• مخاوف من تأجيل الدراسة   • «العدل» تنظر شكاوى صباحي   • 96% من التوكيلات للسيسي

Ad

خلّفت موجة جديدة من الإرهاب أمس قتيلاً من قيادات الشرطة و6 مصابين، إثر ثلاثة انفجارات هزّت محيط جامعة القاهرة، لتعلن بعدها جهات الأمن حالة الاستنفار الأمني لمواجهة تداعيات التفجيرات التي أحدثت حالة من الذعر في عدة جامعات.

بعد 24 ساعة، من مثول وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي المرشح الرئاسي المحتمل للكشف الطبي، لاستكمال إجراءات ترشحه، ضربت ثلاثة انفجارات محيط جامعة القاهرة، بمحافظة الجيزة، أمس، ما أسفر عن مقتل عميد بالشرطة وإصابة 8 آخرين بينهم مدني، ودفع إدارة الجامعة إلى إخلاء جميع كلياتها، وهو ما تكرر في عدة جامعات، بينها «حلوان».

 وبينما تشهد الجامعات المصرية موجة عنف يقودها طلاب جماعة «الإخوان»، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى عصر أمس.

الانفجاران وقعا صباح أمس أمام البوابة الرئيسية للجامعة في المسافة التي تفصلها عن كلية الهندسة، ما أسفر عن مقتل رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة العميد طارق المرجاوي، وإصابة نائب مدير أمن الجيزة لقطاع الغرب اللواء عبدالرؤوف الصيرفي، الذي أجريت له عملية جراحية عاجلة لإنقاذ حياته، بينما أصيب خمسة ضباط شرطة ومدني كان يمر لحظة الانفجار.

وفي مشهد غير مسبوق، وقع الانفجار الثالث على الهواء مباشرة، أثناء نقل وقائع الانفجارين السابقين وتمشيط قوات الأمن محيط الجامعة، ولم يسفر الانفجار عن سقوط قتلى أو إصابات، وفقاً لبيان وزارة الصحة، الذي أكد أنه لا إصابات وقعت نتيجة الانفجار الثالث.

حالة الفزع انتقلت من داخل الجامعة التي تأسست عام 1908 إلى عدة جامعات مصرية بينها «حلوان» و»الإسكندرية»، ما زاد من مخاوف تأجيل الدراسة في الجامعات، في حين أعلنت وزارة الداخلية حالة الاستنفار وفرضت كردوناً أمنياً حول محيط الجامعة، للبحث عن عبوات ناسفة أخرى، ليتم إبطال قنبلة رابعة تم العثور عليها في محيط الجامعة، بينما أخلت الشرطة حديقتي «الحيوان» و»الأورمان» القريبتين، وتم تمشيطهما للتأكد من خلوهما من أي متفجرات، كما أخلت قوات الأمن أيضاً مدرسة «السعيدية» المجاورة.

وأكد مصدر أمني لـ»الجريدة» قيام مجهولين بوضع العبوتين بجوار إحدى الأشجار، في الناحية المقابلة للباب الرئيسي للجامعة، بينما تم تعليق العبوة الثالثة على إحدى الأشجار المواجهة للبوابة الرئيسية للجامعة، مرجحاً أن تكون العبوات المستخدمة عبارة عن قنابل «سي فور» صغيرة الحجم، لا تحدث لهباً أو ينتج عنها حرائق، مملوءة بـ»البلي والشظايا» يتم تفجيرها عن بعد باستخدام الهواتف المحمولة.

محلب في الجنازة

وشيعت أمس جنازة العميد المرجاوي من مسجد أكاديمية الشرطة شرق القاهرة بحضور رئيس الحكومة إبراهيم محلب، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، بينما التحق وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بالجنازة، عقب زيارته موقع الانفجارات لمتابعة الوضع ميدانياً.

إلى ذلك، اجتمع رئيس الحكومة مع وزراء الدفاع والداخلية والعدل ورؤساء أجهزة المخابرات العامة والمخابرات الحربية والأمن القومي، لبحث تداعيات تفجيرات جامعة القاهرة، مشدداً في بيان رسمي على أن «الحادث الجبان لن يثني الدولة عن عزمها على اتخاذ كل الإجراءات لمنع الإرهاب من العبث بأمن الوطن».

وبينما تبرأت جماعة «الإخوان» في بيان رسمي من التفجيرات، مشددة على أن الخلافات السياسية لا ينبغي أن تكون ذريعة للقتل، كان لافتاً عدم خروج طلاب «الإخوان» في تظاهرات أمس، بالتزامن مع التفجيرات التي ضربت محيط الجامعة، وساد السكون محيط جامعات «الأزهر»، و»عين شمس»، و»حلوان»، على عكس ما جرى خلال الأيام الماضية التي شهدت تظاهرات عنيفة.

إدانات

في السياق، توالت الإدانات الرافضة لسلسلة التفجيرات التي ضربت الجامعة، فدان شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان رسمي التفجيرات، مشدداً على أن «ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون الغاشمون من قتل للأبرياء وترويع للآمنين أمر حرّمه الإسلام».

كانت السفارة الأميركية في مصر دانت الهجمات وقالت في بيان: «نشجب بأشد العبارات قوة الهجمات الإرهابية»، واصفة إياها بالجبانة.

أزمة التوكيلات

على صعيد آخر، تصاعدت أزمة حملة المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي، بسبب تجاوزات مصلحة الشهر العقاري في ما يتعلق بجمع توكيلات المواطنين التي تعد الخطوة الأولى للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها 26 و27 مايو المقبل، حيث تقدمت الحملة بشكاوى إلى وزارة العدل تفيد تعنت موظفي الشهر العقاري في إجراء التوكيلات المؤيدة لصباحي، في الوقت الذي تسهل إجراء التوكيلات المؤيدة للمرشح المنافس وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي.

وفي حين شهدت عدة مكاتب للشهر العقاري في محافظة الإسكندرية الساحلية أمس مشاحنات بين مندوبي الحملتين، أكدت المتحدثة الإعلامية لحملة حمدين صباحي الانتخابية، مي سليم، لـ»الجريدة» حدوث تجاوزات ضد حملتها ولصالح المرشح المنافس عبدالفتاح السيسي، في مناطق مختلفة في محافظتي دمياط والقاهرة، مشيرة إلى أن اللجنة القانونية بالحملة تعد مذكرة رسمية توثق التجاوزات بمقاطع الفيديو لتقديمها لمساعد وزير العدل لشؤون الشهر العقاري المستشار عمر مروان.

من جانبها، بدأت وزارة العدل تحركاتها لدراسة شكاوى حملة صباحي، وقال مساعد وزير العدل لشؤون الشهر العقاري المستشار عمر مروان، إن «أي مُوثِّق سيثبت تورطه في توجيه التوكيلات لصالح مرشح بعينه أو رفضه توثيق توكيلات لصالح آخر سيتم استبعاده من عملية التوثيق، وتوقع عقوبة مالية عليه».

في المقابل، سادت حالة من الاستياء بين موثقي الشهر العقاري بعد الشكاوى التي قدمتها حملة صباحي إلى وزارة العدل، وقال المتحدث الرسمي باسم نادي مستشاري الشهر العقاري، أشرف فليفل، إن «تلك الشكاوى لا أساس لها من الصحة»، واصفاً اتهامات صباحي بأنها «شو إعلامي».

وأكد فليفل أنه وفقاً للتقديرات المبدئية لغرفة مستشاري الشهر العقاري، فإن السيسي حصل على 96 في المئة من إجمالي عدد التوكيلات التي تم توثيقها حتى أمس الأول، مقابل 4 في المئة لحمدين.