ظافر العابدين: أفضل الأدوار الصعبة وأطمح إلى العالمية

نشر في 01-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 01-06-2014 | 00:02
يطل الممثل التونسي الشاب ظافر العابدين مع الفنان تامر حسني في مسلسله الجديد {فرق توقيت} الذي سيعرض خلال شهر رمضان.
عن المسلسل ومشاريعه الجديدة التي يحضر لها كانت الدردشة التالية معه.
كيف جاءت مشاركتك في {فرق توقيت}؟

 بعد العرض الأول لمسلسل {نيران صديقة} في رمضان الماضي حدثني القيمون على شركة {رايت ماركيتنغ} حول هذا العمل، وأعطوني ملخصاً لحلقاته. في الحقيقة أعجبت بفكرته لأن المؤلف محمد سليمان عبد المالك كتب قصته بإحكام والمخرج إسلام خيري شخص موهوب فعلاً.

ما دورك فيه؟

أؤدي دور سميح، شاب درس إدارة أعمال في أميركا، وأسس عملا خاصاً به، لكنه يقرر العودة إلى مصر لتنفيذ طموحاته العملية فيها، ولديه هوس بأمور معينة، ما يجعل شخصيته غامضة ومتناقضة ومركبة. وتربطه صلة قرابة عائلية مع {ياسين} (تامر حسني).

ما الذي حمسك لتجسيد الشخصية؟

تنتمي إلى نوعية الأدوار التي أفضلها، أي المركبة الصعبة التي تتحدى قدراتي كممثل، وليست مثل تلك المثالية السطحية، أو الشريرة بشكل مبالغ فيه؛ كل منهما بعيد عن الواقع الذي نعيشه، فلا يوجد خير مطلق ولا شر مطلق.

مساحة دورك في {نيران صديقة} كبيرة باعتبارها بطولة جماعية، فهل تحظى بالمساحة نفسها في {فرق توقيت}؟

أكيد وأنا راض تماماً عنها، لا سيما أنني أؤدي دوراً محورياً، وفيه مساحة أخرى لتقديمه بشكل مختلف، ثم الأدوار لا تُحسب وفقاً لعدد المشاهد أو مسميات البطولة المطلقة، بل بمدى تأثيرها في مجريات الأحداث، والدليل أنني أديت دوراً صغيراً نسبياً في {فرتيجو} مع ذلك حقق مشاهدة جيدة وقت عرضه.

بم تراهن في {فرق توقيت}؟

على التركيبة كلها؛ فريق العمل عظيم، والكتابة متميزة ومبنية على خط عريض وتوقيت زمني مختلف. ثم توفّر الشركة المنتجة الإمكانات حتى يخرج العمل بصورة مشرفة إلى المشاهد.

تدور الأحداث حول جريمة قتل، فهل نحن أمام دراما تشويقية؟

بل اجتماعية في المقام الأول، تتمحور الأحداث حول صراعات بين عائلات، واختلاف الطبقات، وعلاقات بين ثنائيات (تامر حسني ونيكول سابا، أحمد السعدني ومي سليم)، من خلال هذه العلاقات يجري البحث عن القاتل. بمعنى أن العلاقات الاجتماعية هي محور الأحداث التي تتخللها جريمة القتل، من هنا يمكن القول إن المسلسل اجتماعي بوليسي تشويقي.

هل واجهت صعوبة في اتقان اللهجة المصرية؟

لا أجد أي صعوبة مع اللهجة أمام الكاميرا، ويرجع الفضل في ذلك إلى المخرج المسرحي والممثل التلفزيوني جلال عثمان الذي أعطاني دروساً لإتقانها بعدما قرأنا السيناريو سوياً قبل التصوير وخلاله.

هل ستعتاد الظهور سنوياً على شاشة رمضان؟

لا شك في أن لهذا الشهر خصوصيته من ناحية متابعة الجمهور للأعمال المعروضة، ولكن ما يحدد ظهوري فيه مدى إعجابي بالدور واختلافه، أي لا أقبل أداء دور لمجرد تحقيق حضور فيه، لا سيما بعد مشاركة الفنانين الكبار في الدراما التلفزيونية بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها السينما.

