«10 أرواح مصرية في جسد التشكيل»... حياة فنانين وإبداعهم بين التراث والتجريب

نشر في 03-08-2014 | 00:02
آخر تحديث 03-08-2014 | 00:02
نظم قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية ندوة حول كتاب {10 أرواح مصرية في جسد التشكيل} للناقدة الدكتورة هبة الهواري (تقديم الناقد محمد كمال)، الذي يتناول مسيرة إبداع فنانين من أجيال مختلفة، ويوثق أهم تجاربهم في مجالات الرسم والتصوير والنحت.
يتضمن {10 أرواح مصرية في جسد التشكيل}، عشر دراسات نقدية وافية لحياة وأعمال الفنانين: غالب خاطر، زكريا الزيني، ثريا عبد الرسول، فتحي أحمد، صبحي جرجس، محفوظ صليب، حسن عثمان، أحمد فؤاد سليم، مصطفى عبد الوهاب، ومحمد رزق.

يندرج الكتاب ضمن إصدارات قطاع الفنون التشكيلية، في إطار خطته لإثراء المكتبة التشكيلية المصرية والعربية بسلسلة من الإصدارات الوثائقية والدراسات النقدية لنخبة من أهم النقاد الفنيين، وهو الثالث بعد {دراسات نقدية 1} و{سنابل مضيئة}، وقريباً يصدر {دراسات نقدية 2} في إضافة قوية ومهمة للحركة التشكيلية المصرية والعربية المعاصرة.

تساهم تلك الإصدارات في القضاء على ما يعانيه الفنانون والباحثون والطلبة في بحثهم عن إصدارات عربية متخصصة في مجال التأريخ والتوثيق والنقد.

أصالة ومعاصرة

لفت الناقد محمد كمال إلى أهمية التوثيق لتاريخ الفن التشكيلي، وتواصل الأجيال مع دراسات نقدية وافية، وتدقيق مادتها العلمية والفنية، وتمرّس الفنانين الشباب على التذوق الفني، وتناغم أعمالهم بين الأصالة والمعاصرة.  

من جهتها أكدت الناقدة هبة الهواري أن كتابها يلقي الضوء على مسيرة إبداعية متفردة لفنانين رحلوا عن عالمنا، وتركوا بصمتهم في صدارة المشهد التشكيلي، وما زالت أعمالهم تحقق حضورها  الفلسفي والجمالي.

الفن الحركي

في تناولها سيرة الفنان غالب خاطر (2009-1922) أوضحت الهواري  أن لوحاته  تتميز بأسلوب تعبيري، وحس انتقادي للظواهر الاجتماعية، ورصد معطيات واقع متجدد، والتقاط  ملامح الوجوه وتفاصيل الحياة الشعبية المصرية.  

أشارت إلى أن خاطر شارك في معارض جماعية، من بينها: {بينالي الإسكندرية السابع عشر لدول البحر المتوسط} (1992)، {بينالي القاهرة الخامس} (1994)، كذلك أعماله موجودة في مقتنيات خاصة في ألمانيا والنمسا وأميركا وفرنسا.  

توقفت الهواري عند معرض خاطر الأول (1956)، والتزامه بالملامح الواقعية للأشخاص، واتجاهه إلى تحريف تعبيري- تبلور في ما بعد - وتجلت بدايات ميله إلى الخطوط الهندسية المستقيمة.

أضافت: {مارس خاطر فن النحت، واختار خامة صعبة {الحديد الخردة}، وقد شهدت السبعينيات اشتعال نشاطه النحتي  وخفوته. تنتمي الأعمال المتحركة إلى الأسلوب الفني الأوروبي المسمى «الكينتيك آرت} أو الفن الحركي}.  

تابعت: «في معرضه الأخير (2002)، قدم لوحات مثل {الكورال} و{السوق} و{لماذا الحروب}، حملت رسائل تحذيرية ساخرة من العولمة، وجسدت معاناة فنان مهموم بقضايا وطنه وأمته}.   

انطباعات بصرية

في تناولها سيرة الفنان أحمد فؤاد سليم (1936-2009)، ألقت الهواري الضوء على إبداعه في مجال التصوير، معارضه في القاهرة وعواصم عربية وأوروبية، بعض أعماله ضمن مقتنيات دار الأوبرا المصرية، ومتحف الفن بالإمارات العربية المتحدة الشارقة.

أوضحت أن أعمال سليم تتميّز بطابعها التجريدي، التمرد على الأطر الكلاسيكية، ولعه بارتياد فضاءات  في الحلم، اعتباره التصوير مغامرة تحمل انطباعاته البصرية، واستحضار الجسد الإنساني وعوالم الطيور والموسيقى والعازفين.  

موسيقى النحت

في تناولها سيرة النحات الرائد صبحي جرجس (1929 - 2013)، أوردت الهواري المعارض الجماعية والخاصة التي شارك فيها، والجوائز المحلية والدولية التي نالها، منها الجائزة الأولى {نحت} في بينالي الإسكندرية (1994)، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون (2009).  

اعتبرت الهواري أن النحت لدى جرجس، ارتبط بأشكال التعبير الفني، ويعد خليطاً من فن الهجاء والسخرية، وفن {الغروتسك} المضحك والنقد الاجتماعي والسياسي.  

أشارت إلى أنه تأثر بوالده عازف الناي الشهير الفنان جرجس سعد، وتشكل وعيه في أحد أحياء القاهرة العتيقة، وأثرى موهبته بالدراسة في كلية الفنون الجميلة، واستيعاب الاتجاهات التعبيرية والتجريدية والسريالية والتكعيبية والبنائية.

 تابعت أن  تلك النشأة أسهمت في تكوين أسلوبه الفريد، وتنوع الخامات المعدنية التي استخدمها، وفجر طاقاتها التعبيرية وجعلها تنطق بمكنونات ذاته الشاعرة، ومنها عمله النحتي « الزمن» من البرونز المسبوك.

كذلك، أفردت الهواري دراسة وافية عن الفنان زكريا الزيني {1993-1932}، الذي جمعت أعماله بين التجريدية والفن الإدراكي والتكعيبية، وتميزت بتناغم تلك الاتجاهات والموروث الشعبي، التعبير عن طقوس الفرح والحزن والطبيعة الصامتة مثل لوحته

{الزهور}. 

back to top