لبنان: عودة مفاجئة للحريري حركت ملف انتخابات الرئاسة
فاجأ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اللبنانيين بعودته إلى بيروت صباح أمس بعد غياب قسري عزي إلى أسباب أمنية، استغرق ثلاث سنوات عقب إطاحة حكومته من قبل فريق "8 آذار" الذي يتزعمه "حزب الله".وفور وصوله الذي أحيط بكتمان شديد زار الحريري ضريح والده رفيق في وسط بيروت ثم رئيس الحكومة تمام سلام في السراي. وانتقل بعدئذ إلى منزله (بيت الوسط)، ليبدأ تدفق المهنئين من دبلوماسيين وسياسيين.
واعتبرت عودة الحريري إلى بيروت استنهاضاً لقوى "14 آذار"، التي تداعت إلى عقد اجتماع عام للتداول في الملفات المطروحة وخصوصاً تداعيات معركة الجيش مع الإرهابيين في مدينة عرسال والهبة السعودية لتسليحه في وجه الإرهاب. لكن الأكثر أهمية في عودة الحريري كان تأكيده أنه لم يأتِ بزيارة، بل أتى ليبقى ويساهم في الخروج من المأزق السياسي، وفُهم من ذلك أن الحريري سيلعب دوراً أساسياً في حل عنوان المأزق وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، علماً أن البرلمان سيعقد جلسة مخصصة للانتخاب الأربعاء المقبل وفق ما هو مقرر.وكثرت الأخبار والتحليلات في الأروقة السياسية في بيروت إثر عودة الحريري، وأبرزها أنه أتى ضمن سلة توافق تقضي بانتخاب قائد الجيش جان قهوجي رئيساً للجمهورية، في حين يتولى الجنرال شامل روكز صهر رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون قيادة الجيش، ويتم التعهد بدوام تسلم صهره الآخر جبران باسيل وزارة الطاقة ليمسك بملف النفط. وسيكون الحريري نفسه رئيساً للحكومة في هذه التركيبة.غير أن مصادر سياسية لم تستبعد أن تكون هناك أسماء أخرى مطروحة للرئاسة وتتسم بصفة الحياد ولا يحتاج انتخابها إلى تعديل دستوري يحتاج إليه قائد الجيش جان قهوجي إذا انتخب رئيساً لأنه موظف.