ما رأيك بمشاركة بعض الفنانين في أكثر من عمل خلال هذا الموسم؟

لكل فنان ظروفه التي قد تدفعه إلى المشاركة في أكثر من عمل. بالنسبة إلي، لا أوافق على هذا المبدأ كي أركز في دوري، ثم {سميح} منعني لأنه شخصية مركبة، كما أوضحت، وبالتالي يحتاج إلى الاهتمام بتفاصيل شخصيته ومراحلها النفسية، لا سيما أنني أشارك في المسلسل الفرنسي Engrenages في التوقيت نفسه.

أخبرنا عن المسلسل الفرنسي.

أشارك في الجزء الخامس منه، وهو أحد أهم المسلسلات الفرنسية، وأؤدي فيه دوراً باللغة الفرنسية، للمرة الأولى، إذ سبق أن مثّلت بالإنكليزية. وبدأت تصويره منذ ثلاثة أشهر، ويستمر حتى يوليو.

برأيك كيف تختلف الدراما المصرية عن التونسية وعن المسلسلات الأجنبية؟

من خلال تجاربي، يتبين لي أن الدراما هي انعكاس لمجتمعها، وباختلاف نظرة كل مجتمع تختلف الدراما التي يقدمها الأخير. أما الاختلاف من ناحية الإمكانات، فقد اختفى أخيراً بعدما أصبحت الكاميرا المستخدمة في الدراما الأجنبية هي نفسها المستخدمة في المصرية، ليقتصر الاختلاف على طريقة الكتابة والأداء. عموماً، في أي بلد ثمة مشروعات جيدة وأخرى سيئة.

ما الذي يجمع بين أعمالك المصرية {فرتيجو} و{نيران صديقة} و{فرق توقيت}؟

اختلاف الأدوار فيها؛ دوري في {فرتيجو} كان أقرب إلى المثالية لكنه في الوقت نفسه شخص فاقد السمع، ولا قدرة لديه على الحديث ويعبّر بالإشارة، بينما لدى رأفت في {نيران صديقة} إعاقة في وقت ما، وهو مرّ بظروف صعبة دفعته إلى الانتقام. وبالتالي، كل منهما شخصية مركبة، الأمر نفسه مع سميح في {فرق توقيت} فهو مليء بالتناقضات.

أيهما تفضل: تجسيد الشخصيات القريبة من تفكيرك وحياتك أم البعيدة عنك؟

البعيدة عني بالطبع؛ لأنها تستفز قدراتي، وتدفعني إلى إخراج أدواتي كممثل لأدرسها وأقدّمها كما يجب. كذلك أرى وجوب تجسيد الشخصيات بدرجاتها المتنوعة بين السوية وغيرها، لاستعراض هذه النماذج من المجتمع، ثم لا أفضل بناء أحكام مسبقة على أي دور يُعرض عليّ، إنما أقرأ تفاصيله جيداً، ثم أحكم عليه.

إلى أي مدى تفيدك دراستك للتمثيل وإتقانك اللغات في أداء أدوارك؟

إلى درجة كبيرة، ولكن متابعة الدراسة أمر مهم أيضاً؛ فقد أتحدث بالفرنسية، ولكن لغة أهل الجنوب قد تختلف ما يستدعي مني مذاكرتها، فالإجادة والإتقان لا ينتهيان، ثم تضعني هذه اللغات في مقدمة ترشيحات المنتجين الأجانب لتقديم الأدوار، وذلك قبل ممثلين آخرين لا يتقنون التحدث بها، ما يمنحني مساحة أكبر للانتشار.

هل يقترب ذلك من مفهوم {العالمية}؟

 العالمية درجات، ومن عواملها الانتشار، شرط أن يقدم الفنان، في ظل هذا الانتشار، أدواراً محورية مهمة، لا مشاركات فحسب؛ فقد شاركت في أكثر من 40 عملا أجنبياً بين أفلام ومسلسلات أميركية وبريطانية، وتبين لي في النهاية أن {العالمية} مفهوم كبير، لذا تأخذ وقتاً طويلاً ليصل إليها الممثل.

هل تطمح إليها؟

هي أحد أهم طموحاتي، ولكن الجمهور وحده يمنحها للفنان الذي يستحق، وليس هو من يمنحها لنفسه، ولن أطلقها على نفسي، فأنا في بداية الطريق، وأتحسن كممثل.

ماذا عن السينما المصرية؟

تندرج ضمن خططي المستقبلية. تلقيت عروضاً للمشاركة فيها، لكنني رفضتها لأنها لا تناسبني، وليس لأنها أدوار ثانوية، أي أنها ليست هي التي أخوض من خلالها عالم السينما.

back to top