طهران: «اتفاق جنيف» يدخل حيز التنفيذ 20 الجاري
استكمال تسوية الخلافات السياسية والتقنية... وخفض العقوبات ينطلق مع بدء التنفيذ
أعلنت إيران امس أنها ستبدأ تنفيذ اتفاق جنيف الذي توصّلت إليه مع مجموعة "5+1" الدولية حول ملفها النووي في 20 يناير الجاري.ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن مصدر مطلع قوله إنه تم التوصّل الى هذا الاتفاق بالتنسيق مع العواصم المعنية، وأنه سيشكل بداية لعملية خفض العقوبات المفروضة على إيران.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أعلن يوم الجمعة الماضي، عقب انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات بين طهران ومجموعة (5+1) في جنيف، أن الخلافات الفنیة والسیاسیة بین الفريقين سویت من خلال آلیة عمل، مشيراً إلى أن القرار النهائي بشأن تسویة القضایا العالقة فی ما یخص تطبیق اتفاق جنیف، بید العواصم المعنية.ونفى المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أمس الأنباء التي ترددت حول فتح مكتب مؤقت للوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران، وذلك ردا على تقارير أفادت بأن الوكالة ستطلب قريبا فتح مكتب لها في العاصمة الإيرانية في إطار متطلبات تنفيذ اتفاق جنيف النووي الذي عقدته طهران مع مجموعة "5 + 1" (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا).وقال كمالوندي: "لم يطرح مثل هذا الأمر في المفاوضات حتى الآن، هذا النبأ لا أساس له من الصحة"، وأضاف: "لم تطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية مثل هذا الأمر منا ولا نحن أجرينا محادثات مع الوكالة في هذا الصدد"، الا أن مراقبين اعتبروا هذا الرد الإيراني بمثابة رفض مسبق لفتح مكتب للوكالة في طهران، الأمر الذي قد يسهل على المفتشين الدوليين تفقد المواقع الإيرانية بشكل مفاجئ. وكان دبلوماسيون أفادوا في وقت سابق بأن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدرس تكثيف وجودها في إيران للتعامل بصورة أفضل مع حجم عمل أكبر فيما يخص التحقق من تنفيذ طهران لاتفاق تاريخي مع القوى الكبرى للحد من برنامجها النووي"، مشيرين الى أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة التي تجابه دورا موسعا نتيجة اتفاق جنيف مع إيران "ستحتاج على الأرجح إلى عدد أكبر من المفتشين في إيران كما تبحث ما إذا كانت ستنشئ مكتبا صغيرا مؤقتا هناك".وقال دبلوماسي غربي في العاصمة النمساوية: "لا أعتقد أن ذلك سيكون حساسا. يجب أن ينظر اليه كنتيجة مباشرة طبيعية للزيارة اليومية للمواقع. إذا وجد الفريق هناك كل يوم فيجب أن يكون لديه مكتب".إلى ذلك، أفادت مصادر إيرانية بأن منسقة السياسيات الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ستزور طهران على الأرجح نهاية الشهر الجاري، وذلك بعد ان وجهت وزارة الخارجية الإيرانية دعوة لها أمس الأول لزيارة البلاد.على صعيد آخر، قال محللون إن العلاقات الإيرانية- الأميركية تشهد تحسناً ملحوظا بعد ثلاثين سنة، حيث كانت ايران تعتبر الولايات المتحدة الشيطان الأكبر في حين صنفتها واشنطن في خانة محور الشر، لكن تحسن العلاقات بين العدوين قد يؤدي بهما إلى التعاون حول النقاط الساخنة في الشرق الأوسط.وتندرج النزاعات في أفغانستان وسورية والعراق تحت إطار المصالح المشتركة التي من شأنها أن تدفع بالقوتين إلى العمل يدا بيد، على ما يرى بعض المحللين.