بعد يوم من رفضه الواضح لتشكيل وفد للرقابة على أداء فريق المفاوضات النووية، وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس رسالة شديدة اللهجة إلى الجناح المتشدد في النظام، مؤكدا أنه لا يخشى منتقدي الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى، التي هددها هي الأخرى بوقف التفاوض إذا لحقت بإيران أي خسارة.

Ad

وقال روحاني، في كلمة ألقاها أمام حكام المحافظات، «لسنا خائفين، ويجب ألا نخاف من الضجيج الذي يحدثه عدد صغير من الأشخاص مهما كانت انتقاداتهم»، مذكراً بدعم قائد الثورة آية الله علي خامنئي لنهج حكومته.

وأضاف ان «جميع أصدقائنا في المنطقة وكبار المسؤولين السياسيين في العالم أجمع أشادوا بالاتفاق مع مجموعة 5+1، لكن يبدو أن البعض ليسوا مسرورين. فلا علاقة لنا بهم، وما يهمنا هو إرضاء الله وأكثرية» الشعب.

وشدد على عدم السماح للبعض بإثارة الخلافات والشقاق، مطالبا المحافظين، الذين انتقدوا اتفاقه النووي، بتقديم الدعم للأحزاب في ممارسة نشاطاتها»، ومنتقدا كذلك وسائل الإعلام التي تقرع على طبول الشقاقات والخلافات، ووصفها بأنها تسقط في أخطاء تاريخية.

وعلى الجبهة الثانية، اكد روحاني ضرورة أن تكون المفاوضات النووية، التي من المقرر أن تستأنف غداً مدة يومين آخرين، وفق قاعدة ربح - ربح، لافتا إلى أنه لو سادت القاعدة أي خسارة فإنها لن تستمر وسيلغى الاتفاق، معتبرا ان السياسة الخارجية للبلاد شهدت انفتاحا مبدئيا، مشيرا إلى أنه لا يشعر «بالتفاؤل أو التشاؤم المفرط».

إلى ذلك، استبقت الخارجية الإيرانية اللقاء المرتقب بين كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي ومساعدة ممثلة السياسة الخارجية الاتحاد الاوروبي هيلغا شميد، يومي الخميس والجمعة، بهدف «مناقشة تطبيق اتفاق جنيف»، وهددت بإنهاء التفاوض في حال فرضت أي عقوبات على طهران.

على صعيد آخر، تردد أمس أن المرشد الأعلى علي خامنئي أصدر فتوى منع فيها «الشات» بين المرأة والرجل غير المحرم لها، وجاءت الفتوى في سياق الرد على سؤال طرح عليه من قبل أحد المقلدين (وهم التابعون لآرائه الفقهية) عن «الشات» (الدردشة الكتابية) بين البنات والبنين، فرد على السائل بأن «الشات بين البنت والولد غير المحرم لها لا يجوز»، حسب موقع خامنئي الإلكتروني الذي أرجع هذه الفتوى إلى ما اعتبره «المفاسد الاجتماعية المترتبة على الشات». ويأتي هذا التحريم في أعقاب حجب برامج «الشات»، التي تستخدم عبر الهواتف النقالة من قبيل موقع «وي تشات». وحذر مسؤولون إيرانيون من أنه سيتم حجب سائر برمجيات التواصل الاجتماعي التي توفر خدمة الدردشة الكتابية.

(طهران، جنيف - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)