• اليوم الخامس من العدوان الأكثر دموية بسقوط 55 قتيلاً بينهم 20 في استهداف منزل البطش

Ad

• نزوح من شمال القطاع بعد تهديدات • باريس تدعو تل أبيب إلى «الاعتدال في ردها»

في ما يشبه عملية جس نبض تمهيداً لعملية برية أوسع قامت قوات خاصة بحرية إسرائيلية، أمس، بعملية إنزال على سواحل قطاع غزة بعد ساعات من تحدي حركة حماس لقدرة إسرائيل على وقف إطلاق الصواريخ من القطاع، وإعلانها استهداف تل أبيب بعشرة صواريخ، فيما تواصلت الجهود الدولية لوقف إطلاق النار.

غداة يوم كان الأكثر دموية منذ بدء العملية الإسرائيلية العسكرية على قطاع غزة قبل ستة أيام، نجحت حركة "حماس" في التصدي لقوة خاصة من البحرية الإسرائيلية في أول عملية برية على شمال القطاع ليل السبت – الأحد، بينما تمكت الحركة من قصف تل أبيب مساء أمس الأول بعشرة صورايخ من طراز "j80" لم تتمكن منظومة "القبة الحديدية" إلا من اعتراض ثلاثة منها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر إنه بدعم من المقاتلات هاجمت قوة إسرائيلية من مشاة البحرية موقعا في شمال غزة يستخدم لإطلاق صواريخ طويلة المدى، مضيفاً أن النشطاء فتحوا النار وأصابوا أربعة من قوات "الكوماندوس"، إلا أنه جرت إصابة موقع الإطلاق.

في المقابل، أعلنت حركة "حماس" أن مقاتليها أطلقوا النار على القوة الإسرائيلية قبالة الساحل ومنعوها من النزول على الشاطئ.

الأكثر دموية

وقتل 56 فلسطينيا أمس الأول في الغارات الإسرائيلية، بينما توفي اثنان من الجرحى، هما طفل وسيدة في الثالثة والسبعين من العمر، متأثرين بجروح أصيبا بها في بداية الهجوم الإسرائيلي الثلاثاء الماضي، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 170 قتيلا و1085 جريحاً.

وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين بشكل كبير، أمس، بعد مقتل 20 وجرح 50 من بينهم أطفال ونساء ومسنون في غارة إسرائيلية استهدفت منزل قائد الشرطة اللواء تيسير البطش، وهو من قادة "حماس" في حي التفاح بمدينة غزة، بجوار مسجد الحرمين بعد صلاة التراويح.

وبين القتلى نضال وعلاء ملش، وهما من أبناء شقيقة لإسماعيل هنية رئيس حكومة حركة "حماس"، وامرأتان مقعدتان سقطتا في الغارة على دار لذوي الاحتياجات الخاصة.

ميدانياً، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها دخلت أمس إلى باحة المسجد الأقصى في البلدة القديمة للقدس، حيث اعتقلت عشرة فلسطينيين.

وتجري مواجهات متقطعة في القدس الشرقية منذ خطف وقتل شاب فلسطيني أحرق حيا بأيدي متطرفين يهود في الأول من يوليو، ردا على قتل ثلاثة شبان إسرائيليين.

«حماس» تتحدى

وفي تحدّ لقدرة الجيش الإسرائيلي على وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، أعلنت "حماس" مساء أمس الأول عن استهداف العاصمة التجارية لإسرائيل وأكبر مدنها (تل أبيب) بعشرة صواريخ من طراز جديد أدخلته لأول مرة تطلق عليه اسم "80J"، ودعت وسائل الإعلام عبر مواقعها الإلكترونية إلى تصوير مشهد الإطلاق قبل الموعد بساعة.

بعد ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط الصواريخ من دون تسجيل أي إصابات، مؤكدا أنه دمر منصة الإطلاق داخل قطاع غزة.

ولاحقا، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رشقة صاروخية كبيرة أطلقت من قطاع غزة صباح أمس باتجاه مناطق مختلفة، فيما سارعت إسرائيل إلى إدخال ثامن منظومة للقبة الحديدية للخدمة أمس الأول لمواجهة نيران صواريخ أقوى من المتوقع من غزة.

تحذير إسرائيلي

من جهة أخرى، دعا الجيش الإسرائيلي، أمس، سكان عدة مناطق شمال قطاع غزة إلى إخلاء منازلهم "فورا" ترقبا لغارات جوية ضخمة "ولم يسبق لها مثيل" اعتباراً من الساعة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الطيران الإسرائيلي قام بإلقاء منشورات على شمال القطاع في منطقة غير بعيدة عن الحدود مع إسرائيل، مطالبا السكان المدنيين بترك منازلهم قبل الظهر للتوجه إلى الجنوب، مضيفاً أن "المنشورات حذرت سكان بيت لاهيا وطلبت منهم الابتعاد من أجل سلامتهم عن ناشطي حماس أو المواقع التي يعملون منها".

نتنياهو

في المقابل، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن العمليات التي تشنها قواته على القطاع، معتبرا أن "حماس" هي المسؤولة عن سقوط قتلى من المدنيين.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه القول :"يجب أن ندرك أن العدو يختبئ في مساجد ويقيم مستودعات للأسلحة والذخيرة في أقبية المستشفيات، وتوجد له قيادات قرب رياض للأطفال، وقال إن هدف العملية في غزة هو توجيه ضربة صارمة ضد "حماس ومنظمات الإرهاب العاملة في قطاع غزة".

جهود دولية

دبلوماسياً، بحث أمس وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا سبل وقف إطلاق النار في غزة على هامش اجتماع مخصص للبرنامج النووي الإيراني في فيينا.

وفي نيويورك، دعا مجلس الأمن أمس الأول إسرائيل وحركة "حماس" إلى وقف إطلاق النار و"احترام القوانين الإنسانية الدولية، وخصوصا حول حماية المدنيين".

وفي بيان صدر بالإجماع، دعت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس إلى "نزع فتيل التوتر وعودة الهدوء وإعادة إرساء وقف إطلاق النار العام 2012".

وعلى الصعيد نفسه، انتقد المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة ورئيس مجموعة دول منظمة التعاون الإسلامي السفير عبدالله المعلمي البيان الصحافي الذي أصدره مجلس الأمن حول الوضع في غزة، قائلا إنه "لا يرقى إلى مستوى التطلعات، ولا يدين العدوان الإسرائيلي بشكل واضح".

الاعتدال في الرد

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، إن التوصل لوقف إطلاق النار في غزة ومنع تصعيد أعمال العنف الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين أولوية قصوى لفرنسا.

وأفاد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان بأن باريس تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتطلب من إسرائيل "الاعتدال في ردها" على الصواريخ التي تطلقها حماس "وندينها".

كما جدد رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان التأكيد على أن علاقات بلاده مع إسرائيل لا يمكن أن تعود إلى وضعها الطبيعي طالما واصلت سياساتها العدوانية على الشعب الفلسطيني.