جدل بشأن تصريحات فهمي عن العلاقات المصرية - الأميركية

نشر في 02-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 02-05-2014 | 00:01
No Image Caption
«الخارجية» توضحها و«الشعبي» يعتبرها امتداداً لأداء نظامي مبارك و«الإخوان»
أثارت تصريحات وزير الخارجية المصري نبيل فهمي حول العلاقة التي تجمع القاهرة وواشنطن، حفيظة الكثيرين، خصوصاً بعدما شهدت العلاقة بين البلدين توتراً على خلفية عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو العام الماضي، التي علقت على إثرها الولايات المتحدة مساعدات عسكرية للقاهرة، تقدر بنحو 1.3 مليار دولار.

وبينما كان الوزير المصري بدأ زيارة إلى الولايات المتحدة قبل نحو أسبوعين، صرح قبيل انتهائها، أمس الأول، بأن "العلاقة بين مصر وأميركا بمنزلة الزواج لا النزوة، أو علاقة الليلة الواحدة"، ما أحدث موجة انتقادات واسعة وصلت إلى حد خروج مطالبات شعبية وحزبية بإقالة فهمي وتقديم الحكومة اعتذاراً رسمياً.

وأصدر "التيار الشعبي"، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي، بياناً أعرب فيه عن رفضه وإدانته لتصريح نبيل فهمي، الذي وصفه بأنه "خرج عن لياقة التصريحات الدبلوماسية"، معتبراً أن "مثل هذه التصريحات جاءت مخيبة للآمال بعد ثورتين".

وأضاف بيان التيار الشعبي، أن "السلطة الانتقالية تقدم نفسها بهذه التصريحات، كوريث لنظامي المخلوع حسني مبارك والإخوان، وكمنفذ للسياسات الأميركية، والأمين على مصالح واشنطن في المنطقة".

في المقابل، نفت الخارجية المصرية التصريحات المنسوبة إلى وزيرها، مؤكدة تحريفها، حيث قال المتحدث باسم الخارجية بدر عبدالعاطي، في بيان رسمي أمس: "لم يذكر الوزير أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة هي علاقة زواج، وان ما ذكره هو أنه بخلاف العلاقات العابرة بين الدول، فإن العلاقات المصرية- الأميركية علاقات ممتدة على مدى طويل ومتشعبة ومثل الزواج تحتاج إلى كثير من الجهد والمتابعة، وتتخذ خلالها قرارات عديدة وفي مجالات متعددة، وقد تتعرض بين الحين والآخر لبعض المشاكل".

مساعد وزير الخارجية الأسبق هاني خلاف، اعتبر تصريحات نبيل فهمي الأخيرة غير موفقة، وقال لـ"الجريدة": "لاشك أن الوزير كان حسن النية، وأن كل ما قصده طمأنة أميركا بأن مصر لا تسعى إلى قطع العلاقات معها"، بينما قال المتحدث الإعلامي باسم حزب "مصر القوية" أحمد إمام، إن "تصريح وزير الخارجية دليل على أن مصر مازالت تابعة للولايات المتحدة".

في سياق ذي صلة، جاءت تصريحات فهمي بعد نحو أسبوع فقط من تصريحات اعتبرها مراقبون تسير على النهج ذاته، حيث كان وزير الدفاع السابق المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي، أكد لوكالة أنباء "فوكس نيوز" الأميركية أن العلاقات بين مصر وأميركا لن تنقطع، وأن مصر لن تنسى دعم أميركا للجيش المصري بنحو 73 مليار دولار منذ 1948 حتى 2012.

تصريحات السيسي وقتذاك أشارت هي الأخرى إلى عودة العلاقات مجدداً مع الحليف السابق، وهو ما عززته زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي لأميركا، والتي اعتبرها مراقبون نقلة نوعية وتطوراً إيجابياً على مسار العلاقة بين البلدين بعد توترها خلال الفترة الماضية، حيث أكد الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بشير عبدالفتاح، أن "زيارة فهمي دشّنت شكلاً جديداً من العلاقات بين البلدين، القائمة على الاحترام المتبادل لا التبعية".

ترطيب الأجواء بين البلدين، بدأ التمهيد له عبر زيارة قام بها مدير المخابرات العامة المصرية اللواء محمد فريد التهامي إلى الولايات المتحدة استبق بها زيارة نبيل فهمي، حيث التقى التهامي خلالها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إضافة إلى عدد من المسؤولين الأميركيين، واللافت أنه لم تُشر أي صحيفة أميركية لهذه الزيارة، كما لم يتضمن الموقع الإلكتروني للخارجية الأميركية أي إشارة للزيارة أو موعد بدايتها.

back to top