تفاقم العنف في غزة وأميركا تستأنف الرحلات الجوية
استمر القتال العنيف في غزة وتسبب في نزوح آلاف آخرين من الفلسطينيين وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن مساعي تحقيق هدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحرزت بعض التقدم.
ورفعت سلطات الطيران الأمريكية حظراً على رحلات الطائرات الأمريكية إلى تل أبيب كان قد فرض لمدة يومين بسبب الهجمات الصاروخية من قطاع غزة لكن كثيراً من شركات الطيران العالمية الأخرى تجنبت السفر إلى إسرائيل.وفي قطر أشاد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بمقاتلي الحركة وقال أنهم حققوا مكاسب ضد إسرائيل وقال أنه يؤيد هدنة إنسانية لكن اتفاق وقف إطلاق النار لن يكون مقبولاً إلا إذا كان في مقابل رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة.وقال "المطلوب الآن تنفيذ مطالبنا ثم تحديد ساعة الصفر للتهدئة.. لا نقبل أي مبادرة لا ترفع الحصار عن شعبنا... لا نريد الحرب ولا نريد استمرارها لكننا لن ننكسر أمام العدوان."جرائم حربومما يزيد من الضغوط على إسرائيل قالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي إن هناك "احتمالاً قويا" أنها ترتكب جرائم حرب في غزة حيث قتل 703 فلسطينيين معظمهم مدنيون في القتال.ونددت أيضا بقيام اسلاميين بإطلاق صواريخ دون تمييز من غزة وقال مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان انه سيطلق تحقيقاً دولياً في الانتهاكات المزعومة.ونفت إسرائيل ارتكاب أي أخطاء، وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني في صفحتها على فيسبوك في اطار رد فعلها على التحقيق "فليذهب للجحيم".تقدمواجتمع كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بدا وجهه متجهماً الأربعاء، وعاد في وقت لاحق إلى مصر.وقال كيري الذي يقوم بواحدة من أكثر زياراته تكثيفا للجهود في المنطقة منذ انهيار مفاوضات السلام التي توسط فيها بين نتنياهو وعباس في أبريل "لقد أحرزنا بالتأكيد بعض التقدم إلى الامام، وما زال يوجد عمل ينبغي القيام به."وقال مسؤول مصري انه يتوقع بدء سريان هدنة انسانية بحلول مطلع الأسبوع المقبل تزامناً مع عيد الفطر.لكن مسؤولاً أمريكياً كبيراً قلل من تأثير الثقة التي تحدث بها المسؤول المصري بشأن الهدنة في العيد قائلاً أن الولايات المتحدة تأمل ذلك لكنه ليس مضموناً بأي حال من الأحوال.وقال المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم نشر اسمه "لن يكون من قبيل الدقة أن نقول إننا نتوقع هدنة بحلول عطلة نهاية الأسبوع... نواصل العمل على ذلك لكن الأمر ليس محسوماً عند هذه النقطة."ويعمل كيري من خلال عباس ومصر ووكلاء اقليميين آخرين لأن الولايات المتحدة مثل إسرائيل تنأي بنفسها عن التعامل مع حماس وتصفها بأنها منظمة ارهابية.ورفضت حماس نداء الوزير الأمريكي قائلة أنها لن توقف وقف اطلاق النار دون الحصول على مكاسب.وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس ان اهتمام الحركة واهتمام الشعب الفلسطيني ينصب على ضرورة عدم التوصل إلى اتفاق قبل تلبية شروط فصائل المقاومة.وشنت إسرائيل هجومها في الثامن من يوليو لمنع حماس من اطلاق الصواريخ من غزة، وبعد فشل القصف الجوي والبحري لقمع الناشطين الفلسطينين دفعت إسرائيل بقوات برية إلى قطاع غزة يوم الخميس الماضي على أمل ضرب مخازن صواريخ حماس وتدميرها بالاضافة إلى شبكة الانفاق الضخمة تحت الأرض.أنفاقوقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر يوم الاربعاء "أننا نلقى مقاومة حول الانفاق ... وهم يحاولون دائماً مهاجمتنا حول الانفاق وداخلها، هذا هو التوجه."وأعلنت إسرائيل أن ثلاثة من جنودها قتلوا في انفجار شحنات ناسفة اليوم مما يرفع خسائرها إلى 32 قتيلاً، كما توفى ثلاثة مدنيين في هجمات صاروخية من غزة بينهم عامل تايلندي اليوم الأربعاء. ويقول الجيش أن أحد جنوده ما زال مفقوداً أيضاً ويُعتقد أنه مات، وتقول حماس أنها أسرته لكنها لم تنشر صورة له.