ارتاح رشدي أباظة للعمل مع عز الدين ذو الفقار، ما جعله يوقع على تعاقد الفيلم الجديد «إني راحلة» مع منتجته وبطلته مديحة يسري، غير أن ذلك أثار غضب زوجته بربارا، التي بدأت تتدخل في عمله بشكل كبير:

Ad

- أنا مش فاهم إيه سر إصرارك على أني أرفض الفيلم دا؟

* دي رغبتي... أنا شايفه كدا.

- أيوا يا حبيبتي... بس قبل ما تتسرعي في الحكم. في حاجة لازم تعرفيها كويس. أنا عمري ما خلطت بين شغلي وحياتي الخاصة.

* مش فاهمة!

- لكن أنا فاهم... وما ينفعش أقبل فيلم علشان أغازل فنانة أو أعمل معاها علاقة... وبعدين عايز أقولك إن مديحة يسري صحيح فنانة جميلة. وست رقيقة جدا وأي راجل يتمناها. بس مش من نوع الستات اللي أنا بحبه.

* أنت بتتكلم في حاجة بعيدة خالص عن تفكيري. أنا مافكرتش في الموضوع دا.

- أمال ليه عايزاني أعتذر عن الفيلم؟

* علشان أنا شايفة إن الدور مش مناسب بالنسبة لك. أنت دلوقت في مرحلة مختلفة عن الأول.

- أنت شايفة؟! وأنت تشوفي ليه يا حبيبتي. أيه علاقتك بالموضوع؟

* تقصد أيه؟ يعني أنا ماليش أهمية في حياتك؟

- أهميتك في حياتي أنك مراتي اللي بحبها. لكن شغلي دا حاجة تخصني أنا وبس... وإذا كنت باخد رأيك في أي فيلم يتعرض عليّ. فدا لأني بحب آخد رأي كل اللي حواليه. لكن في النهاية القرار بتاعي أنا.

كان رد رشدي على بربارا حازماً وحاسماً لهذا الخلاف، فلم يرد أن يصنع «ديكتاتورة» أخرى في حياته، فيكفي ما يعانيه من تحكمات والدته وتدخلاتها في القرارات الخاصة بأموره الشخصية والعملية.    

قدم رشدي فيلم «إني راحلة» من تأليف يوسف السباعي، أمام مديحة يسري وعماد حمدي، وشاركهم سراج منير وزينات صدقي وزينب صدقي وصلاح نظمي، وسلفانا، ولولا عبده.

أسند عز الدين ذو الفقار إلى رشدي دور «الزوج» ابن رئيس الوزراء الذي يتزوج من «عايدة» (مديحة يسري)، في الوقت الذي ترتبط هي عاطفياً بابن خالتها الضابط الفقير «أحمد» (عماد حمدي)، ويبادلها هو الشعور نفسه، فيما يرفض والدها {سراج منير} تزويجها إياه، بل يهددها بتدمير مستقبله، ويرغمها على الزواج من ابن رئيس الوزراء حتى يستطيع الاستفادة من نفوذ والده. لكنه يخونها، فتقرر الهرب مع أحمد. إلا أن الأخير يموت فجأة، فتقرر عايدة الانتحار.

رغم أن رشدي بدأ تصوير "إني راحلة” بعد فيلم "أيامنا الحلوة”، فإن الأخير تأخر تصويره بسبب بطلي الفيلم عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة، ليس لضعفهما كممثلين، لكن لتشككهما في كل مشهد يصورانه، حتى لو كان المخرج مقتنعاً به، كان كل منهما يطلب إعادة مشهده حتى يقتنع به.

راح رشدي يتردد على صديقه أحمد رمزي في موقع تصوير "أيامنا الحلوة”، ليبدأ التعرف إلى الصديقين الآخرين عبد الحليم حافظ وعمر الشريف، فزاد رشدي اقتراباً من عبد الحليم حافظ، لينضم إليهم صديق رابع هو الممثل جمال فارس، نجل الفنان الكبير عباس فارس.

