هل يصبح تعويم سعر سهم ‹›تويتر›› الحدود النهائية للأسهم الأميركية؟ بعد عملية إدراج شركة ‹›تويتر›› في سوق الأوراق المالية هذا الأسبوع، تم تداول أسهم شركتين من الحجم الوسيط في العالم بنسبة تقييم عالية من حيث «قيمة الشركة إلى المبيعات»، وهي واحدة من التدابير القليلة للأسهم الخاسرة. شركة شينيير للطاقة محبوبة صناعة الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة؛ كانت الأولى والأخرى هي بورصة دبي، التي تنتفع من الارتفاع الكبير في أسعار الأسهم في الخليج.

Ad

أقنع المسؤولون الممثل السير باتريك ستيوارت، الذي لعب دور الكابتن جان لوك بيكارد في فيلم ستار تريك، بقرع جرس الافتتاح لتداول أسهم شركة ‹›تويتر››. أحد أجوبة بيكارد السريعة على كلينجون العدواني يلخص تقييم شركة ‹›تويتر›› بدقة: ‹›بإمكانك اختبار هذا الافتراض على راحتك››.

افتراضات متفائلة

يمكن تبرير سعر سهم شركة ‹›تويتر›› فحسب، بسبب الافتراضات المتفائلة جداً حول النمو، والربح، وحصتها من الإعلانات على شبكة الإنترنت.

أو، ربما، بسبب الاعتقاد بأنه في أسواق الأسهم المليئة بالغثاء يمكن بيع الأسهم بربح لشخص أكثر حمقاً من مالكها. في اليوم الأول، حقق الباعة 73 في المئة من الربح. فمن هو الأحمق الكبير؟

وفقاً لوكالة تومسون رويترز، فإن المبلغ الذي جمعته شركة ‹›تويتر›› وقيمته 1.8 مليار دولار، رفع إجمالي رأس المال المجموع من الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة لهذا العام، إلى أكثر من 50 مليار دولار، وهو الأكبر منذ عام 2000.

السندات الرديئة الخطرة تزدهر أيضاً. ارتفاع الطلب لهذا العام سمح لجهات الإصدار بتخفيف أساليب الحماية للمستثمرين، وسمح لمالكي الأسهم الخاصة باستعادة الكثير من النقود التي استعاروها من شركاتهم.

البيانات من شركة ستاندراد آند بورز ليفريجد كومنتاري آند ديتا SandP Leveraged Commentary and Data توضح أن المزيد من سندات الدفعات العينية (التي لا تدفع عليها فوائد بل سندات إضافية، وبعضها لا تسدَّد إلا عندما يحين تاريخ الاستحقاق) حيث تستطيع جهات الإصدار تدوير الفائدة، هي أكثر بكثير من أي وقت باستثناء العامين 2007 و2008. في أوروبا، كان إصدار السندات العينية لهذا العام أكثر من عددها في الأعوام الستة السابقة مجتمعة.

يخلق طلب المستثمرين العرض في حين يستغل البائعون ذلك. كما يقول إيوين كاميرون وات، كبير المحللين الاستراتيجيين في ‹›بلاك روك››: ‹›لماذا تتم عملية الإدراج في البورصة؟ لأن في الاستطاعة ذلك››.

 طفرة الاكتتاب الحقيقي

الواقع أن طفرة الاكتتاب العام الحقيقي نجدها تجري على قدم وساق في شركات التكنولوجيا الحيوية، وليس في وسائل الإعلام الاجتماعي فحسب. أصبحت أسهم المضاربات، بشكل لا يُصدّق، قادرة على الإدراج في البورصة بفضل طلب المستثمرين. النتيجة هي أن شركات التكنولوجيا الحيوية الأميركية في طريقها للتغلب على نسبة 45 في المئة من المكاسب في 2003، الذي يعتبر أفضل ارتفاع منذ عام 2000.

هل يعتبر كل هذا بمثابة فقاعة؟ إحدى سمات الفقاعة هي شراء المستثمرين لأشياء يعرفون (أو يغلب على ظنهم) أنها أعلى من سعرها، لأنهم يتوقعون أن تزيد حتى أكثر على سعرها الحالي – بمعنى أنه نسخة عن نموذج الاستثمار المراهن على وجود شخص ‹›أكثر حمقاً››.

