ينبثق الجيل الجديد من بورشه "911 كاريرا" ‏‎911 Carrera‎‏ من إحدى أكثر الخطوات تطوّراً في تاريخ هذه السيارة الرياضية الكلاسيكية الطويل، فقد أعيد تصميم أو تطوير نحو 90 في المئة من مقوّمات السيارة كافة، اما القوة فهي من أولى واهم مميزاتها الجديدة والتي اثبتت بجدارة أنها صاروخ يمشي على الارض.

Ad

وبفضل اعتماد جسم خفيف الوزن جديد بالكامل، إضافة إلى مقوّمات وأجهزة نقل قوة وحركة أكثر فعالية، وأنظمة تعليق جديدة، باتت "911 كاريرا" كوبيه توفر للسائق معايير أفضل من "أداء بورشه الذكي" ‏‎Porsche Intelligent Performance‎‏. هذا الواقع يتجسّد بديناميكية قيادة أفضل وعملية أكبر أثناء الاستخدام اليومي، بالتناغم مع تدنٍ باستهلاك الوقود والانبعاثات بنسبة تصل حتى 16 في المئة.‏

وتمتاز بورشه "911 كاريرا" بأنها السيارة الأولى في العالم التي خرجت متضمنة علبة تروس يدوية من سبع سرعات، كما أنها السيارة الرياضية الأولى المزودة بوظيفة "إبحار" Coasting جديدة، تتوافر مع علبة تروسPorsche Doppelkupplungsgetriebe (PDK) بقابضين، بالإضافة إلى وظيفة "تشغيل/ إيقاف" أوتوماتيكية للمحرك ومساعد مقود كهروميكانيكي جديد يضمن دقة واستجابة أفضل من السابق بالتناغم مع فعالية أكبر وانخفاض في استهلاك الوقود.

محرك x محرك

في ما يتعلق بالمحرك، تضم "911 كاريرا" محرك بوكسر رياضياً من 6 سلندرات سعة 3.4 ليترات بقوة 350 حصاناً، يدفع السيارة إلى سرعة قصوى ممتازة تبلغ 289 كلم/س. وهو يستهلك الوقود بمعدّل 8.2 ليتر/100 كلم فحسب، أي أقل بنسبة 16 في المئة من الجيل السابق، ما يتيح لـ"911 كاريرا" تسجيل اسمها بأحرف ذهبية كأول سيارة بورش رياضية تتدنى انبعاثاتها عن حاجز الـ200 غرام/كلم المنيع، مع 194 غرام/كلم من ثاني أكسيد الكربون.

أما بالنسبة إلى "911 كاريرا إس"، فتحتضن محرك بوكسر من ست سلندرات سعة 3.8 ليترات بقوة 400 حصان، يخوّلها التسارع من صفر إلى 100 كلم/س في غضون 4.3 ثوانٍ. وينخفض هذا التوقيت إلى 4.1 ثوان فحسب عند الضغط على مفتاح تشغيل "سبورت بلاس" Sport Plus (أي "رياضي أكثر") المتوافر مع "رزمة سبورت كرونو" الاختيارية.

كاريرا جي تي

ولم يقتصر التغيير الجذري الذي اعترى الجيل الجديد من 911 على التصميم الخارجي، بل شمل أيضاً مقصورة الركاب التي قام فريق تصميم بورش في "فايساخ" بإعادة تصميمها بالكامل، مستلهماً ملامحها من طراز بورش "كاريرا جي تي" Carrera GT الرياضي الخارق. نتيجة لذلك، بات السائق مندمجاً بشكل أوثق بحجرة القيادة، بفضل اعتماد كونسول وسطي مرتفع في مقدمته واتخاذ مقبض علبة التروس وضعية مرتفعة قريبة من المقود، كما هو معتاد في سيارات السباق.

ألمنيوم وفولاذ

على صعيد آخر، حظيت "911 كاريرا" بجسم جديد بالكامل خفيف الوزن ذي بنية ذكية من الألمنيوم والفولاذ، يعود الفضل إليه في خفض وزن السيارة بمقدار كبير يصل إلى 45 كلغ، بالتناغم مع تحقيق صلابة أفضل بكثير. وبفضل الخطوات العديدة المعتمدة لتعزيز دينامية السيارة الهوائية، من ضمنها استبدال عاكس الهواء الخلفي السابق بآخر أعرض قابل للامتداد بشكل متغيّر، جرى الحدّ من قوى الرفع العاملة على "911 كاريرا" الجديدة.

أمن x أمان

يتابع طراز "911 كاريرا" الجديد على منوال بورش المعهود بتوفير اعلى درجات الحماية للركاب في سياراتها الرياضية في هذا السياق، وتوفر المقصورة حماية للسائق ومرافقه الامامي عبر وسادتي هواء بحجم كامل تنتفخان على مرحلتين وفقا لشدة الاصطدام وطبيعته وبالتناغم مع مجسات في وحدة التحكم بوسادة الهواء، يستشعر مجسان في مقدمة السيارة الاصطدام ويحللانه بدقة في غضون اجزاء قليلة من الثانية، وعند حدوث اصطدامات اقل خطورة يتم حماية الركاب من خلال اعتماد درجة الانتفاخ الاولى لوسادتي الهواء نتيجة لذلك يكون الارتطام بوسادة الهواء اقل وطأة ما يحد من الضغوطات على جسم الركاب.