التقى فارس برشدي أباظة في كواليس "ذو الوجهين”، الفيلم الثالث لرشدي أباظة، وسرعان ما صارا صديقين مقربين، خصوصاً أن جمال كان يسعى إلى خوض تجربة التمثيل، غير أن والده أراد أن يقدمه في أدوار البطولة مباشرة، فساعده في الحصول عليها في أفلام: "وهيبة ملكة الغجر، الشرف غالي، ليلة غرام، السماء لا تنام، أرض الأبطال، فجر”. غير أن جمال لم يثبت نجاحه كفتى أول على شاشة السينما رغم مساندة والده له، وهو ما شعر به منذ أن قدم آخر أفلامه "فجر” عام 1955، لم يطلبه بعده أحد من المخرجين أو المنتجين.

لكن رغم ابتعاد جمال عن شاشة السينما، فإنه لم ينقطع عن أصدقائه من السينمائيين والفنانين، على رأسهم رشدي أباظة، حيث ظل ملازماً له، سواء في الأستوديوهات أو صالة البلياردو أو الملاهي الليلية، فضلا عن وجوده الدائم في بيته، مع بقية شلة الأصدقاء المقربين، أحمد رمزي، وصلاح نظمي، غير أن جمال كان الأكثر قربا منه، لدرجة أنه لم يكن ينام قبل أن يطمئن على رشدي، ويحرص على معرفة تفاصيل تحركاته، وخط سيره اليومي، في مصر، أو حتى خارجها:

* صحيح أنت هاتسافر علشان الفيلم الإيطالي أمتى؟

- يوم الخميس... علشان التصوير هايبدأ السبت.

* هاتقعد كتير.

- عشرة أيام... ستة في إيطاليا وأربعة في فرنسا.

* بربارا هاتسافر معاك ولا هاتستنى هنا.

- أنت مجنون. في حد يسافر أوروبا وياخد مراته معاه؟!

* هاهاها... عندك حق.

في الرابع عشر من يونيو 1955، سافر رشدي أباظة إلى إيطاليا للمشاركة بدور صغير في «مربع الشيطان» إخراج برنارد بوردوري، وهو فيلم إيطالي فرنسي مشترك، غير أنه ما إن انتهى من تصوير مشاهده في فرنسا، حتى التقى مصادفة المخرج العالمي سيسيل دي ميل، الذي تعرف إلى رشدي من دون أن يحاول أن يذكره بنفسه، وكانت المفاجأة أنه أخبره بأنه سيزور مصر خلال فترة قريبة ليصور فيها فيلمه الجديد «الوصايا العشر» وأنه يضع رشدي في الحسبان منذ أن شاهده في مصر، أثناء تصوير فيلم «وادي الملوك» وقرر أن يشركه معه في «الوصايا العشر».   

لم يصدق رشدي نفسه، شعر للمرة الأولى بأنه ممثل له قيمته، وأن ثمة مخرجاً عالمياً يطلبه للعمل معه في فيلم بهذا الإنتاج الضخم، ما جعله يعود إلى القاهرة بروح وفكر جديدين، ليقرر أن يكون وجوده في السينما المصرية مختلفاً خلال الفترة المقبلة.

بمجرد عودة رشدي من إيطاليا طلبه المخرج حسن الصيفي ليشارك في بطولة فيلم «عرائس في المزاد» قصة وسيناريو أبو السعود الإبياري وحواره، مع شكري سرحان، كريمان، ماري منيب، السيد بدير، محمود شكوكو، عايدة هلال، زينات صدقي، عدلي كاسب، وإستيفان روستي.