في الوقت الحالي ليس الأمر كذلك، على الأقل خارج الحدود الضيقة لشركة ‹›تويتر››، وشركات التكنولوجيا الحيوية والبيتكوين، العملة الإلكترونية. كون الأسهم ككل ليست في فقاعة، لا يجعل من الصحيح أن نتوقع استمرار الأسهم في الارتفاع.

مع ذلك، هذا ما يتوقعه الكثير من الناس. وفقاً لشركة إنفسترز إنتيليجينس، فإن التعليق المتفائل في النشرات الاستثمارية الأميركية قد فاق عدد التعليقات المتشائمة، بقدر ما هي الآن مرتين فقط في ثمانية أعوام. كانت الأولى في الأسبوع الذي بلغ فيه مؤشر ستاندارد آند بورز 500 ذروته في أكتوبر من عام 2007، والثانية في أبريل من عام 2011، وفيه ارتفعت السوق قبيل خفض التصنيف الائتماني الأميركي.

تُظهر مؤشرات أخرى للمشاعر غياب المتشائمين والثقة القوية بين المتفائلين. كان المستثمرون يشعرون بالارتياح بسبب فكرة أن البنوك المركزية تحميهم، بينما يشعرون بأنهم مجبرون على شراء الأسهم لأن العوائد من السندات والنقود محزنة جداً.

يقول كيفين جينور، الرئيس العالمي لاستراتيجية توزيع الأصول في بنك نومورا، والذي يتوقع ارتفاع الأسهم: ‹›الجميع يتموضع للاندفاع في خط مستقيم في نهاية العام››. يجب أن يقلق المستثمرون عندما يكون الاتفاق عاماً بهذا النطاق، على الأقل في الولايات المتحدة. عندما يتفق الجميع على اتجاه السوق، فإنهم في العادة على وشك التحول.

التقييم طويل الأمد

مؤشرات التقييم طويل الأمد، مثل نسبة السعر إلى الأرباح الخاصة بشيللر، استناداً على عشر سنوات من الأرباح، المعروفة بالنسبة Q والقائمة على تكلفة استبدال الموجودات، تقول منذ الآن إن السوق مُكلفة مقارنة بالمعدلات التاريخية.

حتى مقياس ‹›وول ستريت›› المفضل، وهو نسبة السعر إلى الأرباح الآجلة للولايات المتحدة، عادت لِما كانت عليه في عام 2007 – على الرغم من أن الأسواق الخارجية ذات قيمة زهيدة بكثير، والشركات الأكبر أرخص إلى حد ما.

من الصعب رؤية الصفقات الرخيصة المربحة. يجد بنك سوسيته جنرال أن عدد الأسهم ذات القيمة الزهيدة فعلاً حول العالم، هو الآن أقل من أي وقت مضى بالضبط، قبل إفلاس اليونان في عام 2010.

يقول بين إينكر، رئيس قسم توزيع الأصول في شركة جي إم أو GMO، لاستثمارات القيمة في بوسطن: ‹›من حيث جيوب القيمة في السوق الأميركي، لا يوجد الكثير منها››. فهو لا يزال يحب الأسهم الآمنة للشركات الأميركية المعروفة، لكنه يرى أن السعر مبالغ فيه، فيما تبقى من السوق.

لا بد أن المستثمرين الذين اشتروا الأسهم الأميركية استناداً إلى الأساسيات يرون أن الاقتصاد سوف يُحلّق ويزيد إيرادات الشركات، أو أن هوامش الربح يمكن أن ترتفع أكثر حتى من مستوياتها العالية على مدى نصف قرن. هذا قد يحدث، لكن آمال النمو تبددت عدة مرات، في حين تتأرجح الربحية مع الاقتصاد.

بطبيعة الحال فإن الأسواق المُكلفة لا تنخفض بشكل أوتوماتيكي، إذ يمكن أن تكون أسعار الأسهم أعلى من قيمتها الحقيقية، على الدوام خاصة إذا أبقت البنوك المركزية على عوائد السندات منخفضة، وبالتالي تضطر المستثمرين إلى البحث عن العوائد من الأسهم. لكن يجب على أي شخص يستثمر في المدى الطويل، أن يكون حذراً من الأسهم الأميركية - وبالتأكيد يجب بيع سهم ‹›تويتر››.

* (فايننشيال تايمز)