مصر تحاكم ثاني رئيس في أقل من عامين
واشنطن تدعم السلطات المؤقتة وتجدد دعوتها إلى انتخابات بمشاركة الجميع
تشهد القاهرة اليوم محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 من قيادات نظامه، في محاكمة هي الثانية لرئيس مصري في أقل من عامين بعد محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك.ويحاكَم مرسي، الذي يتمسك أنصاره بمطلب عودته رئيساً، بتهمة قتل وتعذيب متظاهرين سلميين أمام قصر الاتحادية الرئاسي، في 5 ديسمبر 2012، وكان الضحايا عشرة أشخاص.
ويجمع القدر اليوم بين مرسي ومبارك، بعدما قررت محكمة استئناف القاهرة في اللحظات الأخيرة نقل محاكمة مرسي من معهد أمناء الشرطة في طرة، إلى مقر أكاديمية الشرطة في التجمع الخامس، التي شهدت وقائع محاكمة مبارك المعروفة إعلامياً بـ"محاكمة القرن". وتشهد العاصمة المصرية والمحافظات استنفاراً أمنياً غير مسبوق للحيلولة دون وقوع عمليات انتقامية تستهدف مواقع حيوية. وكشفت وزارة الداخلية أنها وضعت بمعاونة الجيش خطة أمنية معقدة لتأمين وقائع المحاكمة تتضمن نقل مرسي من محبسه المجهول إلى قاعة المحاكمة باستخدام طائرة عسكرية ترافقها 3 طائرات من طراز أباتشي.وعشية المحاكمة، زار وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس القاهرة للمرة الأولى بعد أحداث 30 يونيو، وأكد بعد لقائه نظيره المصري نبيل فهمي دعم بلاده للسلطات المؤقتة ورضاها عن تطبيق "خارطة الطريق" التي وضعها الجيش لنقل البلاد إلى الديمقراطية.ولم يتطرق كيري وفهمي إلى محاكمة مرسي، إلا أن الوزير الأميركي دعا إلى توفير "محاكمات عادلة وعلنية لكل المصريين"، وجدد مطالبة واشنطن بـ"إجراء انتخابات نزيهة وشفافة تشمل كل المصريين".والتقى كيري أيضاً الرئيس المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي. ورغم محاولته تقريب وجهات النظر بين واشنطن والقاهرة خلال لقائه منصور، فإن الأخير كشف عن بعض التوتر في العلاقات المصرية - الأميركية، مؤكداً لضيفه أن "مصر مؤمنة بأهمية إعادة تقييم العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية"، مشيراً إلى "ما باتت تعانيه تلك العلاقة من انعكاسات سلبية على مستوى الرأي العام".