أنظمة جديدة

كما يتضمن "911 كاريرا" الجديدة نظام بورش للحماية من الاصطدامات الجانبيةPorsche Side Impact Protection System (POSIP) كتجهيز قياسي. وهو يتضمن وسادتي هواء جانبيتين مدمجتين بالمقعدين الاماميين لحماية منطقة الصدر، ووسادتي هواء لمنطقتي الرأس في لوحي البابين الاماميين، بالاضافة الى قضبان في البابين للحماية من الاصطدامات الجانبية.

وتمتد لائحة مقومات السلامة القياسية التي تتضمنها طرازات "911 كاريرا" كافة لتشمل عمود مقود آمنا ولوحة قيادة ممتصة للطاقة واحزمة امان امامية اوتوماتيكية بثلاث نقاط تثبيت مع نظام شد وما ان يستشعر مجس انقلاب السيارة انقلابا وشيكا حتى يشغل انظمة شد احزمة الامان ووسادتي الهواء المخصصتين للرأس بشكل اوتوماتيكي.

خاصية «الإبحار»

أما بالنسبة إلى وظيفة "الإبحار" ‏‎Coasting‎‏، التي تسجّل إطلالتها الأولى في سيارة رياضية مع علبة تروس ‏‎PDK‎‏ الاختيارية، فهي قادرة على توفير ما يصل إلى ليتر واحد/100 كلم من الوقود أثناء القيادة اليومية. وهي تعمل في ظروف قيادة محدّدة عندما يرفع السائق قدمه عن دواسة الوقود، ليتمّ عندئذ فصل المحرك عن علبة التروس ومن ثمّ تتابع "911 كاريرا" سيرها فيما دورات المحرك عند أدنى حدّ لها. وتساهم هذه الوظيفة بالحدّ من استهلاك الوقود بالأخص عند سرعات مرتفعة. ‏

ابتكار آخر

ويترافق استهلاك الوقود المتدني في "911 كاريرا" مع خفض لسعة المحرك من 3.6 ليترات في الجيل السابق إلى 3.4 ليترات الآن. وبما أن هذه الخطوة تمّت وفقاً لأسلوب بورشه، فقد بات المحرك يولد قوة أكبر من ذي قبل، على الرغم من تدني سعته. نتيجة لذلك، أصبحت نسخة السيارة المزودة بعلبة تروس ‏‎PDK‎‏ بقابضين، أول سيارة بورشه رياضية تتدنى انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون عن حاجز الـ 200 غرام/كلم المنيع.‏

ابتكار تقني آخر حصل عليه الجيل الجديد من 911، تمثل بمساعد مقود كهروميكانيكي جديد، نجح من خلاله مهندسو بورشه بدمج مزايا الدقة والإحساس المعهودة عند بورشه مع الراحة المذهلة والاستهلاك المتدني للوقود للمرة الأولى. وبما أن هذا النظام الكهروميكانيكي لا يحتاج إلى القوة سوى عند الانعطاف، فهو يوفر 0.1 ليتر/100 كلم من الوقود كحدّ أدنى مقارنة بمساعد مقود هيدروليكي تقليدي.

تجربة الجريدة.

تسحر العين وتطرب السمع!

اتاحت شركة بهبهاني للسيارات لمحرر "الجريدة" الخروج بجديدها "كاريرا 911 إس" في تجربة استغرقت ثلاثة ايام، لتجربتها على ارض الواقع والتي شهدت العديد من المواقف.

وفي الحديث عن جمال جديد بورش 911، كان سير السيارة في شارع الخليج العربي بمنطقة السالمية في عطلة الاسبوع، اشبه بعسل يتبعه نمل، إعجابا بجمالها وروعتها والتي انتهت بسحر اعين المارة تارة وطرب اسماعهم تارة اخرى، ذلك النغم عندما يترجمه المحرك على ارض الواقع.

اما القوة فهي من أولى واهم مميزات كاريرا 911 الجديدة والتي اثبتت بجدارة انها صاروخ على ارض الشارع لتنطلق الى سرعة 100 في 3 ثوان مصحوبة بنغم يطرب سمع عشاق السيارات الرياضية، فضلا عن قوة انطلاقها او ما تعرف بـ"القومة" باللهجة الكويتية.

والثبات وما ادراك ما الثبات! وجدت هذه الصفة لتخاطب ما تعنيه بورش، "فبعد ان خرجت بها في احد الطرق بسرعة تفوق 180 كلم محاذياً اليمين والشمال أثبتت وبجدارة انها شامخة لا تعرف الانزلاق بتاتاً.

ولاستهلاك الوقود وقفة، فيمكننا القول ان كاريرا 911 "تشم البنزين" ولا تشربه! اي انها لا تعرف الاستهلاك كما هو معروف عن السيارات الفارهة والرياضية، فبعد ان خرجت بها وكان مؤشر خزان الوقود يشير الى النصف، لم تصرف سوى ربع الخزان عند اعادتها الى الوكالة.