تردد رشدي في قبول الفيلم، خصوصاً أنه لم يختلف كثيراً عن أدوار مشابهة كان  سبق وقدمها، لكن شكري سرحان، بطل الفيلم، أقنعه بأن العمل يتضمن رسالة مهمة، وأنه لا يجب أن يقيس مساحة دوره وشكله، بمعزل عن بقية أحداث الفيلم الذي يقدم قضية مهمة، حول أب يريد أن يزوج بناته الثلاث من رجال أثرياء، حتى يضمن لهن حياة سعيدة ومستقبلاً مضموناً، إلا أن الفكرة لا تلقى قبولا منهن، فيقررن السير في الطريق الذي اخترنه لأنفسهن، لتلقى كل منهن مصيرها. تحسن الفتاة الثالثة الاختيار، وتتزوج من المهندس الذي تعمل لديه سكرتيرة، غير أن والدها يرفض الزواج بسبب ارتباطه مع تاجر ثري يريد أن يزوجه ابنته طمعاً في أمواله، وفي ليلة زفافها على التاجر، تقرر أن تهرب وتتزوج من المهندس الذي أحبته. وبعد عقد القران، يرفع والدها دعوى قضائية لتطليقها منه، لكن يصدر قرار المحكمة باستمرار زواجهما.

لم يشارك رشدي في المشهد الأخير من الفيلم، غير أنه وقف للمشاركة في الاحتفال بانتهاء التصوير، في ديكور المحكمة، ووقف يشاهد تصوير المشهد الذي يؤديه كل من شكري سرحان وكريمان، ووجد نفسه يندمج معهما، لتلمع دمعة ظلت حائرة في عينيه حتى انتهى تصوير المشهد، وصفق الجميع مهنئأ، واقتربت كريمان لترى الدمعة في عيني رشدي:

* إيه دا يا رشدي؟ أنت اندمجت أوي كدا... أمال لو كنت أنت اللي في المشهد كنت عملت أيه؟

- كان باظ.

* هاهاها... مافيش فايدة فيك. تقلب أي جد لهزار.

- وهو فيه أحسن من الهزار.

* طب قوللي بقى. الرومانسية اللي في عنيك دي... جد ولا هزار؟

- لا... كله إلا كدا. أنا ممكن أهزر في أي حاجة... إلا الرومانسية.

* آي ياي... يظهر أنك شقي أوي زي ما بيقولوا عليك.

همَّ رشدي أن يرد على كريمان ليتابع حديثهما حول الرومانسية، بعدما وجده مناسباً ليكون مدخلاً لعلاقة جديدة، غير أنه فجأة وجد زوجته بربارا تقف بينهما، لم يعرف متى ومن أين جاءت، فارتبك كطفل يقف أمام والدته يحاول أن يخفي خطأه، ولم يستطع أن يفعل شيئاً سوى أن يقدم كلا منهما إلى الأخرى. غير أن بربارا استقبلت سلام كريمان ببرود ملحوظ، ما سبب حرجاً كبيراً لرشدي، ولم يستطع أن ينتظر عودتهما إلى البيت، فما إن ركبا السيارة حتى انفجر في بربارا، بادئاً بالهجوم قبل أن تحاسبه على الموقف الرومانسي الذي رأته فيه:

- تقدري تقوليلي إيه الطريقة اللي عاملتي بيها كريمان دي؟

* كمان أنت اللي بتتكلم وزعلان؟

- طبعا... لأنه ما يصحش تعملي اللي عملتيه دا!

* كنت عايزني أقابلها إزاي؟ وأنتوا واقفين مش شايفين كل اللي حواليكم في الأستوديو وسيادتك بتغازل فيها.

- أحنا كنا واقفين وحوالينا خمسين واحد في الأستوديو... مش قاعدين في غروبي.

* عموما أهو الفيلم خلص... وماظنش في سبب يخليك تشوفها تاني.

- أنا ما تعودتش أخد أوامر. أنا حر أعمل اللي أعمله.

كان هذا الموقف بمثابة جرس إنذار لكل منهما، فقد شعرت بربارا بأن علاقتها برشدي على المحك، فهو كان عصبياً متقلب المزاج، يمكن أن ينهي أي علاقة مهما كانت قوتها، في أي لحظة، أضف إلى ذلك أنه كان جذاباً حلو اللسان، يمكن أن يجذب أي امرأة يلتقي بها، مثلما حدث معها. غير أن الكارثة أن قلبه لم يكن ليمتلئ بامرأة واحدة، بل يتسع لعشرات النساء، لذا رأت أن الحب وحده غير كاف ليربطه بها، فعزمت على البحث عن شيء آخر يمكن أن يربطه بها ولا يبعده عنها، فاهتدت إلى أمر كانت قد سبق وتناقشت معه فيه، واتفقا على أن يؤجلاه في الوقت الراهن، وهو الإنجاب، وقررت أن تخل بهذا الاتفاق.      

