تكشفهم – لهم – الأيام وأعني أصحاب نظرية "أهون الشرين" أبعاد المصيبة التي شاركوا فيها بكل سعادة واندفاع، اليوم لا أحد في الساحة غير "الشر الأصغر" وهي الحكومة، تحكم وتتحكم وتصد وتدفن كل صوت غير صوتها، فلديها المال والوقت، أما "الشر الأكبر" وهو كتلة الأغلبية المبطلة فيا أرحم الراحمين تحول معظم أعضائها إلى مغردين متذمرين، وندواتهم لا يقربها "البردانين"، ومقابلات الرمز أحمد السعدون التلفزيونية لم تعد تحظى بأعلى نسب مشاهدة.
الملعب كما رأيناه يخلو من المعارضة، بل أزيد يخلو من الحركة، كل الأرض والطرقات مفتوحة وممهدة أمام "الشر الأصغر" كي يعمل وينقل الكويت إلى واحة الأحلام المدنية، ولكن لا شيء يحدث غير الفراغ المكرر وصراعات الأجنحة خارج الدائرة الرسمية، ولأن هناك حقيقة راسخة هي أن السلطة التنفيذية بما تملكه من قوة ودوام عمر هي "الشر الأكبر" لو أرادت الشر، وهي "الخير الأكبر" لو أرادت الخير، ومجلس الأمة وأي معارضة قديمة أو جديدة لا تملك غير لسانها ومصداقيتها وعمر مربوط بخيط "بكرة" خياطة.أخيراً بعد تقليم أظفار الرقابة البرلمانية عبر تفصيل قنوات الوصول لمجلس الأمة، وبعد أن حملت الأصوات المعارضة للفساد والانفراد في اتخاذ القرارات مسؤولية تعطيل التنمية والإنجاز، وبعد أن دخلت "الإشاعات" نطاق أسباب تعطل المسيرة المباركة، لم تتحمل الحكومة ضعف حيلتها وبؤس إمكاناتها، فألقت عيوبها على رقابة ديوان المحاسبة ولجنة المناقصات المركزية، وطالبت بإلغاء الرقابة المسبقة على المشاريع الإسكانية بحجة تسريع الدورة المستندية!!!هكذا وبصريح العبارة، الحكومة لا تريد الرقابة المسبقة، وتريد أن تعمل بحرية "سلط ملط"، ولمَ لا؟ إذا لم تتم "المكاشفة" في برلمان ملوك الأقليات فمتى إذاً؟ ستقولها الحكومة: "مشكلتي في الرقابة حتى لو كانت رقابة مجلسي!!! ولجنة مناقصاتي ورقابة ديوان المحاسبة السرية".هذا الوضع السيئ متروك لمن احتضنه وتكالب عليه، الكلام السابق مشتق من عبارة الرئيس السابق أحمد السعدون "الوضع السيئ نتركه للسيئين"، ويرددها الآن من اكتشفوا أن المراهنة على "طيب" الشر الأصغر أوصل الكويت إلى المرحلة التي نحن فيها من انفراد تام في اتخاذ القرار دون اتخاذ أي قرار.الآن ما الحل؟ ما الذي سيحصل في شأن "الشر الأكبر"؟ لن يعلو صوت أطياف المعارضة بوجود الطائفيين والعنصريين، ولن تقوم لهم قائمة وهم على نفس النهج المدمر في الإقصاء، أما ما سيحصل قريبا فهو على مرأى العين، الحطب سيأكل نفسه بنفسه، والإدارة السيئة تزرع بذور فنائها بكل جد واجتهاد، وتطلعات الشباب لكويت أفضل ستفرض نفسها وتخلق الفرص الكفيلة لتحقيق تلك التطلعات.
مقالات
الأغلبية الصامتة: «أهون الشرين»!!! «إكسكيوزمي»
19-12-2013