بينما عزز الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جهود إنعاش محادثات جنيف للسلام في سورية بدعوته الولايات المتحدة وروسيا إلى الضغط على طرفي الصراع للحوار بنية صافية وبناءة، أكد الرئيس بشار الأسد ألا خيار أمامه سوى الاستمرار في الحرب حتى الانتصار على أعدائه الذين سرّعوا وتيرة العمليات ضد قواته خصوصاً في منطقة الساحل.

Ad

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن الدور المهم الذي تقوم به روسيا، أبرز الحلفاء الدوليين لنظامه، على الساحة الدولية يسهم في رسم «خريطة جديدة لعالم متعدد الأقطاب»، مشدداً على أن لا خيار أمام شعبه سوى الانتصار في حربه على «الإرهاب».

وقال الأسد، خلال استقباله وفد «الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية» في روسيا، إن «الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية يسهم بشكل جلي في رسم خريطة جديدة لعالم متعدد الاقطاب يحقق العدالة الدولية ويصب في مصلحة الدول والشعوب المتمسكة بسيادتها واستقلالية قرارها».

وإذ أعرب عن تقديره لمواقف روسيا الراسخة والداعمة لسورية، وعن ارتياحه لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين البلدين الصديقين، أكد الأسد للوفد أنه «لا خيار أمام الشعب السوري سوى الانتصار في حربه على الارهاب والفكر الظلامي المتطرف الدخيل على مجتمعنا، وذلك من خلال الثبات والتمسك بما ميز هذا المجتمع عبر قرون طويلة من التنوع والاعتدال والتنور الفكري».

دعم بوتين

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن رئيس وفد الجمعية الامبراطورية سيرغي ستياشين نقل للأسد رسالة شفهية من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، «أكد فيها تصميم بلاده على مواصلة دعمها صمود الشعب السوري في جميع المجالات في مواجهة الحرب التي تخوضها ضد الارهاب الدولي المدعوم من بعض الدول الغربية والإقليمية».

وأكدت الوكالة أن ستيباشين، الذي ترأس في 1999 الحكومة الروسية قبل غرفة مراجعة الحسابات الروسية في 2000 و2013، عبر «عن إدانة بلاده لما تقوم به المجموعات الارهابية من أعمال قتل وترويع تستهدف الشعب السوري بمختلف مكوناته والتي كان آخرها الاعتداء الارهابي على منطقة كسب» في محافظة اللاذقية (غرب)، أحد ابرز معاقل النظام السوري.

«جنيف3»

غداة إعلان الائتلاف السوري المعارض اشتراطه أن تغير موسكو موقفها للمشاركة في مؤتمر جنيف 23 بشأن سورية، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي لمنع وقوع الإبادة الجماعية في بروكسل، أن الوضع في سورية مأساوي في ظل استمرار صراع أدى إلى مقتل وهجرة الملايين، داعياً إلى حشد إرادة المجتمع الدولي السياسية، ومشيراً إلى ان مؤتمر «جنيف2» لم يسفر عن آفاق كثيرة، وأن المنظومة الدولية تعمل بجد لعقد «جنيف 3».

وشدد على أهمية أن يظهر كل من وفدي الحكومة والمعارضة التزاماً قويا وانخراطاً في حوار بناء، قبل أن يموت مزيد من الناس، مؤكدا انه «ليس هناك خيار قابل للتطبيق غير الحل السياسي»، مشيراً إلى أن ثمة حاجة لدعم الجهات الفاعلة الرئيسية مثل الولايات المتحدة وروسيا التي بادرت بمؤتمر جنيف، وموضحاً ان على هذه الدول أن تمارس ضغطاً وتقنع جميع الأطراف بالجلوس إلى طاولة الحوار بنية صادقة وبناءة.

أسر وزيارة

ميدانياً، كشف عضو المجلس الأعلى للجيش السوري الحر رامي دالاتي عن عملية وصفها بالمحكمة أسر خلالها 11 عنصرا من «حزب الله» اللبناني من بينهم شخصية وصفها بالهامة، لكنه لم يوضح طبيعة العملية التي تمت وفي أي منطقة من سورية. وأكد أنه سيتم عرض العناصر لاحقاً على الإعلام.

وأوضح دالاتي، في تصريحات لقناة العربية أمس، أن ظاهرة انشقاق الضباط من صفوف قوات النظام عادت من جديد، مشيرا إلى انشقاق 11 ضابطا منهم ضباط علويون.

وبعد زيارة رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا لجبهة الساحل المشتعلة، تفقد وزير دفاع الائتلاف أسعد مصطفى ورئيس أركان الجيش الحر عبدالإله البشير الوحدات المقاتلة في اللاذقية.

وقال مصطفى، لـ»العربية»، إن «المعركة تدور حالياً في جبل التركمان وجبل الأكراد، وإن حوالي 80% و90% منهما تحت يد الثوار»، مضيفاً: «يستطيع أي منا أن يتجول في هذه المناطق بحرية مع بعض الحذر من القصف».

تصعيد بالساحل

وتتجه معارك الساحل نحو التصعيد مع قيام القوات السورية الحكومية والمعارضة بتعزيز قواها العسكرية في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، حيث تسعى القوات الحكومية إلى استعادة السيطرة على المنطقة، في حين تسعى قوات المعارضة إلى الاحتفاظ بمكاسبها العسكرية.

وشن الطيران الحربي غارات جوية على عدة قرى بجبل التركمان تزامنا مع اشتباكات عنيفة على محور جبل تشالما، وفي محيط البرج 45 على جبل التركمان بريف اللاذقية.

وتبنى الجيش الحر المسؤولية عن هجوم بالصواريخ، على قرية البهلولية في اللاذقية، بينما تعرضت مناطق في جبلي الكبير للقصف بالبراميل المتفجرة، وكذلك مناطق والكوز وجبل الأكراد، منها بلدات الزويك وكتف الرمان والسرمانية والقصب وكبانة، التي تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف اللاذقية، وفقاً لما ذكره ناشطون.

براميل حلب

وفي حلب، تسببت البراميل المتفجرة في مقتل ١٥ شخصاً، في بلدة مغارة الأرتيق في مدينة حلب. وفي منطقة الشيخ نجار، ألقى الطيران 14 برميلاً متفجراً على المدينة الصناعية، في حين قتل 4 أشخاص على الأقل في قصف لحي الصاخور وسط مدينة حلب.

وأعلن «جيش المهاجرين والأنصار» ذي الغالبية الشيشانية أمس مقتل نائب «الأمير العسكري في محافظة حلب مهند الشيشاني بشظية بالصدر إثر سقوط برميل متفجر في ريف حلب». ونشر«الجيش» صورة الشيشاني وهو مقتول .

ويعتبر «جيش المهاجرين والأنصار»، من أقوى الفصائل المسلحة في سورية ذات التوجه الإسلامي المتشدد، وقد تشكل بداية عام 2012 بالتزامن مع تشكيل «جبهة النصرة لأهل الشام» وكان اسمه حينها «كتيبة المهاجرين».

(دمشق، بروكسل- أ ف ب، رويترز، يو بي آي، العربية نت)