في أكتوبر من العام 1955، وصل المخرج سيسل دي ميل إلى مصر لتصوير المشاهد الخارجية من الفيلم الأميركي «الوصايا العشر» The Ten Commandments المأخوذ عن روايةPillar of Fire ، للكاتب جي. إتش. إنجرهام، ورواية OnEagle›s Wing فضلا عن أن كتابة جزء كبير من الحوار، مأخوذ عن "سفر الخروج” من الكتاب المقدس، "العهد القديم” مع وجود بعض الاختلافات، كإضافة أحداث درامية، أو شخصيات مكملة، وهو يحكي سيرة نبي الله سيدنا موسى، وخروجه مع اليهود من مصر.

كان قد أخرج «الوصايا العشر» المخرج نفسه سيسيل دي ميل عام 1923، وأدى بطولته الممثل الأميركي ثيودور روبرتس الذي جسد دور «نبي الله موسى»، ولكن في مرحلة «السينما الصامتة» قبل إدخال شريط الصوت. فقرر سيسيل دي ميل إعادة تقديمه في «السينما سكوب» ألوان، ليؤدي بطولته شارلتون هيستون، ويتم تصوير غالبية المشاهد الخارجية، والتي تمثل أكثر من ثلثي الفيلم، في مصر، بين الأقصر وبني سويف، ومنطقة «أبو رواش» في الجيزة، وجبل موسى في سيناء، ثم استكمل تصوير بعض المشاهد الخارجية، وكل المشاهد الداخلية في مدينة غوادالبي في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، فجاءت أحداث الفيلم في ما يقرب من أربع ساعات كاملة.

نشرت الصحافة المصرية خبر تصوير الفيلم العالمي في مصر، لكن الأهم في الخبر، كان تصدر صورة الممثل المصري رشدي أباظة، وسط النجوم العالميين أثناء تصوير الفيلم، ما كان مثار فخر وإعتزاز، ليس لرشدي أباظة فقط، بل للوسط السينمائي المصري كله، وهو ما استغله بعض المنتجين والمخرجين المصريين للإسراع بتوقيع عقود معه، قبل أن يعرض الفيلم في أميركا أو في مصر، لاستغلال عرضه في الدعاية لأفلامهم. غير أن رشدي فطن إلى مآربهم، وكان من الذكاء بحيث أرجأ توقيع أي عقود جديدة إلى ما بعد عرض الفيلم. لكنه لم ينتظر طويلاً، فعرض الفيلم في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، وحقق أعلى الإيرادات، بلغت 185 مليون دولار، وهو رقم غير مسبوق في السينما الأميركية آنذاك، وراحت الأخبار تنشر في الصحف والمجلات المصرية والأميركية والإنكليزية، وكان من نتيجتها أن وقع رشدي أباظة خمسة عقود لخمسة أفلام دفعة واحدة، للمرة الأولى منذ أن بدأ عمله في السينما، ورغم رفضه لهذا المبدأ، فإنه وافق عليها جميعاً ليفي بمتطلبات «بوبي» أو بربارا، التي أصبحت في تزايد مستمر.

بدأ رشدي هذه الأفلام مع المخرج الكبير محمد كريم، في فيلم «دليلة» عن قصة وسيناريو علي أمين وحواره، وشارك فيه أمام عبد الحليم حافظ، وشادية، مع فردوس محمد، وعبدالوارث عسر، والوجه الجديد زبيدة ثروت، أحمد الحداد، تهاني راشد، عدلي كاسب، زوزو ماضي، وجورد يوردانيدس.

