هدنة أسوان تنهار... سقوط قتيلين وتوسع الاشتباكات

نشر في 07-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-04-2014 | 00:01
• إخوانيات يرفعن أعلام «القاعدة» • «التحرير» مغلق أمام «6 أبريل» • أحزاب تطالب بإقرار «النسبية»

تواصلت الاشتباكات الدامية في مدينة أسوان السياحية جنوب مصر لليوم الثالث على التوالي، ما أسفر عن سقوط قتيلين جديدين، ليرتفع إجمالي القتلى إلى 25، في وقت بدت الدولة المصرية عاجزة أمام تصاعد الأحداث في الجنوب، بين قبيلة عربية وقرية نوبية.

عاشت الإدارة المصرية المؤقتة أمس اختبار هيبة جدياً، بعدما فرض منطق حرب العصابات نفسه على بعض قرى محافظة أسوان جنوب البلاد، مع تجدد الاشتباكات بين أبناء قبيلة بني "هلال" وقرية الدابودية "النوبية"، لليوم الثالث على التوالي، عقب فشل جهود التهدئة التي قادها الجيش والشرطة ووزارة الأوقاف، ما أسفر عن مقتل مواطنين على الأقل في اشتباكات أمس، بعد مقتل 23 وإصابة 50 آخرين، في واحدة من أعنف مواجهات الثأر في صعيد مصر، التي اندلعت شرارتها الأولى الجمعة الماضية.

وبينما انسحبت قوات الأمن من محيط الاشتباكات، التي توسعت جغرافياً أمس، لتمتد إلى قرى مجاورة لمنطقة "السيل الريفي" في محافظة أسوان، معلنة انهيار الهدنة التي أعلنها رئيس الحكومة إبراهيم محلب، أمس الأول، قال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، إن الوضع في أسوان معقد، وانه أمر بإرسال تعزيزات.

من جهته، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان رسمي المواجهات القبلية، مطالباً أطراف النزاع بحقن الدماء، وقال وكيل الأزهر عباس شومان، "إنه بناء على تعليمات شيخ الأزهر، أصدرتُ تعليمات لجميع وعاظ الأزهر في محافظة أسوان بالتوجه إلى منطقة الحدث والتعاون مع المسؤولين لوقف الدماء".

إلى ذلك، كشف الناشط النوبي حجاج أدول لـ"الجريدة" عن حجم الغضب النوبي، قائلاً: "ماذا تنتظرون منا؟ ماذا تتوقعون من الشباب الذي ينال الإهانات من الغير ومن السلطة؟ الشباب ضاق بأسلوب التعقل، وقالوا لم يعد يجدي أسلوبكم المتمسك بالحوار".

تظاهرات

وفي سياق منفصل، تظاهر طلاب جماعة "الإخوان" في جامعة الأزهر أمس، وأغلقوا المبنى الإداري للجماعة بعد حصاره، ثم أطلقوا الشماريخ النارية على قوات الأمن، بعد خروجهم إلى الشوارع المحيطة بالجامعة وقطعهم الطريق أمام حركة المرور، ما دفع قوات الأمن إلى استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق الطلاب.

وبينما رفعت طالبات "الإخوان" الأعلام السوداء لتنظيم "القاعدة" داخل أروقة جامعة الأزهر أمس، نظم طلاب "الإخوان" تظاهرات موازية في جامعات "القاهرة"، و"عين شمس"، و"بني سويف"، و"المنوفية"، و"الإسكندرية"، في إطار المشاركة في فعاليات أسبوع "عاش نضال الطلبة"، التي دعا لها "تحالف دعم الشرعية".

من جهة أخرى، شهدت مدينة الإسكندرية الساحلية تظاهرات لأعضاء حركة "6 أبريل" للاحتفال بذكرى تأسيسها السادسة في محيط جامعة "الإسكندرية"، في وقت أغلقت قوات الأمن ميدان "التحرير" بوسط القاهرة، تحسباً لتظاهرات الحركة.

الإرهاب

على صعيد آخر، قال مستشار الرئاسة للشؤون الدستورية المستشار علي عوض لـ"الجريدة"، إن تعديلات قانوني الإرهاب لم تصل إلى الرئاسة، متوقعاً وصولها خلال الساعات المقبلة، بعد عرضها على قسم "الفتوى التشريع" بمجلس الدولة.

 وكانت الحكومة وافقت خلال اجتماعها الخميس الماضي على مشروعين بتعديل قانون العقوبات لتشديد العقوبة على الجرائم الإرهابية، وتعديل قانون الإجراءات الجنائية، بينما أعلنت 25 منظمة حقوقية، رفضها لمشروعي القانونين، مطالبة في بيان مساء أمس الأول الرئيس المؤقت عدلي منصور بعدم إصدار القانونين "لما تضمناه من اعتداء صارخ على الدستور والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان".

في غضون ذلك، قدم عدد من رؤساء الأحزاب مذكرة للرئيس منصور، أمس الأول، طالبوه فيها بإصدار قانون يحدد نظام القائمة النسبية غير المشروطة، مع حرية تكوين القوائم في انتخابات مجلس النواب المقبل، والمقرر إجراؤها عقب الانتهاء من الاستحقاق الرئاسي، باعتباره النظام الأصلح لواقع مصر السياسي.

ووقع على المذكرة رؤساء أحزاب "التحالف الشعبي الاشتراكي" و"المصريين الأحرار"، و"الدستور"، و"الشيوعي المصري"، و"الحق"، بينما وقع رئيس الحزب "المصري الديمقراطي" محمد أبوالغار بصفته الشخصية، وقال القيادي في حزب "التحالف الشعبى" عماد عطية، إن تطبيق نظام القائمة النسبية المفتوحة يعزز من التعددية الحزبية، ويضمن تحقيق التحول الديمقراطي.

السباق الرئاسي

وفي ظل زخم التنافس بين حملتي المرشحين الرئاسيين المشير عبدالفتاح السيسي والقطب الناصري حمدين صباحي، أعلن رئيس نادي الزمالك، المحامي المثير للجدل مرتضى منصور أمس رسمياً ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، ليصبح فارس السباق الثالث مع صباحي والسيسي.

وقال منصور خلال مؤتمر صحافي، إنه قرر خوض السباق الرئاسي المقبل، وان برنامجه يستهدف استعادة عافية مصر وهيبتها على المستوى العالمي، مضيفاً: "نريد لمصر أن تتقدم وتحترم المواطن وكرامته في إيجاد الفرصة المناسبة في التعليم المجاني لغير القادر وإيجاد مكان في المستشفيات"، وطالب بضرورة وقف الإضرابات والاعتصامات مدة عام، حتى تستعيد الدولة قوتها وعافيتها، واعداً بالقضاء على حالة الفوضى التي تمر بها البلاد.

في سياق منفصل، وصل إلى القاهرة أمس وفد لجنة الحكماء التابعة للاتحاد الإفريقي برئاسة رئيس مالي الأسبق ألفا عمر كوناري قادما من أديس أبابا في زيارة لمصر تستغرق ثمانية أيام، بدعوة من وزير الخارجية المصري نبيل فهمي.

back to top