وتواجه إسرائيل التي تضررت بالفعل من الغاء رحلات سياحية ضغوطاً اقتصادية متزايدة بعد أن اتخذت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية خطوة نادرة يوم الثلاثاء بحظر الرحلات إلى تل أبيب وجددت الأمر اليوم الأربعاء قبل أن تلغيه.وقالت إدارة الطيران الاتحادية في بيان صحفي "قبل اتخاذ هذا القرار عملت إدارة الطيران الاتحادية مع نظرائها في الحكومة الأمريكية لتقييم الوضع الأمني في إسرائيل وراجعت بحرص المعلومات الجديدة المهمة والإجراءات التي تتخذها حكومة إسرائيل للحد من المخاطر المحتملة على الطيران المدني."ولم تستجب شركات طيران أمريكية مثل دلتا ايرلاينز وأمريكان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز على الفور لطلبات بالتعقيب خارج ساعات العمل الأمريكية المعتادة.وحظرت شركات أجنبية أخرى الرحلات لإسرائيل في ظل حالة تأهب قصوى بعد اسقاط طائرة ماليزية فوق منطقة قتال في أوكرانيا الأسبوع الماضي، وواصلت الشركات الإسرائيلية عملها.وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أن نجاح حماس في إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي هو انتصار عظيم للمقاومة وفشل مروع لإسرائيل يدمر صورة قوة الردع الإسرائيلية.واستقرت بورصة تل أبيب وسعر الشيقل دون تغيير فيما لم يبد المتعاملون اهتماماً يذكر بوقف الرحلات الجوية.وتصاعدت سحب الدخان الأسود فوق غزة التي تبعد نحو 65 كيلومتراً إلى الجنوب من مطار بن غوريون مما دفع آلاف المدنيين إلى الفرار من بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة.طبيبوقال حامد أيمن وهو فتى يبلغ من العمر 17 عاماً "تتجه صفوف من الناس إلى الغرب من بيت حانون بحثاً عن ملجأ آمن، هذه ليست حرب وإنما إبادة."وقال لرويترز "حلمت يوماً بأن أكون طبيباً، أنا الآن مشرد، عليهم (في اسرائيل) أن يترقبوا ماذا يمكن أن أكون يوماً."وقال مسعفون فلسطينيون إن اثنين من المصلين قتلا وأصيب 30 في هجوم على مسجد بقلب حي الزيتون المكتظ بالسكان في شرق مدينة غزة.ولقي محتج فلسطيني حتفه بعد مواجهة مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.وأعلنت إسرائيل أسماء أربعة قادة من الجهاد الإسلامي قالت أنها قتلتهم في الأيام الاخيرة.مبادرةوقدمت مصر مبادرة لوقف اطلاق النار ثم التفاوض بشأن شروط التهدئة على المدى البعيد في قطاع غزة الذي يشهد جولات عنف على مراحل متفرقة منذ اتخذت إسرائيل قراراً من جانب واحد بالانسحاب من غزة في 2005.ورفضت حماس المبادرة المصرية الأصلية وتريد تلبية شروطها بالكامل قبل انهاء الصراع.وتشمل المطالب الافراج عن المئات من أنصار حماس الذين اعتقلتهم إسرائيل مؤخراً في الضفة الغربية ورفع الحصار المصري الإسرائيلي عن قطاع غزة الذي أضر بالاقتصاد وجعل من المستحيل تقريباً على أي شخص أن يسافر خارج القطاع.وتكبد الحرب قطاع غزة الفقير خسائر فادحة ويقول مسؤولون فلسطينيون أن ما لا يقل عن 475 منزلاً دمر بالكامل بسبب القصف الإسرائيلي بينما لحقت أضرار بنحو 2644 منزلا، وتعرضت 46 مدرسة و56 مسجداً وسبعة مستشفيات لدرجات مختلفة من التدمير.وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي يوم الأربعاء في جلسة طارئة لمجلس حقوق الانسان في جنيف أن هناك "احتمالاً كبيراً أن يكون القانون الدولي قد انتهك بشكل قد يرقي إلى درجة جرائم حرب."ورد نتنياهو بغضب شديد على أنباء عن تحقيق محتمل من جانب الأمم المتحدة لعلمه بالتقرير الذي أدان اسرائيل في عملية غزة 2008/ 2009 التي قتل فيها اكثر من 1000 فلسطيني.وقال "قرار اليوم من مجلس حقوق الانسان هو صورة زائفة"، وأضاف "يجب على مجلس حقوق الانسان أن يبدأ تحقيقا في قرار حماس بتحويل المستشفيات إلى مراكز قيادة عسكرية واستخدام المدارس كمخازن للأسلحة ووضع بطاريات الصواريخ بجوار الملاعب والمنازل الخاصة والمساجد."