رغم حداثة عهد عبد الحليم حافظ بالسينما آنذاك، فإنه كان شديد الحرص، ليس على شكله في الفيلم فحسب، بل على كل من يعملون معه، وبتفاصيل العمل كافة. غير أنه شعر بالقلق من الفيلم، ليس لمشكلة في السيناريو والحوار أو الإخراج، أو فريق العمل، بل لتردده في أن يظهر على الشاشة في مهنة «عامل كهرباء»، إذ تدور الأحداث حول عامل الكهرباء الفقير الذي يهوى الموسيقى والغناء، وتضحي حبيبته بنفسها لأجل مستقبله الفني، وتوهمه بأنها انتحرت. وبينما يستولي عليه اليأس، يصادف سيدة ثرية تكون صورة من حبيبته «دليلة» فيحبها ويتزوجها، لكن فجأة تعود «دليلة».

اندهش رشدي أباظة من تخوف عبد الحليم حافظ، لكن دهشته زالت عندما اكتشف صدق حدسه، فلم يلق الفيلم نجاحات أفلام عبد الحليم السابقة، رغم توافر سبل النجاح له، بما فيها أنه ملون يتم تصويره بطريقة «سكوب». لكن ما زاد من دهشة رشدي أن فيلماً آخر أكثر بساطة، شارك فيه مع إسماعيل ياسين بعنوان «إسماعيل ياسين في البوليس» من تأليف السيد بدير، إخراج فطين عبد الوهاب، في دور شاب رياضي، يحقق أعلى إيرادات في السينما، فكان ذلك درساً مهماً له، في الاعتماد على حدسه أولاً في الحكم على أي عمل فني قبل الموافقة عليه.

بعده قدم رشدي فيلم «من القاتل؟» من تأليف محمد كامل حسن المحامي، وإخراج حسن الصيفي، أمام سميرة أحمد ومحسن سرحان ومحمود المليجي وإسماعيل ياسين وحسين رياض ووداد حمدي، وأمينة نور الدين. أدى دور ضابط شرطة، ليتبقى له من بين العقود التي وقعها خلال هذا العام فيلمان، أحدهما مع المطرب فريد الأطرش، والآخر مع عبد الحليم حافظ. ولم يكن أمام رشدي إلا أن يشارك فيهما في الوقت نفسه، والدور عينه تقريباً، وهو دور «غريم» البطل الذي يشك في أنه ينافسه على حب البطلة، الأمر الذي أغضب عبد الحليم لعدم تفرغ رشدي، فقد كان يريد أن ينتهي من تصوير فيلمه وعرضه قبل أن ينتهي فريد الأطرش من فيلمه، ولكنه لم يفلح في ذلك، لا سيما أن فريد كان قد بدأ تصوير فيلمه «إزاي أنساك» قبل عبد الحليم بوقت كاف. وشاركته البطولة صباح، وكريمة «فاتنة المعادي»، بالإضافة إلى عبد السلام النابلسي وشريفة ماهر، وبرلنتي عبد الحميد، فيما كان التأليف لعلي الزرقاني، والإخراج لأحمد بدرخان.

عند عرضه، حقق فيلم عبد الحليم «موعد غرام» نجاحاً غير مسبوق، خصوصاً بعدما توافرت له سبل النجاح كافة، وأهمها لقاء عبد الحليم حافظ مع فاتن حمامة، وشاركهما كل من عماد حمدي وزهرة العلا، إضافة إلى رشدي أباظة، الذي رغم تقارب دوره في الفيلمين، جاء أداؤه مختلفاً في «موعد غرام» ولم يصدق نفسه وهو يجلس في دار العرض يسمع همس الجمهور، خصوصاً النساء، وهو يسأل عن اسم هذا الممثل، وبعضهم يقول للآخر:

= دا اسمه رشدي أباظة... دا ممثل حلو أوي.

- دمه خفيف أوي... تعرفي أن شكله أجمل من عبد الحليم حافظ!!

خرج رشدي من دار العرض منتشيا، شعر بأنه لا يمشي بل يطير من شدة فرحه لأنه لفت أنظار الجمهور بهذا الشكل، وما إن وصل إلى بيته، وقبل أن يزف الخبر لزوجته بربارا... سارعت هي وألقت في وجهه بمفاجأة لم يكن يتوقعها.

البقية في الحلقة المقبلة