدراما، لا سيما في رمضان، أحد أهم أسباب انتشار التدخين والممنوعات بين الشباب، مثلما أشارت أبحاث دولية ومصرية، ذلك أن للمشاهد التلفزيونية والدراما والأفلام دوراً في انتشار هذه الظاهرة.

يشير إلى أن دراسات دولية ومحلية أجرتها هيئات في مصر، حول الدراما التي عرضت في رمضان خلال أعوام 2011 و2012 و2013، منها صندوق مكافحة الإدمان، أكدت أنها أسهمت في الترويج غير المباشر للتدخين بأنواعه، خصوصاً  في رمضان، بوصفه الموسم الأبرز والأكثر كثافة، لما لذلك من دور قوي ومؤثر على الشباب، الذين يعتبرون أبطال هذه الأعمال قدوة لهم ومن ثم يقلدونهم بشكل غير واعٍ.

من جهته يرى الناقد يعقوب وهبي، أن للدراما تأثيراً على انتشار ظواهر سلبية بين الشباب من بينها التدخين والإدمان، ذلك أن الأحداث تدور في هذه الأجواء وتتعامل معها، كأنها أمر عادي وليست جرائم، خلافاً لما كان يحدث في الماضي، ما يمثل خطورة على الأطفال والشباب الذين يقلدون نجومهم المفضلين، خصوصاً  في رمضان، كونه يستحوذ على نسبة عالية من المشاهدة، ما يجعل تأثير الدراما قوياً في هذا الشهر، مع أنه في الأساس شهر للروحانيات والأعمال الجادة، وليس لأعمال الراقصات والممنوعات التي انتشرت في السنوات الأخيرة.

back to top