هولندا تبحث عن ثأر عمره 36 عاماً أمام نجوم التانغو

نشر في 09-07-2014 | 00:05
آخر تحديث 09-07-2014 | 00:05
No Image Caption
يسعى المنتخب الأرجنتيني إلى استعادة عرش كرة القدم العالمية بعد غياب 36 عاما، عندما يواجه هولندا في الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم المقامة في البرازيل.
ستكون الأنظار شاخصة اليوم الى ملعب "ارينا دي ساو باولو" في ساو باولو، الذي يحتضن موقعة نارية بين المنتخبين الارجنتيني والهولندي، اللذين يتقارعان على حلم طال انتظاره كثيرا، في الدور نصف النهائي من مونديال البرازيل 2014.

ويدخل الطرفان الى هذه المواجهة المرتقبة وكل منهما يدرك ان الفوز بها سيفتح الباب امامه لتحقيق حلم طالما لهث خلفه، فالارجنتين لم تفز باللقب منذ 1986، وهولندا لم تدخل حتى الى نادي الابطال رغم الاجيال الرائعة التي مرت لديها عبر السنين وقادتها الى المتر الاخير، حيث سقطت ثلاث مرات آخرها في النسخة الاخيرة عام 2010 بجنوب افريقيا حين ذهب الحلم ادراج الرياح بهدف قاتل من الاسباني اندريس انييستا في الدقيقتين الاخيرتين من الشوط الاضافي الثاني.

ومن المؤكد ان هذه المواجهة تعيد الى الاذهان نهائي عام 1978 حين خرجت الارجنتين فائزة بعد التمديد بثلاثة اهداف لماريو كامبيس (هدفان) ودانييل بيرتوني، مقابل هدف لديك نانينغا.

ورغم ان هولندا تمكنت من تحقيق ثأرها عام 1998 بفوزها على "لا البيسيليستي" 2-1 في الدور ربع النهائي، فإن حسرة خسارة النهائي الثاني على التوالي بالنسبة لمنتخب "الطواحين" ليس بالامر الذي يمكن تناسيه بسهولة، وبالتالي سيدخل رجال المدرب لويس فان غال هذه المواجهة وهم يبحثون عن تحقيق ثأر عمره 36 عاما على الارجنتينيين الذين يتواجدون في دور الاربعة للمرة الاولى منذ 1990.

دقت ساعة الحقيقة

ويمكن القول ان ساعة الحقيقة دقت امام الارجنتين ونجمها الكبير ليونيل ميسي بعد ان تمكن "لا البيسيليستي" من تخطي عقدته مع دور نصف النهائي بتغلبه على بلجيكا الواعدة بهدف سجله غونزالو هيغواين.

ودائما ما كانت الارجنتين مرشحة للفوز باللقب العالمي، لكن "عدادها" توقف عند تتويجين في 1978 مع ماريو كامبس، و1986 مع دييغو مارادونا الذي كاد يقودها الى لقب ثالث عام 1990، لكن المنتخب الالماني حرمها من ذلك بالفوز عليها في النهائي.

وهنا يأتي دور ميسي الساعي الى الانضمام لهذين الاسطورتين بعد ان عجز عن ذلك سابقا، حيث توقف مشوار "لا البيسيليستي" عند الدور ربع النهائي عامي 2006 و2010 وفي المرتين امام المانيا بركلات الترجيح (1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي) وبرباعية نظيفة على التوالي.

ويمكن القول إن ميسي ارتقى اخيرا الى مستوى المسؤولية التي وضعت على عاتقه منذ ان سلمه شارة القائد المدرب السابق مارادونا الذي قال علنا ان "ليو" هو خليفته، اذ لعب دورا حاسما في تواجد بلاده في البرازيل بعد ان سجل اربعة اهداف مصيرية ضد البوسنة (2-1) وايران (1-صفر) ونيجيريا (3-2)، اضافة الى تمريرة كرة الهدف الذي سجله انخل دي ماريا ضد سويسرا (1-صفر) في الدور الثاني.

هولندا لفك العقدة

اما بالنسبة لهولندا فتبدو مستعدة اكثر من اي وقت مضى لكي تفك عقدتها مع النهائيات العالمية بقيادة مدرب محنك بشخص لويس فان غال وبتشكيلة متجانسة بين مخضرمين وشبان واعدين.

لقد وقفت البلاد المنخفضة ثلاث مرات عند حاجز النهائي، فخسرت امام مضيفتها المانيا الغربية 1-2 في زمن "الطائر" يوهان كرويف عام 1974، ثم النهائي التالي على ارض الارجنتين، قبل ان تتخطى البرازيل في ربع نهائي النسخة الماضية ويقهرها اندريس انييستا في الدقائق الاخيرة من النهائي.

المواجهة الخامسة بينهما

وستكون مواجهة ساو باولو الخامسة بين المنتخبين في نهائيات كأس العالم التي تسعى الارجنتين الى بلوغ مباراتها النهائية للمرة الخامسة (1930 و1978 و1986 و1990)، والاولى تعود الى الدور الثاني من مونديال 1974 حين خرجت هولندا يوهان كرويف فائزة برباعية نظيفة، اما الثانية فكانت في نهائي 1978 (3-1 للارجنتين بعد التمديد) والثالثة في ربع نهائي 1998 (2-1 لهولندا) والرابعة في الدور الاول عام 2006 (صفر-صفر).

وتواجه الطرفان في اربع مناسبات ودية ايضا، فازت هولندا مرتين وتعادلا مرتين، ما يعني ان هولندا تتفوق تماما في المواجهات المباشرة بأربعة انتصارات مقابل ثلاثة تعادلات وهزيمة واحدة، لكنها كانت في المباراة الاكثر اهمية بينهما اي في نهائي 1978.

لكن تفوق هولندا لا يعني شيئا، وكذلك الامر احصائية ان الارجنتين وصلت دوما الى النهائي في كل مرة تخطت فيها ربع النهائي، لان ملعب "ارينا ساو باولو" هو الذي سيحدد من سيحصل على بطاقة النهائي بين منتخبين يضمان في صفوفهما بعض افضل نجوم الكرة في العالم كـ"النفاثة" اريين روبن وويسلي سنايدر والقائد روبن فان بيرسي وكاوت من الجهة الهولندية، مقابل ميسي وهيغواين وايزيكييل لافيتزي وخافيير ماسشيرانو الذي اعتبر ان على منتخب بلاده "التمسك بالحلم الذي يراودنا لاننا اخذنا الارجنتين الى مكان لم تتواجد فيه منذ فترة طويلة".

وتابع ماسشيرانو: "هذه الفرص لا تحصل الا قليلا، ويجب الاستفادة منها. لم نخض هذه المباراة (نصف النهائي) منذ 24 عاما، وكنا محظوظين لنكون بين الذين حققوا هذا الانجاز، لكن تحقيقنا لهذا الامر رفع حجم توقعات المشجعين. وحده القدر سيقرر اين سننتهي في كأس العالم هذه".

back to top