«اتقوا شر الحليم إذا غضب»

نشر في 25-01-2014
آخر تحديث 25-01-2014 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب حقيقة صدق المثل القائل "قط فلوسك بالشمس واقعد بالضلال".

لقد أخبرتني إحدى المواطنات عن حالتها التي ينطبق عليها المثل السابق تماماً، حالة تكشف مدى المستوى المتردي في مستشفيات الحكومة مقارنة بالخاص، تقول السيدة:

"قبل ثلاث سنوات راجعت المستشفى التابعة لها حسب البطاقة المدنية، حيث كنت أعاني انتفاخاً في السرة، وعلمت أن الأمر بحاجة إلى فيتامين (واو) كي أصل إلى أفضل دكتور جراح في المستشفى لأعرض عليه الحالة، وبالفعل عرضت الحالة عند أفضل جراح في المستشفى، وقال لي: إن الحالة بسيطة وسأقوم بالإجراء اللازم لها وسأقوم بشد عضلة البطن، لأنها مترهلة وتحتاج إلى شد، وبعد العملية لم يتغير شيء، وبعد ثلاث سنوات راجعت مستشفى خاصا، ومن خلال الفحوصات والأشعات، تبين أن عضلة البطن مرتخية ومتهتكة وأن الجراح في مستشفى الحكومة لم يقم إلا بمعالجة الانتفاح في السرة فقط، كما أنه لملم العضلة كشد لها، واضطررت إلى إعادة العملية بالخاص مرة أخرى"... انتهى كلام المواطنة.

وبدورنا نقول طبعا العمليات في المستشفيات الخاصة باهظة ومكلفة، ونعلم أن هذه التكلفة تتحملها الحكومة في المستشفيات الحكومية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا هذا التقشف في المعلومة؟ ولماذا التساهل وعدم المبالاة في العمل بشكل عام والإنساني بشكل خاص؟ ولماذا لا يكون للمريض المواطن غرفة خاصة به في مستشفيات الحكومة كمثيلاتها في الخاص؟ ولماذا يسمح بالإزعاج في أجنحة المستشفيات الحكومية، ولا نشعر بذلك في الخاص؟ ولماذا هيئة التمريض في الحكومة متقاعسة عن أداء وظيفتها، بينما في الخاص يتعاملون مع المرضى "يا دهينة لا تنكتين"؟ وإلى متى ستستمر الألوان "اللي تضيّق الخلق" في المستشفيات الحكومية؟ عجزنا من كثر الكلام عن الصحة وخدماتها، هل هذا ما تريده الحكومة في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين التي كفلها الدستور، أم أنها تريد أن تبرهن للجميع بضرورة فرض رسوم على الرعاية الصحية حتى يرتفع مستواها؟

فنقول للحكومة الفائض ١٢ ملياراً للسنة المالية المنصرمة، والخدمات في جميع القطاعات دون الصفر... "واللي عطاكم بالجدر يعطي الشعب بالملاس"، والشعب حليم فلا تجبروه على الغضب، فقد صدقت الحكمة العربية التي تقول "اتقوا شر الحليم إذا غضب".

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top