تعمد اللاعبين الحصول على البطاقات الصفراء «ظاهرة الموسم»
الربط بين الإنذارات في «الدمج» و«الرديف» انتهاك للوائح
يعتبر تعمد لاعبي الأندية الحصول على بطاقات صفراء، حتى يتمكنوا من الغياب من منافسات دوري الرديف، ومن ثم المشاركة في دوري الدمج، ظاهرة الموسم، والتي تسببت لوائح اتحاد الكرة في تفشيها.
يعتبر تعمد لاعبي الأندية الحصول على بطاقات صفراء، حتى يتمكنوا من الغياب من منافسات دوري الرديف، ومن ثم المشاركة في دوري الدمج، ظاهرة الموسم، والتي تسببت لوائح اتحاد الكرة في تفشيها.
شهد الموسم الجاري لكرة القدم ظاهرة لافتة للنظر، تتمثل في تعمد اللاعبين الحصول على البطاقات الصفراء في دوري الدمج، حتى يغيبوا عن دوري الرديف، من أجل ضمان مشاركتهم مباشرة في الجولة التالية في "الدمج"، وهو بلا شك تحايل واضح على القانون، علما أن أطرافا من لجنتي المسابقات والانضباط أكدت لـ"الجريدة" ان اللائحة لا تتضمن أي عقوبات على اللاعبين الذين يتعمدون الحصول على الإنذارات.واستغلت الأندية ثغرات اللوائح كما ينبغي، لاسيما في ما يخص ربط الإنذارات التي يحصل عليها اللاعبون في دوري "فيفا" الدمج بنظيرتها في الدوري العام "الرديف"، وهو ربط غير مبرر، إذ إن البطولتين منفصلتان ولا تؤثر نتائج إحداهما على الأخرى.
وتعد واقعة لاعبي الكويت سامي الصانع والبحريني حسين بابا الأشهر هذا الموسم، حيث تعمد اللاعبان الحصول على إنذار في مباراة الساحل في الجولة التاسعة من البطولة رغم تواجدهما على مقاعد البدلاء، ما يكشف سوءة دوري الرديف الذي أصبح سبيلا للأندية للتلاعب العلني على الحكام دون أي لائمة من لجنة المسابقات!ما حدث من قبل في مباراة الكويت والساحل أمر يستدعي وقفة حاسمة لكي لا تتحول مباريات الرديف إلى مجرد غسيل ذنوب اللاعبين في دوري فيفا، فظاهرة الحصول على الانذارات بشكل متعمد تؤكد أن التخطيط داخل اتحاد الكرة ولجانه العاملة يجانبه الصواب في العديد من الأمور، فليس كل ابتكار جديد يأتي بنتائج إيجابية، لاسيما إذا تم تطبيقه بشكل غير مدروس."الجريدة" بدورها استطلعت بعض الآراء حول هذه الظاهرة وكيفية تلافيها مستقبلا.الفصل بين الإنذاراتبداية، أكد حكم دولي، رفض ذكر اسمه، أنه من المفترض أن يتم توقيع عقوبة مضاعفة على اللاعبين الذين يسعون بشكل متعمد إلى الحصول على البطاقات الصفراء، لاسيما ان اللوائح لا توجد بها نصوص تضاعف العقوبات على اللاعبين المتعمدين، وعليه فإن الحكم لا يستطيع إلا إشهار الإنذار للاعبين.وأضاف: "قد يقول قائل إنه يتعين على الحكم في هذه الحالة التغاضي عن إنذار من يتعمد الحصول على البطاقة الصفراء، وهذا خطأ، خصوصا أن هذا الأمر سيترك الحبل على الغارب للاعبين في استغلال الموقف في إهدار الوقت، ما يلحق الضرر بالفريق الآخر".وطالب مسؤولي الاتحاد بضرورة إعادة الأمور إلى نصابها السليم، من خلال الفصل في الإنذارات بين البطولات المختلفة، على غرار ما تفعله العديد من الاتحادات الخليجية والعربية والآسيوية.المجروب: الربط قرار خاطئمن جهته، قال أمين سر نادي الفحيحيل مدير الكرة بالنادي صالح المجروب إن ربط البطولتين (الدمج والرديف) بالإنذارات أمر خاطئ تماما، فبعيدا عن الحديث عن اللاعبين الذين يتعمدون الحصول على البطاقات الصفراء حتى يغيبوا عن مباريات الرديف، ثم يشاركون بشكل طبيعي في دوري الدمج، هناك ضرر آخر يقع على الأندية، وهو حصول اللاعبين على الإنذارات في "الرديف"، أي البطولة الأضعف، ومن ثم فقدان جهودهم في دوري الدمج، وهو البطولة الأهم بالنسبة للأندية. وطالب المجروب بتصحيح الأمر والفصل بين البطولتين في ما يخص أمر الإنذارات، حتى يتم تلافي انتهاك القوانين واللوائح، لان الأندية واللاعبين لهم عذرهم.نصار: الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرصمن جانبه، ذكر المدرب المساعد بنادي كاظمة وليد نصار أن أمر ربط بطولتي الدمج والرديف بالإنذارات أحد أهم سلبيات الموسم الجاري، على الرغم من إشادة بعض الأندية بنظام الدمج والرديف.وتابع نصار: "أعتقد أن قرار التراجع عن الفصل في الإنذارات لن يحسب على مسؤولي اتحاد الكرة، بل لهم، خصوصا أن تعمد الحصول على الإنذارات للغياب عن دوري الرديف يخل بمبدأ تكافؤ الفرص، حيث إن هناك أندية تعاني نقص الصفوف، بينما هناك أندية أخرى صفوفها مكتملة، بجانب رفض مبدأ التحايل على القوانين تماماً.إبراهيم: ظاهرة سلبيةأما مدرب القادسية محمد إبراهيم فقد انتقد ظاهرة تعمد اللاعبين الحصول على إنذارات في دوري فيفا، مضيفا انه حذر من هذا الأمر السلبي، والذي كان متوقعا، نظرا لأن مباريات دوري الرديف تأتي بعد 24 ساعة فقط من دوري الدمج.وأضاف إبراهيم أنه من الصعوبة أن يتعرض لاعب في الفرق المشاركة في دوري الدمج للإيقاف، بعد وجود مشروع الحصول على الإنذارات، مشددا على أن لاعبي الأصفر لا يلجأون لهذه الحيلة، ولن يسمح لأي لاعب بتعمد الحصول على الكروت الملونة.روماو: أسلوب غير لائقبدوره، اعتبر مدرب العربي البرتغالي روماو أن ظاهرة الإنذارات للتحايل على اللوائح أمر مرفوض بشدة في عالم الرياضة الشريفة، واللجوء لهذه الحيلة امر يستحق العقوبة المغلظة.وتابع روماو ان اللاعب الذي يسعى للحصول على إنذار متعمدا قد يتسبب في إلحاق الضرر بالآخرين، فتعمد اللاعب الخشونة من أجل الحصول على إنذار ربما يتسبب في حرمان الفريق المنافس من أحد لاعبيه، لذلك يجب على لجنة الحكام التعامل مع هذا الأمر بحزم شديد.